السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


110059499 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  مقالات نفسية وسلوكية  <<

المزاج وشخصية طفلك

الكاتب : د. محمد السعيد أبو حلاوة

القراء : 3055

المزاج وشخصية طفلك

اختيار وترجمة:
د. محمد السعيد أبو حلاوة
مدرس الصحة النفسية وعلم نفس الأطفال غير العاديين
كلية التربية بدمنهور، جامعة الإسكندرية
 
أعزائي الآباء/المعلمين اعلموا أن شخصية الإنسان نتاج التفاعل المتبادل بين السمات المزاجية (ذات الخلفية الوراثية) والبيئة التي يعيش فيها. ويأتي كل شخص (بما فيهم أبنائكم/تلاميذكم ) عالم الحياة بمصنع مزود بالكثير من البرامج المستعدة للعمل. ولا شك أن نوعية وطبيعة هذه البرامج (من صنع الخالق سبحانه وتعالي) تحدد إطار النمو النفسي العام لهم .وبناء علي هذه الاستعدادات أيضًا قد يكون هناك مجموعة من الأبناء/التلاميذ من السهل نسبيًا رعايتهم والتعامل معهم في حين ربما يوجد مجموعة أخري منهم تحتاج إلي صبر وتفهم ومثابرة في واقع الأمر لرعايتهم والتعامل معهم. وبالتالي يجدر بنا جميعًا أن نقتنع أنه بالإضافة إلي التسليم بأهمية السمات المزاجية (نوعية البرامج) في وضع إطار النمو النفسي العام فإن الطريقة التي يستقبل بها أبنائنا/تلاميذنا وأساليب تعاملنا معهم واتجاهاتنا نحوهم تحدد إلي مدى بعيد نظرتهم إلي أنفسهم وإلي العالم الذي يعيشون فيه. فإن تفهمنا سماتهم المزاجية وإمكانياتهم وخصائصهم التكوينية وتعاملنا معهم بألفة ومودة وتفهم وصبر ومثابرة نضعهم بالتأكيد علي مسار النمو النفسي الإيجابي أو السوي في كافة أبعاده.  ولعلكم تتساءلون معي:
- ماذا تعنيه بالمزاج؟
- وما هي السمات المزاجية التي يفترض معرفتها؟
- وبناء علي هذه السمات كيف أعرف أن ابني/تلميذي سهل أم صعب ترويضه؟
- وكيف أتوافق مع شخصية ابني/تلميذي؟

 

(1) ما المقصود بالمزاج؟
المزاج مجموعة من السمات التي يولد بها الطفل وتنظم أسلوبه في الحياة. ولهذه السمات تأثيرات دالة في نمو شخصية الطفل ولها تأثيرات كذلك علي طريقة تعلمه وأسلوب تفاعله مع الآخرين. وتبدو هذه السمات ثابتة نسبيًا منذ الولادة. وهي خصائص ذات طابع ثابت نسبيًا ولا يمكن الحكم عليها ابتداءً بأنها جيدة أو سيئة. إذ أن الطريقة التي يستقبل بها الآباء/المعلمون أبنائهم تلاميذها بها واتجاهاتهم نحوهم وأساليب تعاملهم معهم هي التي يتحدد بناء إليها وجهة هذه السمات. فعندما يتفهم الآباء/المعلمون سمات أبنائهم/ أطفالهم ستوقفون أولاً عن لوم أنفسهم بسبب وجود خصائص معينة لدي هؤلاء الأبناء/التلاميذ. فبعض الأطفال ميالون إلي الجلبة والصخب مقارنة بأطفال آخرين ،وبعض الأطفال ودودون وميالون إلي الألفة بالآخرين أكثر من أطفال آخرين ،ولدي بعض الأطفال أنماط نوم علي سبيل المثال منتظمة مقارنة بأطفال آخرين.
واعلموا أعزائي الآباء/المعلمين أن الكثير من هذه السمات وراثية وتوجد بصورة طبيعية لدي مثل هؤلاء الأطفال هذه سنة الله في خلقه. وعندما يفهم/يتفهم الآباء/المعلمون كيف يستجيب أبنائهم/تلاميذهم في مختلف المواقف يتعلمون توقع الكثير من الأحداث والمواقف التي ربما تفرض صعوبات علي ابنهم/تلميذهم. ويمكن كذلك أن يهيؤنهم لمواجهة هذه المواقف أو تجنيبهم في بعض الحالات مواجهة مثل هذه المواقف.

     وعلينا كآباء/معلمون أن نعدل أساليب معاملتنا لتتناسب مع الخصائص المزاجية لأبنائنا/تلاميذنا. وعلينا أن نتوقف عن الاعتقاد بأن السلوك الذي يعكس سمة مزاجية معينة يمثل حالة مرضية تتطلب العلاج. والعامل الرئيسي الذي قد يؤدي إلي أن نكون آباء/معلمين إيجابيين هو فهم/تفهم وتقدير واحترام الشخصية المتميزة لبنائنا/تلاميذنا إذ أن لكل تلميذ خصائص شخصية تميزه بصورة أو بأخرى عن غيره من الأطفال.
      وعندما تتطابق مطالب وتوقعات الناس والبيئة مع التكوين المزاجي للطفل هنا نصل إلي ما يسميه خبراء علم نفس النمو والصحة النفسية بجودة التطابق أو حسن المطابقة وهي من أسس ومتطلبات النمو النفسي الإيجابي السوي. والعكس صحيح إذا عندما لا يوجد مثل هذا التطابق ربما يتكون لدي أبنائنا/تلاميذنا ما يسميه هؤلاء الخبراء بصراعات الشخصية. وبناء عليه يتعين علينا كآباء/ومعلمين أن نتعامل مع أبنائنا/تلاميذنا بناء علي خصائصهم المزاجية هذا في المرحلة العمرية المبكرة من حياتهم ثم علينا بعد ذلك أن نعلمهم كيفية التوافق مع العالم وإكسابهم أساليب ترويض سماتهم المزاجية التي ربما تؤثر بالسلب علي مثل هذا التوافق.

(2) السمات المزاجية.
حدد تشيس وتوماس وهما من رواد دراسة النمو النفسي للأطفال تسع سمات مزاجية أساسية هي:
(أ)  مستوي النشاط.  وتشير هذه السمة المزاجية إلي مستوي الحيوية والنشاط الحركي العام للطفل ويمكن تحديد هذا المستوي بالإجابة علي الأسئلة التالية: هل الطفل هادئ حركيًا أم تراه متوتر حركيًا ويظهر حركات أو اهتزازات جسديه متنوعة؟ هل يصعب قيامك بتغيير ملابس طفلك ووضع ملابس أخرى بدل منها بسبب عدم توقفه عن الحركة أم تقوم بهذه العملية بسهولة؟ هل يظهر الطفل علامات الارتياح والسكينة وهو جالس يشاهد شيئًا مع أم يتعذر علي الطفل الاستقرار في مكانه فتراه يقوم ويجلس؟ هل لا يتوقف الطفل عن التجول أو التحرك أم تراه مستقرًا في مكان ما لمدة معقولة وتحركاته متسقة ومستقرة؟ هل يفضل الطفل اللُعَبْ والأنشطة الهادئة أم اللعب والأنشطة الحركية الصاخبة. فإذا كان لدي أبنائنا/تلاميذنا مستوي مرتفع من النشاط أو ما يعرف بالنشاط الحركي الزائد فيمكن أن نجعل هذه السمة المزاجية سمةً إيجابية وليست سلبية فيمكن توظيف هذه الطاقة في أنشطة رياضية تتطلب مستوي مرتفع من النشاط الحركي وتهيئتهم للأعمال التي تتطلب جهدًا وطاقة كبيرة وربما تكليفهم بمهام متنوعة وتحمليهم بود مسئوليات مختلفة ولنعلم أن قابلية نجاح هؤلاء الأطفال في إنجاز أو تحقيق النجاح في هذه الأنشطة والأعمال والمهام مرتفعة بشرط أن يتم التعامل معهم بصورة إيجابية يشعرون معها بالتقبل والتقدير.

(ب)التشتت أو القابلية لتشتت الانتباه.
وتشير إلي درجة تركيز وانتباه الطفل عندما لا يكون مهتمًا بالنشاط محل التفاعل. وتفيد مدي سهولة أو صعوبة جذب مثير خارجي لانتباه الطفل أثناء قيامه أو أدائه لسلوك أو مهمة أو عمل ما. فأثناء رضاعة الطفل أو تناوله لطعامه مثلاً هل يترك الرضاعة أو تناول الطعام وينتبه بصفة متكررة إلي الأصوات أو المناظر المحيطة به؟ هل يسهل ترضية الطفل وتهدئته عندما يكون منزعجًا أو مستاءً من خلال تقديم نشاط بديل له؟ هل يسهل إخراج الطفل من حالة تركيزه أو انتباهه إلي المهمة أو النشاط الذي يقوم به؟  والسؤال هل هذه السمة إيجابية أم سلبية؟ هي في الواقع إيجابية وسلبية ويتوقف الأمر علي طريقة أو أسلوب تعاملنا مع أبنائنا/أطفالنا. فالقابلية العالية للتشتت أو صرف الانتباه إيجابية عندما نستخدمها لتحويل تركيز أو انتباه الطفل من السلوك غير المقبول أو غير الاجتماعي وتكون سلبية عندما تحول دون إنهاء الطفل للأعمال أو المهام الدراسية التي يفترض أن ينجزها. 

(ت)الشدة أو الكثافة.
وتشير إلي مستوي طاقة الاستجابة سواء كانت إيجابية أم سلبية. هل يستجيب الطفل بقوة وبصخب كثير لكل شيء، حتى الأحداث البسيطة؟ هل يظهر الطفل السعادة أو التعاسة بقوة وشدة وبصورة مفاجئة متقلبة؟ أو هل يحافظ الطفل علي هدوئه عندما يستاء أو يغضب؟ يميل الأطفال ذوي المستوي المرتفع من شدة أو كثافة الاستجابة أو ردود الأفعال إلي الإلحاح علي الإشباع أو التلبية الفورية لاحتياجاتهم ومطالبهم كما أن عمق وامتداد حيز أو نطاق أو مجال انفعالاتهم ومشاعرهم أوسع لكثير من غيرهم من الأطفال. وقد يكون مثل هؤلاء الأطفال مجهدون ومتعبون لمن يعيشون معهم هذا صحيح ولكن لما تستغل الدلالات الإيجابية لهذه السمة فيمكن أن يكون هؤلاء الأطفال موهوبون بالذات في مجال الفنون التعبيرية وبالتالي يجب توفير كافة فرص تفاعلهم من الأنشطة والخبرات التي تنمي إمكانياتهم ومهاراتهم في هذا المجال.

(ث‌) النسقية والانتظام.  
تشير هذه السمة إلي مدي إمكانية التنبؤ بالوظائف البيولوجية مثل الشهية والنوم. هل يجوع أو يرهق الطفل وفق نمط زمني معروف؟ أم العكس هل يصعب التنبؤ بوقت حاجة الطفل إلي الطعام أو النوم؟ ومع نمو مثل هؤلاء الأطفال (الأطفال ذوي نمط الوظائف البيولوجية غير المنتظمة ربما يكونون أفضل من غيرهم في المهام التي تتطلب التنقل والترحال وقد يتوافقون بصورة أفضل مع المهن التي تتطلب ساعات عمل غير منتظمة أو غير عادية.

(ج) عتبة الإحساس.
وتتعلق هذه السمة بمدي حساسية الطفل للمثيرات المادية أو الحسية. إنها كمية الإثارة (الأصوات، النكهات، اللمس، والتغييرات الحرارية) المطلوبة لكي يصدر عن الطفل استجابة. فهل يستجيب الطفل بصورة إيجابية أم سلبية للأصوات معينة؟ هل يرتجف أو يفزع الطفل بسهولة لسماع أصوات معينة؟ هل يفضل الطفل ألوان معينة من الطعام أو تراه مقبلاً علي كل ألوان الأطعمة؟ هل يستجيب الطفل بصورة إيجابية أم سلبية لأنواع ملابس معينة؟  ولنعلم أن الأطفال ذوي المستوي المرتفع من عتبة الإحساس أكثر تفضيلاً للأنشطة الفنية خاصة الفنون التعبيرية والابتكارية مثل الدراما الابتكارية. ويمكن بالتأكيد الاستفادة من هذه الميزة النسبية في أولاً تنشيط طاقة الإبداع الفني لديهم وثانيًا ضمان تحسين جودة حياتهم النفسية.

(ح)الإقدام/الإحجام؛ الجرأة/الانسحاب.
تشير هذه السمة إلي خصائص استجابة الطفل للمواقف الجديدة أو للأشخاص الغرباء. هل يقدم الطفل بجرأة علي المواقف الجديدة أو الأشخاص الغرباء؟ أم هل يبدو الطفل متردد ومقاومًا وميالاً إلي الانسحاب عند مواجهة مواقف أشخاص أو أشياء جديدة؟ لنعلم أن الأطفال الهيابون يميلون إلي التفكير والتروي قبل التصرف أو قبل القيام بأي فعل أو عمل وبالتالي يصعب أن يصبح مثل هؤلاء الأطفال في مراهقتهم أو رشدهم مندفعون أو متهورون. وعلينا إذن أن نستغل هذه الدلالة الإيجابية لهذه السمة وبرمجة بيئة تفاعل تعظم من طاقة التفكير الهادئ والمترو لدي هؤلاء الأطفال فقد يكون منهم المفكر والأديب بل والفيلسوف المتأمل.  

(خ)التكيف أو القابلية للموائمة.    
ترتبط هذه السمة بسهولة أو صعوبة توافق الطفل من التحولات والتغيرات مثل الانتقال إلي نشاط جديد. هل يعاني الطفل من صعوبات نتيجة تغيير الروتين أو نتيجة التحول من نشاط إلي آخر؟ هل يستغرق الطفل وقتًا طويلاً لصبح مرتاحًا في المواقف الجديدة؟ ولنعلم أن الطفل بطئ التكيف أقل ميلاً إلي الدخول في الواقف الخطيرة وربما لديه مستوي مرتفع من القدرة علي مقاومة ضغط الأقران. وهذه دلالة إيجابية بالغة الفائدة في واقع الأمر بالنسبة لحياة أطفالنا في الوقت الراهن إذ يشير خبراء الصحة النفسية إلي أن الكثير من صور الخلل النفسي والسلوكي خاصة السلوكيات المنحرفة يلعب فيها ضغط أو تأثير الأقران دورًا كبيرًا.

(د) الإصرار والمثابرة.
وتشير هذه السمة إلي طول الوقت الذي يواصل به الطفل أداء الأنشطة وفي مقاومة العقبات التي قد تحول دون إتمامه لها. فهل يواصل الطفل العمل لحل لغز أو أحجية معينة عندما تواجهه صعوبة أو يتحول ببساطة إلي نشاط آخر عندما تواجهه مثل هذه الصعوبة؟ هل يتحمل الطفل الانتظار حتى تلبي أو تشبع احتياجاته؟ بمعني هل يقبل الطفل إرجاء أو تأجيل إشباع احتياجاته أم لا؟ هل يستجيب الطفل بعنف عندما يتدخل شخص لمقاطعته أو إزعاجه أثناء تأديته لنشاط ما؟ وعندما يواصل الطفل أداء عمل ما أو نشاط ما عندما يطلب منه التوقف قد يوصف بأنه طفلُ عنيد. وعندما يظل الطفل عاكفًا علي حل مشكلة أو لغز معين يوصف بأنه مثابرُ وصبور. والأطفال المثابرون الصبورون الذين لديهم إصرار ينجحون بطبيعة الحال في الوصول إلي أو تحقيق وإنجاز أهدافهم. أما الطفل ذوي المستوي المنخفض من المواظبة أو الإصرار ربما يسهل تعليمه المهارات الاجتماعية لكونه يدرك أهمية مساعدة الآخرين له.

(ذ) الحالة المزاجية (الوجدان).
وتشير إلي ميل الطفل إلي الاستجابة للعالم بطريقة إيجابية أو سلبية. هل ينظر الطفل إلي الجوانب أو الأبعاد السلبية فقط من الحياة؟ أم هل يركز الطفل علي الجوانب الإيجابية للحياة؟ هل يبدو الطفل في حالة مزاجية مبهجة بصورة عامة؟ أو هل يدرك الطفل الجوانب السلبية للحياة ومع ذلك يميل إلي التركيز علي الجوانب الإيجابية منها؟ هل الطفل يبدو في حالة عامة من الجدية والصرامة؟. ويميل الأطفال الجادون إلي تحليل وتقويم المواقف والأحداث بدقة.
أعزائي الآباء/المعلمين بناء علي بصيرتكم الشخصية بسلوكيات أبنائكم/تلاميذكم في ضوء السمات المزاجية السابقة اعلموا أن كل ما خلقه الله خير ـ هكذا ينبغي أن نفهم ـ فعلينا أن نتلمس الخير في كل ما وهبه الله لأبنائنا/تلاميذنا حتى وإن تصورنا في البداية أن بأبنائنا/تلاميذنا سمات سلبية فكما رأيتم لكل سمة مزاجية دلالات إيجابية يفترض أن نتوقف عندها وأن نستغلها لتجويد حياة هؤلاء الأطفال ولدينا بالفعل من الحس المرهف والرغبة الأكيدة في إيصالهم إلي بر الأمان. 

 ولعلك تتساءل الآن هل ابني/تلمذي من أولئك الصنف من الأطفال الذين يسهل رعايتهم وتنشئتهم أو يحتاج الأمر إلي مجهودٍ مضاعف؟

(3) كيف أعرف أن ابني/تلميذي سهل أو صعب التعامل معه وترويضه؟
 المزاج أسلوب سلوك فطري لدي الفرد يبدو أنه يتحدد بيولوجيًا بالأساس. وعلي الرُغْمِ من ذلك يشعر بعض خبراء الصحة النفسية أن التسرع في توصيف الطفل أو تصنيفه أو إسقاط مسمي عليه مثل (صعب أو مشكل) ربما يكون بمثابة نوع من تهيئة ظروف لتفاعلات سلبية متبادلة بين الآباء/المعلمين، والأبناء/التلاميذ. إلا أن واقع الأمر قد يكون علي نحو مغاير فالمعرفة بنوع السمات المزاجية لدي الطفل ربما يمكننا من تحديد نوعية الطفل السعيد من الطفل المشكل، والتمييز بين الآباء المتقبلون والآباء المحبطون. ونريد بطبيعة الحال أطفالاً سعداء يعيشون ويتعاملون مع آباء/معلمين متقبلون. ويمكن الاسترشاد بقراءة وتحليل الجدول التالي للتوصل إلي فكرة دقيقة فيما يتعلق بالإجابة علي السؤال الخاص كيف أعرف أن ابني/تلميذي سهل أو صعب رعايته وترويضه؟

جدول رقم (2) السمات المزاجية للأطفال.
السمات المزاجية                                                 سهل     صعب
++مستوي النشاط:- إلي أي مدى لدي الطفل نشاط وحيوية؟ منخفض   مرتفع
++ التشتت أو القابلية لتشتت الانتباه:- (درجة تركيز الطفل وانتباهه عندما لا يكون مهتمًا بالنشاط).  منخفض مرتفع
++الشدة أو الكثافة:- وتشير إلي مستوي طاقة الاستجابة سواء كانت إيجابية أم سلبية. منخفضة مرتفعة
++ النسقية والانتظام:-  تشير هذه السمة إلي مدي إمكانية التنبؤ بالوظائف البيولوجية مثل الشهية والنوم. منتظمة  غير منتظمة
++عتبة الإحساس: وتتعلق هذه السمة بمدي حساسية الطفل للمثيرات المادية أو الحسية. مرتفعة  منخفضة
++الإقدام/الإحجام؛ الجرأة/الانسحاب. تشير هذه السمة إلي خصائص استجابة الطفل للمواقف الجديدة أو للأشخاص الغرباء إقبال/إقدام  إدبار/انسحاب.
++التكيف أو القابلية للموائمة. ترتبط هذه السمة بسهولة أو صعوبة توافق الطفل مع التحولات والتغيرات مثل الانتقال إلي نشاط جديد. جيد  رديء
++الإصرار والمثابرة:- وتشير هذه السمة إلي طول الوقت الذي يواصل به الطفل أداء الأنشطة وفي مقاومة العقبات التي قد تحول دون إتمامه لها. منخفضة مرتفعة
++الحالة المزاجية (الوجدان):- وتشير إلي ميل الطفل إلي الاستجابة للعالم بطريقة إيجابية أو سلبية. إيجابية سلبية
.
 إذا كان ابنك/تلميذك يميل إلي أحد طرفي المتصل أكثر من الآخر ربما يكون مثالاً نموذجيًا للطفل الطيع السهل أو الطفل الصعب. فإذا كان طفلك يقع بين بين إن صح القول لا إلي هذا ولا إلي ذاك وتسبب سلوكياته مشكلات بالنسبة لك ربما تحتاج إلي معرفة وتعلم فنيات جديدة للتعامل معه وإدارة سلوكياته أو ترويضها.
أعزائي الآباء/المعلمون لنفترض أننا بناء علي ما سبق عرفنا الطابع العام لشخصية أبنائنا/تلاميذنا. فكيف نتعامل معهم؟ كيف نتوافق مع شخصياتهم؟

(4) كيف أتوافق مع شخصية ابني/تلميذي؟
هل تشعر بالإحباط نتيجة أن لديك ابن/تلميذ لديه نشاط حركي زائد وطاقة بدنية هائلة؟ ما الذي يمكن أن تفعله مع ابنك/تلميذك الذي لا يكف عن الصراخ والارتماء علي الأرض وإحداث صخب وجلبة لا تطاق نتيجة عدم تلبية مطلب أو حاجة من حاجياته؟ ما الذي يمكن فعله مع الطفلة التي تصبح في حالة ثورة وهياج انفعالي عندما تأمرها أو تطلب منها إنهاء اللعب أو التوقف عن اللعب؟ يخبرنا الخبراء المتخصصون في مجال علم نفس النمو والصحة النفسية أنه ربما لا يوجد الكثير مما يمكن فعله لتغيير طريقة الطفل في التصرف وتحقيق مطالبه إذا كانت لها أسس وراثية أو فطرية ومع ذلك يوجد طرق يمكن أن تساعد بها طفلك لضبط اندفاعاته ولإدارة سلوكياته ذاتيًا وبالتالي توفر علي نفسك أو تجنب نفسك في الواقع الكثير من المعاناة والأسى فيما بعد.

    وعلينا أن ندرك أن أسلوب الطفل السلوكي غير الناضج ليس خطأنا أو ليس ذنبنا أو عيبنا الشخصي لأن المزاج محدد بيولوجي وليس شيئًا يتعلمه الطفل منا. ومع ذلك تبقي علي أية حال لدينا قوة مساعدة ابننا/تلميذنا علي التوافق مع حالته المزاجية التكوينية بل وحتى فهم/تفهم أنفسهم بصورة أفضل بدلاً من أن تسيطر علينا مشاعر الحزن والأسى نتيجة رزقنا بطفل مثير للجلبة والصخب، مزعج، عنيد، ملح، متوتر، أو خجول. ونقطة البداية الفعلية أن نتقبل أبنائنا/تلاميذنا علي النحو الذي هم عليه وأن نمنحهم حبًا وودًا غير مشروط بل نغمرهم في واقع الأمر بهذا الحب والود ثم نجتهد لابتكار أسلوب أو استراتيجية لمساعدتهم علي التوافق بطريقة مقبولة اجتماعيًا. وعلينا أن نتخلص من عقدة الإحساس بأننا ضحايا للقدر إذ أن هذه العقدة تعوق قابليتنا للتصرف النشط والإيجابي لمساعدة ابننا/تلميذنا علي تجاوز صعوباته والتغلب عليها. وفوق كل ذلك علينا أن نتذكر دائمًا أنه يمكن تشكيل كل الصفات المزاجية لتعمل في مصلحة الطفل إذا مكناه من مهارات إدارتها وترويضها.
   ولكي تصبح مديرًا فعالاً لمزاج طفلك تأكد من تريثك وتوقفك لدقائق حال رؤيتك لتصرفات سلبية تصدر منه وذكر نفسك باستمرار أن صراخه وهياجه الانفعالي وعدم انتظام دورة أو عادات نومه ردود أفعال أو استجابات غير متعمدة أو غير مقصودة منه لكنه لا يستطيع ضبطها أو السيطرة عليها ولا يقصد منها إزعاجك أو مضايقتك. ومفتاح التعامل الإيجابي مع ذلك أن تتحول إلي الجانب الموضوعي من المشكلة لا أن تتورط في واقع الأمر في التألم أو الضيق الانفعالي نتيجة الصعوبات المزاجية التي توجد لدي طفلك. وبالتالي عليك أن تنظر إلي الأمور من وجهة نظر طفلك ستكون بطبيعة الحال في وضعية أفضل لمساعدته علي تعديل ردود أفعاله واستجاباته لأنك ستفكر وأنت في هذه الوضعية بصورة عقلانية رشيدة.

وما عليك إلا أن تضع خطط محددة تمكنك من التوافق مع أو مواجهة السلوك المزعج أو المشكل الذي يصدر عن ابنك/تلميذك ثم تنفذها أو تطبقها بصورة ودية متعاطفة ولكن حازمة في نفس الوقت. فإذا كان طفلك يميل إلي الهمجية والوحشية أثناء المناسبات الأسرية أو عندما يكون مع أصدقائه فكن حساسًا لهذا الميل وقم بأفعال تهدف إلي إيقاف أو منع مثل هذه التصرفات قبل أن تتصاعد وتصبح أسلوب سلوك مستقر لدي مثل هذا الطفل. فقبل بدء المناسبة الأسرية حدد نشاطًا حركيًا أو رياضيًا معين تشغل به مثل هذا الطفل علي أن يكون مثل هذا النشاط من الأنشطة التي يفضلها هذا الطفل.

    وقد يكون من الأفضل بالنسبة لصغار الأطفال تجنيبهم بعض المواقف الصعبة أو المشكلة فقد يكون هذا هو الحل الأفضل. فلو اصطحبت طفلك إلي حفلة ما وبعد مدة قصيرة صرخ وبكي وارتمي علي الأرض ملحًا في المغادرة والذهاب إلي المنزل فقد يكون من المستهجن بالنسبة لك ترك الحفلة وتلبية رغبة الطفل هنا عليك أن تتحدث مع الطفل بهدوء تام وأن لا تنهره أو تظهر له علامات الغيظ والاستياء فلن يزيد هذا الإجراء الموقف إلا تصعيدًا. إذن ماذا أفعل؟ ربما يجدي أن تصطحب الطفل إلي غرفة هادئة وتبقي معه تحدثه بحب وود إلي أن يغط في النوم وربما يجدي أن تصرف انتباهه بنشاط أو لعبة مفضلة أو تعطيه بعض المشروبات أو الأطعمة التي يفضلها. وسنخصص وحدة كاملة في هذا الدليل تتناول ما يعرف بخصائص الأساليب الوالدية الإيجابية نطرح فيها الكثير من مواقف التفاعل المتبادل بينك وبين ابنك/تلميذ متبوعة بالإجراءات والأساليب الإيجابية للتصرف فيها.

    ويكتفي في هذا الجزء بالإشارة الموجزة إلي البعض منها. ففي حالة الطفل ذو الإيقاع البيولوجي غير المنتظم نجده في حاجة ماسة إلي صياغة روتين حياة منضبط يتعلم بمقتضاها النوم خلال الليل فقط ، وتناول الوجبات الغذائية في أوقات محددة والتعود علي أوقات محددة لتفريغ المثانة والتغوط.  وقد يستعان في مثل هذه الحالة بطبيب الطفل أو بأحد الخبراء في الطب السلوكي لمساعدتك في وضع مثل هذا الروتين. وسنخصص وحدة تدريبية خاصة إن شاء الله بقضايا النوم لدي الأطفال والمراهقين والمعلومات الخاصة بظاهرة أو بمشكلة التبول اللاإرادي. 
 
    أما في حالة الطفل الأكبر سنًا الذي يرفض الذهاب إلي النوم عندما يكون من المناسب فعل ذلك هنا يجدر أن نعلمه أو نضع له نظامًا يفرق بمقتضاه بين وقت الذهاب إلي الفراش ووقت النوم. فكلي نساعد الطفل علي الاستعداد للنوم علينا أن نصر بكافة الطرق الودية علي أن يذهب الطفل إلي فراشة في توقيت معين ولكن نسمح له بقراءة قصص معينة أو ممارسة لعبة معينة بهدوء إلي أن يشعر بالنعاس. وبهذه الطريقة نعوده علي نظام حياة معين مع السماح له بالاسترخاء وفق طريقته الخاصة. 
    وعلينا أن نتعلم التمييز بين السلوك ذو الخلفية المزاجية والسلوك المتعلم. فإذا خبط طفلك زهرية غالية الثمن بالخطأ وكسرها بسبب طاقته الحركية الزائدة وجريه بسعادة وطرب في مختلف أرجاء البيت فإن استجابتك له يجب أن تختلف بالتأكيد عن كسره أو تحطيمه لهذه الزهرية عن قصد أو تعمد. وفي بعض الحالات ربما تشعر بالتعاسة والاستياء وربما تود أن تعبر عن ضيقك واستياءك هذا  ولكن اعلم أن استجابتك في كلا الحالتين المشار إليهما يجب أن تكو ن مختلفة . ففي الحالة الأولي قد تكتفي بإرشاد طفلك بود إلي بعض الخطوات التي يمكن أن تحول دون اصطدامه بمحتويات أو أثاث المنزل أو إعادة ترتيب أثاث المنزل بصورة تمنح الطفل مساحة أو فراغ مناسب يمارس فيه تحركاته أو يمكن توفير لُعًبْ معينة للطفل تستهلك طاقته الحركية وحيويته علي أن تستغل كفرصة لتعلميه مهارات أو معلومات معينة. أما فيما يتعلق بالحالة أو السيناريو الثاني ربما يمكن عقاب الطفل نتيجة تعمده تحطيم ممتلكاتك الشخصية لتنقل له رسالة مفادها أن سلوكه غير مقبول اجتماعيًا علي أن يتم العقاب بصورة مخففة وغير بدنية قدر الإمكان علي أن يقترن بتعليمه السلوك الاجتماعي الإيجابي المقبول. إذن الهدف من التفاعل مع الطفل أو من الاستجابة للطفل أو رد الفعل لسلوك الطفل المرتبط بالسمات المزاجية هم إدارة سلوكه وليس عقابه بطرقة متسقة.

وعلينا أن نميز بنفس الطريقة بين ثورات الغضب ونوبات الهياج الانفعالي والحركي المتعلقة بالسمات المزاجية وثورات الغضب ونوبات الهياج الانفعالي والحركي المتعمدة أو المقصودة والتي يهدف منها الطفل إلي إزعاج أو مضايقة الآخرين. فقد تتشابه الأعراض السلوكية المرتبطة بكل من النوعين مثل الصراخ، الارتماء علي الأرض، تحطيم الأشياء، وإيذاء الذات ولكن تختلف الأسباب في الحالتين بطبيعة الحال. ففيما يتعلق بالطفل العنيف العاطفي أو شديد الحساسية ربما يستجيب لخيبة الأمل أو لرفض تلبية أو إشباع احتياجاته بالثورة أو بنوبة غضب وتهيج انفعالي وعلينا أن نتفهم طبيعة هذه الاستجابة بوصفها رد فعل سلوكي لا إرادي لكونه يرتبط بسمات مزاجية معينة عكس رد فعل أو استجابة طفل آخر لنفس الموقف والذي تراه يصرخ ويصيح دون توقف بنفس الطريقة عندما تقول له لا بسبب أنه تعلم أن مثل هذا السلوك يزيد من احتمالات تراجعك عن رفضك وبالتالي حثك أو دفعك علي تلبية احتياجاته أو مطالبه. وعندما تصبح خبيرًا بالسمات المزاجية لطفلك تستطيع أن تميز ببساطة بين نمطي نوبات أو ثورات الغضب والهياج الانفعالي ثم تحدد ردود الأفعال المناسبة لكلا النمطين ولتعلم أن رد الفعل يجب أن يبتعد قدر الإمكان عن العقاب البدني فالأخطاء السلوكية يجب أن نحولها إلي فرص تعلم حقيقية يتم إكساب الطفل لحظتها الكثير من المهارات الاجتماعية والانفعالية.

     وعلينا أن نتذكر أن أهم وظائفنا كآباء ومعلمين أن نساعد أبنائنا/تلاميذنا علي تنمية تقدير إيجابي مرتفع للذات. ولا يعني هذا تكوين صورة ذات متضخمة تدعوهم للعجب بذواتهم بل مساعدتهم علي اكتساب إحساس أو معني إيجابي للذات تنتظم فيه صورة ذات يدرك فيها الطفل مكامن قوته وبواطن ضعفه. وعلينا أن نعلم أن فهم/تفهم التكوين المزاجي لأبنائنا/تلاميذنا الخطوة الأولي نحو تنمية وتعزيز تقديرهم لذواتهم إذ هنا نتمكن من تلمس الدلالات الإيجابية للميول الفطرية التي يولدون بها ومساعدته في البناء علي هذه السمات بطريقة إيجابية. وسنخصص وحدة تدريبية كاملة إن شاء الله لمعرفة إجراءات تنمية تقدير الذات لدي الأطفال وممارسة هذه الإجراءات.
ويوضح الجدول التالي بعض أساليب المعاملة الوالدية الإيجابية لفئتين من الأطفال ذوي الخصائص أو السمات المزاجية المختلفة.

جدول رقم (3) استراتيجيات المعاملة الوالدية الإيجابية مع فئتين من الأطفال.

++نمط الطفل 
      الطفل ذو مستوي الشدة أو الكثافة المرتفعة جدًا أو الطفل شديد الحساسية:- وتشير إلي مستوي طاقة الاستجابة سواء كانت إيجابية أم سلبية.
+--+أساليب أو استراتيجيات المعاملة الوالدية
 (1)وفر للطفل الأنشطة التي تؤدي إلي تهدئته واسترخائه مثل الحمامات الدافئة، التدليك أو المساج، اللعب بالماء أو الألعاب المائية، والقصص والأناشيد.
(2)كن حساس للعلامات أو الهاديات التي تفيد استياء طفلك أو ضيقه.
(3) علم طفلك إدراك العلامات أو الهاديات التي تفيد دخوله في دائرة الحساسية الزائدة وعلمه طرق تخفيض مستواها مثل الجلوس أو العد إلي رقم مائة.(فنية التحدث مع الذات).
(4) استخدم النكتة والدعابة لخفض مستوي الشدة أو كثافة أو حساسية الطفل.
(5) علم الطفل كيفية استخدام فنية الابتعاد المؤقت عن الموقف كفرصة لتهدئة الذات.
(6) تجنب تصعيد مستوي حساسية أو كثافة وشدة ردود أفعال طفلك وقدم له تغذية راجعة هادئة واضحة ومختصرة. 
 
++نمط الطفل
الطفل بطئ القدرة علي التكيف أو القابلية للموائمة. ترتبط هذه السمة بسهولة أو صعوبة توافق الطفل مع التحولات والتغيرات مثل الانتقال إلي نشاط جديد.
+--+أساليب أو استراتيجيات المعاملة الوالدية
 (1)وفر له نظام حياة واضح ومحدد.
(2)هيئ الطفل للتغير في روتين أو نمط الحياة وذلك بمناقشته بصورة ودية.
(3) هيئ الطفل للتحولات الحياتية مثل تحوله من المنزل والتحاقه بدار الحضانة مثلاً أو دخوله المدرسة.
(4) اسمح للطفل بدقائق معينة يهيئ فيها نفسه للتحول من نشاط إلي آخر ووفر علامات تحذيرية ترشده إلي قرب انتهاء التعامل مع نشاط معين والاستعداد للتفاعل مع نشاط آخر.
(5) اترك له وقت كافٍ للانتهاء من النشاط الذي يتعامل معه قبل أن ينتقل إلي نشاط آخر.
(6) كن واعيًا بعدد التحولات المطلوبة واجعل التحولات في روتين حياة الطفل في حدها الأدنى. 


 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة