السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108763302 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار

مذاق الصبر

صور لم تبرح ذاكرتي

الكاتب : محمد عيد العريمي

القراء : 7957

"صور لم تبرح ذاكرتي!"
كنت في غفلة منها، انظر إليها.. أتمعن في ملامح وجهها، فتتعبني تلك اللحظات وتستدرجني إلى استحضار صور لم تبرح ذاكرتي..

شهر كامل مر دون أن يطرأ أي تغيير على حالتي. بدأت فداحة المأساة تكبر بداخلي أكثر فأكثر وتصاعدت وتيرة اليأس والإحباط، ووقعت فريسة التفكير المستمر فيما ينبئ به المستقبل الحالك: شخص غير قادر على المشي أو الكتابة أو الاستحمام، عاجز حتى عن إنجاز أبسط الاحتياجات اليومية للإنسان.. تفكير اخذ يدفعني إلى حافة الجنون أو يكاد!

يا إلهي.. ما أفظع أن تكون حياة الإنسان مجرد انتظار للخلاص من أوجاع الذات وآلام الجسد.. خلاص من معاناة مضنية غير معلوم وقته ولا شكله! وان تكون عيشته دون أمل.. غد افضل.. حال افضل!

وكان اشد ما يعذبني هو النظر في وجه زوجتي ورؤية تلك الابتسامة البريئة تذبل يوماً بعد يوم. إلا أن وجودها إلى جانبي كان يخفف عني مرارة الألم وكانت تثير في نفسي بعض السعادة والفرح وتشيع في جو الحجرة شيئا من البهجة والسرور.

وكنت في غفلة منها، انظر إليها.. أتمعن في ملامح وجهها، فتتعبني تلك اللحظات وتستدرجني إلى استحضار صور لم تبرح ذاكرتي..

واصل الدكتور هارفي جهوده الإنسانية لتوفير قدر من الراحة لي وتخفيف جو الألم والكآبة المحيطة بي في المستشفى، فاحضر بصحبته في صباح احد الأيام التالية فريقا من فنيي الشركة لتصميم حاملة مرتفعة لتثبيت جهاز التلفزيون على مستوي مرتفع بحيث يتسنى لي مشاهدته دون ثني رقبتي. وقام بعضهم الآخر بتثبيت "آريل" فوق سطح المستشفى ومدوا سلكا إلى داخل حجرتي!

لا شك أن التلفزيون أضفى على ساعات الملل اليومية الطويلة التي تتوالى بوتيرة واحدة بعض التغيير. فقد أخذت أتابع بعض برامج التلفزيون باهتمام وترقب هرباً من التفكير بالمصير الآتي والشعور بالحسرة الذي بدأ يطغى عليّ.

وفي الجانب الأخر تابع بعض الأصدقاء والمعارف سعيهم لتذليل العقبات أمام سفري للعلاج. في حين أكد الدكتور هارفي أن الشركة ستتكفل بعلاجي في بريطانيا إذا تأخرت إجراءات عرض حالتي على اللجنة الطبية المتخصصة للنظر في مدى حاجتي للعلاج بالخارج.

وخلال ذلك زارني بعض من زملاء العمل ومدراء الشركة. وقد أظهرت الشركة من خلال المسؤولين ومشرفي العمل المباشرين اهتماما عظيما وعطفا لا حدود لهما. كما طمأنني الدكتور هارفي على أن الشركة تجري اتصالاتها لتأمين علاج تخصصي وتأهيل مناسب في الخارج، لكن كان لا بد من الانتظار حتى تستقر حالتي وأكون في وضع آمن للسفر في رحلة طويلة.

كنت ولا أزال أعتبر نفسي من الأشخاص الذين منحهم الله نفسا طويلاً وبالاً واسعاً في التعامل مع الرتابة والروتين سواء كان مصدرهما الناس أم الأشياء، بيد أن تلك الميزة لم تجد نفعا في هذه الحالة ولم تخفف من قسوة الوجع الذي كنت أشعر به وأعانيه وأنا مشدود. وأعني بمشدود أنني لا أستطيع تحريك عضلة واحدة في جسمي سوى تلك التي تتحكم في وظائف الوجه، عاجز لا أقوى حتى على إطعام نفسي أو طرد ذبابة تتمخطر ذهابا وإيابا فوق انفي!

صبري نفد وانتظاري طال. مر شهران وحالتي ظلت دون تغيير.. شهران كنت خلالهما ممددا على ظهري، إما محملقا في سقف الغرفة أو مغمضا عيني محاولا الهرب من واقع لا انفلات منه.

كانت تستبد بي الكآبة ويضنيني الألم فأصرخ: يا إلهي! إلى متى هذا الألم والمعاناة؟ ويطغى عليّ شعور الحزن وأكاد أنفجر بالصراخ ولكني أتراجع متسائلا "ما فائدة أن أبكي وأصرخ؟" فالغضب لن يجديني نفعا وإنما سيزيد من إحساسي باليأس وسيضاعف معاناة من حولي، فأقول لنفسي لن أضعف أمام الألم وسأقاومه، فإذا كانت الحادثة أصابت عضلات جسدي بالشلل فهي لم تبلغ خلايا دماغي، فلا زلت احتفظ بعقلي ولا يستطيع المرض إيقافه أو يحد من نشاطه. وأدعو الله أن يمدني بالقوة.

وأؤكد لنفسي بشكل أو آخر إن قوة الإنسان ليست في قدرته البدنية، وإنما في قدرته النفسية التي تتجلى في مواجهة الشدائد والتصدي للمصاعب مهما تكالبت عليه!

وهكذا كان الوقت يتواتر!

بعد شهرين من وقوع الحادث قرر الأطباء أن السفر لا يشكل خطرا عليّ، شرط أن أسافر بالجبيرة وعلى نقالة. وكانت الشركة قد رتبت لعلاجي في بريطانيا بمستشفي متخصص في إصابات النخاع الشوكي.

غادرت مسقط برفقة سعاد المسلماني كبيرة الممرضات بعيادة الشركة وابن عمي عبد الله راشد، للعلاج في مستشفي »بادوك« الخاص في إنجلترا. وهو عبارة عن عيادة خاصة يستقبل فيها أطباء مستشفي ستوك ماندفيل، ذي الشهرة العالمية، مرضاهم من خارج بريطانيا.

 أطبع الموضوع أرسل الموضوع لصديق

فهرس الموضوعات

المؤلف في سطور

نبذة عن الكتاب

توطئة الجزء الأول

مذاق الصبر

صور لم تبرح ذاكرتي

الكرسي المتحرك

عزومة على الشاي

اليأس والسأم

لم احسن الظن

التصالح مع الإعاقة

الانطباعات المقولبة

لست بطلا ولا اطلب بطولة!

هواجس

عزلة ليست من اختياري

معوًّقون لا معوقين

تكافؤ الفرص

ذوو الاحتياجات الخاصة

المعاشرة الزوجية

كيف يتحول مهندس فجأة إلى مترجم

السيارة

التبعات الصحية للإعاقة

توطئة (الجزء الثاني)

عوض

وطني الأكبر

عبق لا يزول من الذاكرة

الوجه الآخر للشمس

الشعلة التي أضاءت الصحراء

المدينة

الريحان والدخان

البرزة

تجليات الجنون

الشمروخ

ود مطر

الحرف والعصا

المقراع

دمعة

سوق المسباخ

سكة البنايين

صور

كلمة اخيرة


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة