السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108645567 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار

مذاق الصبر

مذاق الصبر

الكاتب : محمد عيد العريمي

القراء : 8441

مذاق الصبر

فقدت الإحساس في جسمي كله عدا وجهي ورأسي. واقتصرت قدرتي على الحركة في عيني وفمي وحسب، ولم تكن لي قوة ـ حتى ـ على حك أنفي!

كان دعاء أمي رقيقا ينضح منه دفء الحميمة التي تجسد الأمومة بكل أبعادها ومعانيها وقدسيتها. وكان وداع زوجتي رقراقاً حملته ابتسامة هدهدت دواخلي وشدت روحي للبقاء..

وانطلقت بسيارتي في عتمة ليلة لم يظهر فيها ضوء القمر. يوم14 يوليو 1981. تركت مدينة صور خلفي إلى وجهتي: مطار السيب للإقلاع على متن طائرة شركة تنمية نفط عمان المتوجهة إلى حقول النفط بمرمول على تخوم صحراء الربع الخالي.

وكان ذلك هو الأسبوع الأخير لي في ذلك المكان النائي من عمان قبل إجازتي السنوية والسفر لقضاء شهر العسل طال انتظار زوجتي له، لأعود للعمل في مقر الشركة الرئيسي بمسقط.

وفي مكان ما على الطريق بين صور ومسقط، في وقت مبكر من الصباح حين تبدأ خيوط النور الانتشار رويدا إيذانا بانبلاج فجر يوم جديد، اتخذت حياتي منعطفا آخر عندما اعترض جملان طريقي على بعد 20 مترا تقريبا من السيارة.

وبسرعة مائة كيلومتر بالساعة، وفي جزء من الثانية ليس أكثر، كان علي اتخاذ القرار المناسب لتلافي الكارثة: إما تجاوزهما من اليمين والتعرض للتدهور خارج الشارع أو تجاوزهما من اليسار والاصطدام بسيارة قادمة من الجهة المعاكسة كان ضوء مصابيحها يخترق عينيي، أو كبح الفرامل والتضرع لله أن تبطئ السيارة سرعتها وتتوقف قبل الاصطدام بكتلتي اللحم الوجلتين وسط الطريق. واخترت الثالث منهم، لكن السيارة واصلت الانزلاق نحو الجملين وصدمت أحدهما بقوة رفعته عاليا ليرتطم بسقفها ويهوي بثقله على رأسي.

عندما أفقت من تأثير الصدمة خلت رأسي منفصلا عن جسدي. حاولت فك حزام الأمان فلم أستطع تحريك يدي. كنت لا أزال واعياً ورحت أتخيل صورة زوجتي على صوت المغني الذي ظل يأتي من سماعات جهاز تشغيل الأشرطة غير آبه بما حدث "أنا ومحبوبي وقلبينا وخامسنا الصباح…" ، فهتفت في أعماق نفسي "رحمتك يا رب" داعيا الله العلي القدير أن يهون إصابتي.

قال لي أحد الرجلين اللذين كانا في السيارة القادمة من الجهة المعاكسة وهو يفك حزام الأمان "اطمئن ستكون بخير، سنأخذك إلى مستشفى إبراء القريب من هنا".

في ساحة المستشفي، سارع الممرضون والممرضات إلى إسعافي وتجمع المرضى والمراجعون؛ وجاء المتطفلون وخيم عليّ ظل حائط مستدير قبته مفتوحة نحو السماء. كنت أتخبط في حالة بين الوعي واللاوعي، وبدأت أفقد القدرة على التركيز والرؤية وأشعر بخدر في جسمي كله وكأني مهيأ لعملية جراحية.

وفي وقت ما بعد وصولي إلى المستشفى بدأت الوجوه والأشكال والأصوات تتداخل: افتح عينيي فأرى الناس أمامي كخيالات الظل تتحرك بشكل هستيري في اتجاهات وأبعاد لا وجود لها وتصدر أصواتا كخوار الثيران لا أفهم معاني كلماتها!

لا أدري كم من الوقت مضى قبل استعادة توازني والتمكن من التركيز بعد إلحاح من أحد الأشخاص الذي كان يسألني عن رقم هاتف منزلنا في صور. حاولت التحدث، لكن لساني أبا آن يطاوعني.

قال لي أحد الممرضين بعد أن سألني إن كنت أشعر بضغط يده على قدمي وأجبت نافيا بهز رأسي "أنهم لا يستطيعون تحريكي من هنا حتى يأتي الطبيب الذي هرعوا لاستدعائه".

وصل الطبيب المناوب، وبدأ يفحص جسمي ثم طلب جبيرة بلاستيكية لتثبيت العنق، وقال لي، بقدر ما أسعفته لغته العربية وبما معناه "لا تخف، ستكون على ما يرام. أنت بحاجة إلى علاج تخصصي وسننقلك إلى مستشفى خولة بمسقط حيث تتوفر تسهيلات أفضل للعناية بك". ثم طلب من أحد الأشخاص بجانبه استدعاء سائق سيارة الإسعاف فوراً.

في مستشفى خولة، شخص الطبيب حالتي تشخيصا أولياً ثم طلب تحويلي إلى قسم الأشعة السينية. وقرر في ضوء نتائج الأشعة وضع جبيرة من الجص حول رقبتي وصدري، ونقلت بعدها إلى جناح قسم العظام.

ما كاد النهار ينتصف حتى غص الجناح والردهات المجاورة بالأهل والأصدقاء والمعارف.. بعضهم يريد تقديم المساعدة أو التبرع بالدم أو أي شيء آخر في وسعهم.

ورغم أنني لم أفقد الوعي في أي وقت من ذلك اليوم حيث كنت أستجيب لتحيات الزائرين وتهنئاتهم لي بالسلامة، غير أن معظم ما حدث طوال ساعاته مر على كصور ضبابية مشوشة لم أتبين تفاصيلها.

أما في صور، فقد تردد الخبر أن إصابتي طفيفة، ومن المنتظر عودتي إلى المنزل في تلك الليلة، لذلك انشغلت زوجتي، كما ذكرت لي لاحقاً، بإعداد البيت وفرشه استعدادا لعودتي واستقبال المهنئين بسلامة النجاة!

وفي المستشفى استشعر احد أقاربي خطورة الإصابة بعد أن لاحظ آني افقد القدرة على تحريك يداي وقدمي رغم خلوهما من أية جروح أو كسور. استفسر عن تفاصيل الإصابة ونتائجها المترتبة على صحتي، وعرف من الأطباء أن من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير الإصابة قبل ثلاثة أيام. ففي مثل هذه الإصابات قد لا تكون الأمور سيئة كما تبدو، فالحالة ربما ليست سوى صدمة في الأعصاب سببت عطلاً مؤقتا في وظائف الجسم الحيوية.

وكانت إصابتي تبدو سهلة وغير خطيرة، فلا دماء ولا جروح ولا عمليات!

في اليوم التالي، فتحت عيني على أمي وزوجتي بجانب السرير. طغى الحزن والأسى على وجه والدتي وهي تذرف الدمع بلا انقطاع، بينما كانت زوجتي فاطمة تنظر إليّ بابتسامة تخفي وراءها اضطرابا بالغاً وحزناً كبيراً وهي تشاهد نصف جسمي مجبراً بالجص وأنابيب السوائل تدخل وتخرج من النصف الآخر.. ابتسامة لا تشبه تلك التي ودعتني بها عندما غادرت المنزل فجر اليوم السابق!

حاولت أن أبدو قويا.. متماسكا، لكن نظراتها الحائرة والمضطربة قهرت محاولتي، أضعفت قوتي، ومزقت تماسكي، فسالت دمعتي.. دمعتها، وبدا لي أن خيطاً رفيعاً امتد بين دمعتينا: معبر لهواجس الخوف والقلق!

وكان جل ما تمنيت في تلك اللحظة أن أغمض عينيي وأنعتق معها بعيداً عن ذلك الواقع الأليم إلى عالمنا الخاص: عالم آخر يزخر بالبهجة والفرح.

كثير من الأهل والأصدقاء والمعارف والمعاودين يدخلون ويخرجون. لا أستطيع الآن سرد تفاصيل اليوم التالي للحادث ولكن من الناحية الصحية لم يطرأ علىَ أي تحسن.

كان جسمي مثقبا بإبر السوائل المغذية، وكانت أطرافي الأربعة مشلولة.. وفقدت الإحساس في جسمي كله عدا وجهي ورأسي. واقتصرت قدرتي على الحركة في عيني وفمي وحسب، ولم تكن لي قوة ـ حتى ـ على حك أنفي!

في يوم السبت علم زملائي والمسئولون في شركة تنمية نفط عمان بخبر الحادثة. وأول من جاء منهم لزيارتي الدكتور هارفي، مدير الدائرة الطبية بالشركة، الذي سعى لنقلي إلى غرفة خاصة.

قبل المضي في سرد المزيد من هذه اليوميات، أود تسجيل إشادة مستحقة لهذا الطبيب الإنسان وهذه المؤسسة العملاقة الملتزمة بمصالح موظفيها. فلولا جهوده النبيلة وخصاله الإنسانية الحميدة واستجابة الشركة العالية لرعايتي خلال فترات العلاج وما بعدها لما قدر لي تجاوز المحنة وقطع هذا الشوط الطويل في مقاومة الشلل.

فلقد وقف الدكتور هارفي إلى جانبي طوال أشهر علاجي في المستشفى وعمل على تهيئة جل السبل لتوفير الراحة والعناية الطبية اللازمتين خلال وجودي هناك، ثم عمل على نقلي إلى بريطانيا على نفقة الشركة لاستكمال العلاج وتأهيلي صحيا. ولعب فيما بعد دورا عظيما في توفير الفرصة لمواصلة مستقبلي المهني أيضا!

كما أظهر لي كثير من الناس ـ بعضهم لا تربطني بهم علاقة معرفة حتى ـ من المحبة والعطف ما يفوق الوصف، فلقد غمروني وأسرتي بالرعاية والحب وساعدوا على تخفيف وقع الحادثة على أهلي بتوفير كافة سبل الراحة لإقامتهم في مسقط.

تردد الأطباء عليّ في الأيام الأولى وقام بعضهم بإجراء فحوصات متعددة، لكن لم ينوه أحد منهم بإمكانية تحسن صحتي. كان الوقت لا يزال مبكراً لتحديد النتائج النهائية التي تترتب على هذا النوع من الإصابات.

ولم يكن الأطباء يعرفون سوى أن هذه الإصابة ربما تكون قد ألحقت ضرراً بالجهاز العصبي، وأثرت بالتالي على قدرتي على الحركة الذاتية والإحساس بدءاً من الصدر نزولاً إلى أصابع اليدين والقدمين ، فضلاً عن اختلال معظم وظائف أعضاء الجسم الحيوية أسفل منطقة الإصابة. بيد أن شدة التأثير ودرجة الشفاء كانتا مرهونتين بمستوى الإحساس الذي سيعود إلى جسمي خلال الأسابيع القليلة القادمة، إلا أنهم تحدثوا عن احتمال إجراء عملية جراحية خلال ذلك الأسبوع.

وتشبثت بأمل أن يعود الأطباء غدا أو بعد أسبوع ليزفوا لي نبأ أن إصابتي ليست سيئة كما تبدو.

دخل غرفتي في صباح اليوم المفترض لإجراء العملية ثلاثة شباب من صور لم أكن أعرف سوى واحدا منهم معرفة سطحية، وتحدثوا معي بعض الوقت، ثم انفردوا بوالدي في حديث خاص أثار شكوكي، وغادروا الغرفة! سألت والدي عن موضوع حديثهم معه، فعرفت أنهم سمعوا بالعملية وجاءوا للتبرع بالدم وأخبروه أنهم سينتظرون في غرفة الاستراحة المجاورة حتى يأتي الطبيب لتقديم عرضهم عند الحاجة.

لعل مثل هذا الموقف لا يبدو غريباً إذا بدر من أشخاص تربطني بهم علاقة قرب أو صداقة، ولكن أن يقتحم غرفتي أناس لا أعرفهم ويضعون أنفسهم تحت تصرف الطبيب لتقديم الدم اللازم لعملية هو بالفعل عمل استثنائي من نوعه ـ بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى!

الأطباء قرروا، على أية حال، أنه لا حاجة لعملية جراحية واستعاضوا بدلا منها بتثبيت مشبك معدني في جانبي الجمجمة ربط بخيط يمر ببكرة ثبتت في طرف السرير يتدلى من طرفه الآخر ثقل يزن عشرة كيلوجرامات.

من تشخيص الأطباء الأولي لحالتي وفرص الشفاء، عرفت أنني تعرضت لإصابة في النخاع الشوكي عند موضع الفقرة السادسة في أعلى جزء من العنق في العمود الفقري: أي بمعنى آخر أصبت بكسر في الرقبة.

وجاء واحد منهم مثقلاً بمهمة إبلاغي انهم ـ أي الأطباء ـ لا يرون أن ثمة تحسناً يمكن آن يطرأ، وان عليّ آن اقبل ما أنا فيه كي يتسنى للتأهيل ـ سواء هنا أو في الخارج ـ فرص النجاح. وقد مهد لمهمته تلك ببعض الأسئلة الشخصية عن مكان عملي ونوعه، فلما عرف أنني مهندس اعمل في شركة للنفط وأجيد اللغة الإنجليزية بدا على ملامحه بعض الارتياح! لعل ذلك سيسهل من صعوبة المهمة المكلف بها.

شرح أولا طبيعة إصابتي من منظور طبي، فبين أن الإصابة في النخاع الشوكي أخلت بعمل الجهاز العصبي وأصبحت معظم أجزاء جسمي معزولة عن مركز النشاط العقلي في الرأس، وبالتالي لا تستجيب لإرادة الدماغ.

وأطنب في شرحه فشبه النخاع الشوكي في عمله بسلك جهاز التلغراف، فهو وسيلة الاتصال بين الدماغ وأجزاء الجسم الأخرى، عدا الوجه الذي يتصل مباشرة بالدماغ. وإذا أصيب النخاع بتلف سواء كامل أم جزئي فان ذلك يخل بوظائف بعض أجزاء الجسم اسفل مستوى الإصابة في الظهر. فأعصاب النخاع تصبح غير قادرة على نقل الرسائل من المخ إلى العضلات وبالعكس من الجسم إلى المخ. ويفقد المصاب القدرة على الإحساس أو الحركة في الأعضاء التي تقع اسفل موضع الإصابة من الظهر. ثم بدأ يتحدث عن أن هذه الأجزاء ستظل غير قادرة على استعادة أنشطتها! بعد ذلك تحدث بمواربة عن الشلل متردداً في استخدام الكلمة.

إذ ذاك وفرت عليه مشقة الحديث وحرج الموقف، وقلت له "لا داعي للإزعاج، فأنا لدي صورة واضحة تقريبا بحالتي ومستقبلي الصحي، ولكن لدي بعض الاستفسارات التي أريد إيضاحا لها إن أمكن."

ورغم انفراج أسارير الطبيب، إلا انه ظن أنى لم افهم ما قاله، فبدأ يوضح اكثر. فأجبته أنى فهمت ما قاله، وبينت له أنني أدركت ما سيترتب على إصابتي! وبدا غير متأكد مما قلت، فاستوضح الموقف اكثر بقوله "ماذا تقصد؟" فقلت له أنني مدرك لطبيعة إصابتي وما سيترتب عليها، وهي حقيقة واضحة لا يمكن سترها أو تغييبها بآمال واهية!

لعل البعض سيعتبر رد فعلي عندما سمعت الخبر وتأكدت الحقيقة ـ وان توصلت إليها سابقا ـ من فم صاحبها: شلل شبه كامل والنتائج المترتبة عليه وما سوف يصير إليه حالي في المستقبل، نوعا من المبالغة المفتعلة واستعراضاً لشجاعة لا ادعي أنني املكها!

كان المفترض أن اصرخ وارفض وأصاب بالهستيريا غير مصدق لما سمعت ومكذبا الأطباء! نعم.. لم أتصرف على ذلك النحو الذي يعبر عن جسامة مصيبتي، لكن كنت اعرف جل المعرفة مدى النكبة التي حلت بي وكنت أدرك أن الألم والحزن سيلازمانني ومن حولي لفترة طويلة قادمة، وربما طوال حياتي.

وبقدر إحساسي بفداحة المأساة عليّ كنت أيضاً أدرك قسوتها على أهلي الذين لم تتضح لهم بعد الصورة بكافة أبعادها عن مستقبلي.

 أطبع الموضوع أرسل الموضوع لصديق

فهرس الموضوعات

المؤلف في سطور

نبذة عن الكتاب

توطئة الجزء الأول

مذاق الصبر

صور لم تبرح ذاكرتي

الكرسي المتحرك

عزومة على الشاي

اليأس والسأم

لم احسن الظن

التصالح مع الإعاقة

الانطباعات المقولبة

لست بطلا ولا اطلب بطولة!

هواجس

عزلة ليست من اختياري

معوًّقون لا معوقين

تكافؤ الفرص

ذوو الاحتياجات الخاصة

المعاشرة الزوجية

كيف يتحول مهندس فجأة إلى مترجم

السيارة

التبعات الصحية للإعاقة

توطئة (الجزء الثاني)

عوض

وطني الأكبر

عبق لا يزول من الذاكرة

الوجه الآخر للشمس

الشعلة التي أضاءت الصحراء

المدينة

الريحان والدخان

البرزة

تجليات الجنون

الشمروخ

ود مطر

الحرف والعصا

المقراع

دمعة

سوق المسباخ

سكة البنايين

صور

كلمة اخيرة


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة