السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108701115 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  مقالات نفسية وسلوكية  <<

رسالة من طفل إلى والديه عنوانها توجيه سلوكياتي

الكاتب : د. محمد السعيد أبو حلاوة

القراء : 3238

  المعاملة الوالدية الإيجابية تصنع الفرق

اختيار وترجمة
د. محمد السعيد أبو حلاوة
مدرس الصحة النفسية وعلم نفس الأطفال غير العاديين
كلية التربية بدمنهور، جامعة الإسكندرية

رسالة من طفل إلى والديه عنوانها  توجيه سلوكياتي =
[وضع ضوابط وقواعد للسلوك الإيجابي؛ تشجيع السلوكيات الاجتماعية الإيجابية؛ إيقاف أو منع السلوكيات المستهجنة أو غير المقبولة]

   

 آبائي الأعزاء أعرف أنكم تودون أن أتصرف بصورة اجتماعية سوية ومقبولة، لكني لا أعرف بعد الأشياء الخطرة من الأشياء الآمنة كما لا أعرف الفرق بين السلوك الاجتماعي المقبول والسلوك الاجتماعي المستهجن. فساعدوني وضعوا لي قواعد وإرشادات أستطيع من خلالها تعلم تجنب المخاطر وتعلم السلوكيات الاجتماعية المقبولة. ويمكنكم توجيه سلوكي من خلال استخدام ما يصطلح علماء النفس والصحة النفسية علي تسميته بفنيات إدارة السلوك لتعليمي السلوكيات الإيجابية ولمنعي أو تخليصي من السلوكيات المستهجنة غير المرغوبة.  

 أولاً وضع الضوابط أو الحدود.
أحتاج بالتأكيد إلي وجود ضوابط وحدود مستقرة ومحددة التعريف. إذ ستساعدني هذه الضوابط والحدود في تعلم تجنب السلوكيات الخطرة واكتساب السلوكيات الاجتماعية الإيجابية. وتكسبني الضوابط والحدود الإحساس بوجود نظام لحياتي وأن حياة الإنسان بصفة عامة لابد من أن ينتظم إيقاعها ومسارها كما أن وجود الضوابط والحدود يعطيني محكات واضحة أميز بها بين السلوك المقبول والسلوك المستهجن. واعملوا آبائي المخلصين أن من أهم مميزات الضوابط أو الحدود الجيدة المعقولية والقابلية للاتباع وعليكم أثناء وضعكم لهذه الضوابط والحدود أن تراعوا مستوي النمائي، سماتي المزاجية، وأسلوبي في الحياة. ثم فكروا بجدية فيما يتعلق بما هو مهم بالنسبة لانتظام مسار نموي النفسي. واسألوا الأسئلة التالية:-
(1) ما الضوابط التي يجب أن تضعوها لتضمنوا سلامتي البدنية الشخصية؟
(2) ما الضوابط والإجراءات التي يجب أن تضعوها لكي أتمكن من تعلم السلوكيات الاجتماعية الإيجابية؟
(3) ما الضوابط والإجراءات الصحيحة التي يجب أن تضعوها لتعليمي عادات النوم، الأكل، قضاء الحاجة بصورة مقبولة؟
(4) ما الأساليب الصحيحة التي يجب أن تتوافقوا بها معي؟
(5) ما السلوكيات التي تثير استيائي وضيقي؟
(6) ما الضوابط الصحيحة التي يجب أن تلتزموا بها أنتم أثناء تفاعلكم معي؟
(7) ما الضوابط الصحيحة التي تحدد ردود أفعالكم تجاه سلوكياتي وتعبيراتي الانفعالية التي قد لا تروق لكم؟

أعزائي الآباء ألمح في عينكم الاستغراب والاندهاش كيف أجروء علي طرح مثل هذه الأسئلة عليكم؟ ولما لا وعهدي بكم سعة الصدر والتقبل والإنصات المتعاطف إلي. وإن كان مصدر الاستغراب أنكم لا تعرفون الإجابة عن بعض الأسئلة؟ بسيطة عليكم أن توزعوها علي كل الكبار الذين تعرفونهم وتثقون فيهم ثم تتلقون إجاباتهم وتقارنونها بإجاباتكم فإن ظلت هناك أسئلة لم تتوصلوا إلي إجابات عنها فاسألوا أهل الذكر ألم يأمرنا الخالق تبارك وتعالي بذلك؟ بلي ولكن من هم أهل الذكر الخبراء المهنيون المتخصصون في مجال دراسات وبحوث علم نفس النمو والصحة النفسية والعاملون في قطاع هيئات خدمات الصحة النفسية للأطفال. وستتمكنون بالتأكيد من التوصل إلي معلومات كثيرة تساعدكم في وضع ضوابط وحدود صحيحة لتصرفاتي وحياتي الشخصية علي أن يراعي شرط استقرار هذه الضوابط وثباتها النسبي وعدم تعارضها مع بعضها إذ أن عدم اتساقها قد يفضي إلي حيرتي وارتباكي وربما أتعلم أن قاعدة سلوكية معينة تنطبق علي شخصٍ معين ولا تنطبق علي آخر كأن أتعلم أنه يجب اتباع تعليمات والدي وعدم اتباع تعليمات الآخرين علي طول الخط.

   ويجب أن تراعوا عند وضع الضوابط والحدود أن تكون قليلة وواضحة ومباشرة إذ أن وجود عدد كبير من الضوابط أو قواعد التصرف وعليكم أن تتجنبوا صياغة هذه الضوابط في صورة لا ولا تفعل. فوجود الكثير من الضوابط المصاغة بمثل هذه الطريقة (لا ، لا تفعل) ربما تخلق بيئة أو مناخ نفسي سلبي ـ بل هي تخلق بالفعل مثل هذا المناخ ـ قد يجعلنا نشعر بالإحباط. فالإنسان أي إنسان يرغب بالتأكيد في أن يعيش في وسط أو بيئة تفاعل متحررة من الضغوط والنواهي والموانع (قاعدة لا ، لا تفعل) علي الدوام بيئة مليئة في واقع الأمر بالضغوط. وتعلمون آبائي التأثيرات النفسية السلبية لمثل هذه البيئة علي التكوين النفسي للطفل الذي يعيش فيها.  فإن وجدتم أنفسكم تقولون لي كثيرًا (لا ، لا تفعل ) من فضلكم ولا عيب في ذلك راجعوا توقعاتكم وراجعوا خصائص بيئة التفاعل التي أعيش فيها. وعندما تكون الضوابط والقواعد مناسبة لخصائص النمو النفسي لي وعندما تكون البيئة التي أعيش فيها لا تدعوا إلي ولا تشجع علي ولا ترحب بسوء التصرف بالتأكيد سأتعلم السلوك الاجتماعي الإيجابي وسأكون الطفل الوديع اللطيف المبدع الذي ترغبون فيه. فمن فضلكم قللوا قدر الإمكان من قول (لا ، ولا تفعل).

   وعليكم أن تعلنوا القواعد والضوابط بصورة إيجابية فإذا كان هناك تصرفًا أو سلوكًا ما غير مسموح به عبروا عن ذلك بوضوح وقولوا لا تفعل كذا. ويمكنكم أن تستخدموا البدائل وروح الدعابة والفكاهة لحثي علي اتباع القواعد أو الضوابط. وأخبروني بوضوح ما الذي يمكنني القيام به بدلاً من إبلاغي علي الدوام بما لا أستطيع القيام به ثم وضحوا لي الأسباب (لا يمكن أن تقفز من علي الكنبة لأنها عالية وربما تصاب بأذى، يمكنك أن تقفز من علي الكرسي لأنه منخفض، هيا اصعد علي الكرسي وافتح جناحيك كالحمامة هيا اقفز، رائع).
  
  كما أن الانتقال بين النشطة والأماكن قد يكون صعبًا علي. لذا من فضلكم أمهلوني خمس دقائق قبل أن أنتقل من نشاط إلي آخر فهذا يمنحني وقتًا كافيًا لوضع نهاية للنشاط الذي أؤديه. ولا تطرحوا علي أسئلة لاختيارات لا توجد بعد. فلا تحاولوا طرح السؤال التالي مثلاً علي (هل تريد أن تتناول طعام الغذاء الآن؟ دون أن تكونوا قد وضعتم الطعام علي المائدة بعد لأن الإجابة العادية التي ربما تسمعونها مني هي لا وربما ندخل في خلاف علي شيء غير موجود بعد فالأوقع من ذلك أن تضعوا الطعام علي المائدة ثم تأمرونني بأن أجلس لأتناول طعام الغذاء. وإن كان هناك اختيارات بالنسبة لنوعية الطعام فقولا لي هل تريد أن تأكل التفاح أم الموز؟ وبعد أن أفرغ من تناول الطعام ادفعوني للقيام بنشاط آخر وقد تهيئوني لذلك بأن تصفوا شيئًا إيجابيًا متعلقًا بالنشاط التالي. وعليكم أن تشجعوني علي التعبير اللفظي عن التغييرات التي ألاحظها. فإذا وجدت زهريات زرع أو ورود في المنزل دعوني أقول إلي اللقاء إني ذاهب لأروي الزرع أو من فضلكم سأذهب لألعب مع أصدقائي في فناء المنزل. وأنا كطفل فضولي جدًا ولدي حب استطلاع كبير وأريد أن أستكشف البيئة من حولي مما يمثل بعض مؤشرات الاستقلال والإحساس بالهوية الذاتية كذات منفصلة عن عالم الأشياء وعن الآخرين في نفس الوقت. وعلي الرُغْمِ من أهمية وجود روتين حياة منتظم بالنسبة لي اسمحوا لي بقدر في الحرية في اختيار بعض ألوان النشاط أو اللعب التي ربما تشعرني بذاتي وباستقلاليتي. فأنا لست عبدًا للروتين الذي تضعونه لي علي طول الخط. وتذكروا دائمًا أن توجهوا لي الثناء والمديح عندما أحترم القواعد وأتبع التعليمات. 

 ثانيًا شجعوا السلوكيات الإيجابية.
   تريدون بالتأكيد أن أتصرف بصورة إيجابية سوية تحظى برضاكم وتشعركم بالفخر بي وتعزز من مكانتي الاجتماعية بينكم وبين الآخرين. وتذكروا أن من أهم أدواركم كآباء لي أن تشجعوني دائمًا علي الإتيان بالسلوكيات الاجتماعية الإيجابية. ويتضمن هذا الأمر تعليمي سلوكيات اجتماعية جديدة، زيادة رصيدي من بعض السلوكيات الاجتماعية المهمة، تعزيز وتثبيت سلوكيات اجتماعية أخري في تكويني النفسي. ولكي تقومون بهذا التعليم من المفيد أن تلجئوا إلي أسلوب التعزيز الإيجابي لحثي علي الإتيان بهذه السلوكيات. ويجب أن يكون التعزيز الإيجابي الطريقة الأولي التي تستخدمونها لمحاولة تشجيعي علي إصدار السلوكيات الاجتماعية الإيجابية. وتتضمن التعزيزات الإيجابية تعبيرات الوجه (الابتسام) والقرب مني، (الجلوس بجواري، الوقوف بالقرب مني، احتضاني) والتواصل البصري معي (معانقتي، مسك يدي) الامتيازات (السماح لي بالخروج إلي مكان أفضله، مشاهدة الأفلام، نفخ البالونات وتطيرها في الفضاء) والتعليقات (أحب الطريقة التي تجلس بها، شكرًا لك علي حضورك بسرعة عندما ناديت عليك) . ويمكن أن يكون التعزيز الإيجابي حسي أو مادي مثل (التصفيق باليدين، إعطائي الملصقات الملونة، أو شراء لُعَبْ لي). ولكي تزيدوا من فاعلية التعزيز يجب مراعاة تنويعه.
  وتجدر الإشارة إلي أن توقيت تقديم التعزيز مهم جدًا. فأنا أؤدي جيدًا عندما يقدم لي التعزيز مباشرة بعد أن أصدر السلوك الإيجابي المرغوب. وعندما تؤجلون التعزيز لأي سبب من الأسباب ثم تقدمونه إلي من فضلوا ذكروني بالسلوك الذي قمت به وأستحق عليه هذا التعزيز. وعندما أكبر ربما في سن الرابعة أو الخامسة يمكن أن تستخدموا طريقتين لتعزيز سلوكي:
(1) تعرف الأولي بسبيل أو مسار الملصقات .
لكي تصنعوا مسار الملصقات يمكنكم أن ترسموا مربعات متصلة (مثل رصيف المشاة) علي ورق مقوي أبيض. علي أن يكون اتساع كل مربع يسمح بتثبيت أحد الملصقات الملونة عليه. وكلما صدر مني سلوكًا إيجابيًا أعطوني ملصقًا له رقم معين وأمروني بأن ألصقه في مكانه علي الورقة وإذا صدر مني سلوكًا آخر أعطوني ملصقًا ثانيًا وهكذا إلي أو تكتمل جميع المربعات وبشرط أن يؤدي إكمال لصق الملصقات إلي تكوين صورة لشيء يحبه الطفل ثم يحضر إليه هذا الشيء وليكن دراجة، ساعة، قميص، .......... الخ.
(2) وتعرف الثانية بنظام البونات.
بعد أن أصدر سلوكًا إيجابيًا أعطوني بونًا معينًا وبعد أن أجمع عددًا متفقًا عليه من البونات أستطيع أن أحول هذه البونات إلي شيء خاص أفضله وأود الحصول عليه كمكافأة. 

ثالثًا منع أو إيقاف السلوك المستهجن غير المرغوب.
لن تستغرقوا إلا وقتًا قصيرًا لإيقاف أو منع السلوكيات المستهجنة أو غير المرغوبة التي قد تصدر عني في بعض الأحيان إذا وضعت ضوابط وقواعد تصرف محددة جيدة التعريف، وإذا استخدمت استراتيجيات الضبط والتأديب الإيجابي، وإذا استخدمت التعزيز الإيجابي لتشجيعي علي الإتيان بالسلوكيات الاجتماعية الإيجابية. وعندما تحولون منعي أو إيقافي عن الإتيان بالسلوكيات المستهجنة أو غير المرغوبة تجنبوا الكلمات القاسية العنيفة أو المهينة والمسيئة كما لا يجب اللجوء إلي العقاب البدني. تجنبوا الكلمات المهينة المسيئة لأنها تنقل رسائل إلي مفادها أني سيئ، شرير، أحمق أو لا قيمة لي مما قد يجعلني أكتسب تقدير سلبي أو منخفض للذات. تذكروا أن السيئ هو سلوكي وليس أنا وتذكروا أن القذر هي حجرتي وليس أنا تعاملوا مع سلوكياتي ولا تجعلوها عنوانًا أو وصفًا لي واعلموا أن هذه السلوكيات يمكن أن تستبدل بسلوكيات إيجابية مقبولة والتوبيخ اللفظي لا يزيد الموقف إلا سوءًا فمن فضلكم لا تسمعوني عندما أرتكب خطًا سلوكيًا مهما كان أي كلمات نابية مهينة كما تسخروا منى ولا تهينونني خاصة أمام الآخرين. ثم لماذا اللجوء إلي العقاب البدني؟ هل هو وسيلة فعالة في تهذيبي؟ لا والله فهو أي العقاب البدني يشعرني بأني لست إنسانًا. فلي كرامة وقدسية واحترام من فضلكم لا لا لا تتجرءوا لأنكم بالتأكيد لن تكونا سعداء عندما أكون أنا طفلكم وفلذة كبدكم محبط، مهان، مجروح، كسير، عاجز، ويائس من كل شيء فهذا ما يفعله بي العقاب البدني. وبالتالي تجنبوا العقاب البدني لثلاثة أسباب علي الأقل:
(1) ربما يفضي إلي إصابتي بجروح أو كسور.
(2) يخلق العقاب البدني الخوف في نفس من يتعرض له. وتعلمون بأنه يجب علي أن لا أخاف منكم، يتعين علي أن أق فيكم. فهل ترضون أن أكرهكم، أن لا أثق فيكم اعلموا أني في حالة كرهي لكم وعدم ثقتي فيكم سأبحث عن من أحبه وأثق فيه غيركم وغيركم بالتأكيد لن يحبني ولن يحترمني ولن يخاف علي مثلكم.
(3) اعملوا أن التعرض الدائم للعقاب البدني يربك ويشوش تفكير من يتعرض له ويدعوه لأن يتساءل لماذا لا أعتدي عليكم مثلما تعتدون علي؟ لماذا لا أعتدي علي الآخرين. فهل ترضون بأن أكون ابنًا عاقًا لكم ولو في مخيلتي؟ هل تريدون أن أصبح عدوانيًا منبوذا من كل من أتعامل معهم؟!!!!!.

دعوني أساعدكم آبائي الأعزاء إذا صدر مني سلوكًا اجتماعيًا مستهجنًا وسيطر عليكم هاجس عقابي بدنيًا ارفعوا صوتكم، اصفعوا الطاولة ، أو ركبتيكم ، خذوا نفسًا عميقًا. ثم قرروا استخدام أسلوب آخر لتأديبي نعم في بعض الأحيان يجب تأديبي فقد يكفي حرماني من المشاركة في نشاط ما أو سلب ميزة ما كنت أستمتع بها أو إبعادي بصورة مؤقتة عن اللعب وقد يفيد استخدام أسلوب الانطفاء التدريجي .فهذه أساليب فعالة جدًا في عقابي ودفعي إلي عدم الإتيان بمثل هذه التصرفات المستهجنة.

      ولكي تستخدموا أسلوب الانطفاء قد يكفي تجاهلي وعدم الانتباه إلي، وقد تسمحوا لي بأن أستمر في أداء هذا السلوك المستهجن إلي أن أصل إلي مرحلة الإعياء والاستنزاف البدني. واعلموا أن تجاهلي وتجاهل سلوكيات أسلوب شديد الفاعلية إذا كان الهدف من سوء تصرفي جذب انتباهكم. كما أن أسلوب الانطفاء التدريجي فعال أيضًا في خفض معدل نوبات غضبي وهياجي الحركي والانفعالي. واعلموا أن هذا الأسلوب يفقد فاعليته إذا حصلت من سلوكي المستهجن علي أي تعزيز ولو بسيط. فإذا ابتسمت أو ضحكت وأنتم تحاولون تجاهلي ربما تعززون دون أن تدروا تصرفاتي المستهجنة. وقد أحصل علي تعزيز من الذين يتواجدون معنا في الحجرة فقد تتقنون أنتم آبائي الأعزاء أسلوب التجاهل ولكن قد يوجد طرف ثالث معنا يضحك أو يبتسم لي هنا تزداد احتمالات تكراري لهذا السلوك المستهجن. وتجدر الإشارة إلي أنه في بداية استخدام أسلوب الانطفاء التجريبي يزداد السلوك المستهجن الذي أصدره سوءًا ثم أبدأ بالتدريج في التخلص منه. وإن توقعت رد فعل معين علي سلوكي اعلمي أني سأصر لمدة ما علي هذا السلوك إلي أن أقتنع أنه غير مجدي فأبدأ في الإقلاع عنه.  وللأمانة علي أن أحذركم آبائي المخلصين لا تستخدموا أسلوب الانطفاء التدريجي إذا كان السلوك الذي أصدره مؤذيًا أو مدمرًا. فإن كنت أؤذى نفسي أو أمزق صور كتاب في المكتبة هنا يجب أن تلجئون إلي أسلوب تأديبي آخر هو الإبعاد المؤقت. فإن كنت أؤذى نفسي قل لي بحزم وبهدوء توقف فإن لم أتوقف امنعني من إيذاء نفسي. فإن كنت أرطم رأسي بالحائط مثلاً ضع يديك بين الحائط ورأسي.  فإن لم أتوقف عن الإتيان بالسلوكيات المضرة أو المؤذية أو المدمرة وتعذر عليكم السيطرة علي تذكروا لا تهينوني ولا تعاقبوني بدنيًا بل الجئوا إلي أهل الخبرة والاختصاص في علاج المشكلات السلوكية لدي الأطفال إذ ربما أحتاج إلي مساعدة مهنية متخصصة لتعلم السلوك الاجتماعي الإيجابي.

   وفيما يخص فنية أو أسلوب الإبعاد المؤقت فيتضمن وضعي في مكان آمن وممل في نفس الوقت، مثل ركن الحجرة لمدة معينة من الوقت. وحذرني قبل أن تلجأ إلي استخدام هذا الأسلوب وقل لي إن لم تتوقف عن هذا التصرف سأحرم من مواصلة النشاط أو اللعب. فإن استمر سلوكي المزعج أو المستهجن توجه إلي برفق وأبعدني عن الموقف في ركن الحجرة مثلاً. وقد تحتاج في البداية إلي أن ترشدني إلي مكان الإبعاد المؤقت. ومن غير المتوقع في المرة الأولي للإبعاد المؤقت  أن أجلس أو اقف بهدوء وهكذا ببساطة. فقد يتطلب منكم الأمر مشقة وجهدًا كبيرًا. ومع إصراركم علي استخدام هذا الأسلوب أتعلم بأنه يتعين علي عدم ترك مكان الإبعاد المؤقت إلي أن تسمحوا لي بذلك. وعليكم أن تسمحوا لي بترك مكاني في الإبعاد المؤقت عندما يمر وقت مناسب يمكنني من مراجعة سلوكياتي أو تصرفاتي التي عوقبت من أجلها بالإبعاد المؤقت.
   ومن المفيد عندما أكبر نسبيًا أن تستخدم آلة ضبط توقيت الإبعاد المؤقت أو تكون هذه الآلة أمامي مباشرة فهذا الإجراء يجعلني دائم النظر فيها وربما أصب عليها غضبي بدلاً من توجيهه إليكم. وبعد انتهاء فترة الإبعاد المؤقت تحدث معي عن أسباب لجوئك إلي هذا الأسلوب وأخبرني بالسلوك المناسب الذي يفترض أو يصدر مني في المستقبل. ولا تهددوني بإبعادي مرة ثانية عن الموقف. كما أن تأجيل الإبعاد المؤقت يفقده فعاليته لأني كطفل صغير عادة ما أنسي ما يصدر مني من تصرفات بعد مدة قصيرة فإن أبعدتموني عن الموقف بعد مدة من إتياني بسلوكيات مستهجنة قد لا أتقبل هذا الإبعاد لعدم تذكري هذه السلوكيات. وتذكروا دائمًا أن تشرحوا لي كافة ما يحيط بي بحب وتقبل وتفهم وأهم من كل ذلك الاتساق والمتابعة فهما أساس مساعدتي علي حسن التصرف. فإن كنت لم تسمح لي بفعل سلوكٍ ما في الماضي فلا تسمح لي بفعله الآن أو في المستقبل فإن تعين عليك أن تحدث استثناءً أخبرني به ووضح لي القاعدة المرتبطة به. وعليكم طوال اليوم أن تغمروني بالحب والتدليل والمداعبة واعلموا أن المداعبة والتدليل لن يفسدني فأنا في حاجة ماسة إلي انتباهكم وودكم.     
 
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة