السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108637537 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  مقالات نفسية وسلوكية  <<

العلاج الوجودي- العلاج النفسي الفلسفي

الكاتب : الدكتور محمد القرني

القراء : 15064

العلاج الوجود

الدكتور محمد القرني
مقدمة:-
يمكن أن يطلق على هذا النوع من العلاج النفسي بالعلاج الفلسفي وذلك لأنه يقوم على أطر فلسفية مستمدة من الفكر الوجودي المستغرق في البحث عن المعاني للوجود الإنساني.
ويمثل العلاج الوجودي خروجاً عن العلاج الغرضي (purposefulness) الذي ساد خلال الثلث الأول من القرن العشرين المتمثل في المدرستين الشهريتين - التحليل النفسي والمدرسة السلوكية.
o فنظرية التحليل النفسي تقوم على الاستغراق في القوى اللاشعورية المتمثلة في الغرائز الفطرية وخاصة الغريزة الجنسية بالإضافة إلى ما تمثله خبرات الطفولة المبكرة من محركات تقود السلوك الإنساني لاحقا.
o والمدرسة السلوكية هي أيضاً غرضية من حيث أنها تقوم على الأحداث الشرطية التي تقيد السلوك الإنساني وتحد من الحرية الإنسانية.
وعلى النقيض من ذلك فإن العلاج الوجودي بالرغم من احترامه لمعطيات المدرستين التحليل النفسي والسلوكية، يعطي أهمية قصوى لحرية الإنسان في الاختيار والإرادة. ويقوم على فرضية أن هذه الحرية هي حرية مسؤولة فالإنسان مسؤول عن اختياراته وأفعاله وبالتالي فنحن الذين نكتب تاريخ حياتنا ولسنا ضحايا للأحداث والظروف التي تحدث حولنا وتسير حياتنا. بل إن لنا الإرادة والاختيار في أن نفعل ما نريد لأننا نملك الحرية ولدينا القدرة على تحمل المسؤولية حول ما يحدث لنا. ومن هنا فإن العلاج الوجودي يرتكز على تشجيع العملاء على الوصول إلى معنى الحياة وإدراك البدائل المتوفرة ثم الحرية في اختيار ما يناسب المواقف الذي يواجهونها وتعوق تكيفهم النفسي والاجتماعي.
 
النشأة التاريخية:-
من الصعوبة أن يعزى هذا الأسلوب العلاجي إلى عالم بعينه أو مدرسة من المدارس النظرية في علم النفس. ولكن يمكن القول أن هناك مجموعة من العلماء كان لهم إسهامات كبيرة في بلورة العلاج الوجودي من خلال ما قدموه من أطر فلسفية وتطبيقات عملية وخطوات مهنية للممارسة (Corey, 1996) .
لقد نشأ العلاج الوجودي في عدة مناطق من أوروبا خلال العقدين الرابع والخامس من القرن العشرين. وتحددت تطبيقاته في ذلك الوقت في علاج بعضا من المشكلات الإنسانية المتمثلة في الانعزالية والاغتراب. وقد يكون لإفرازات الحروب العالمية دور في توقيت هذه النشأة، إذ أن تلك الحروب أفرزت العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية فضلا عن انتشار الأمراض والأوبئة وتدني مستوى الصحة العامة في المجتمعات الإنسانية.
لقد اتجه العلماء الأوائل الذين صاغوا هذا الأسلوب العلاجي إلى التركيز على الاستغراق في فهم الخبرات الإنسانية من خلال تسليط الضوء على أهمية الوصول إلى المعاني للخبرات التي يمر بها الإنسان وتوظيفها فيما يحقق التوافق النفسي والاجتماعي.
إلا أن هناك بعضا من العلماء الذين اشتهروا وبرعوا في هذا النوع من العلاج النفسي وعلى رأسهم العالم النمساوي فيكتور فرانكل Victor Frakl المولود في عام 1905م.
يعتبر فرانكل من أهم العلماء الذين طوّروا هذا الأسلوب العلاجي من خلال الأعمال الكثيرة التي قدمها. وبالرغم من أن فرانكل يعتبر أحد تلاميذ فرويد في مدرسة التحليل النفسي إلا أنه تأثر كثيراً بالأفكار الفلسفية الوجودية التي سادت أوروبا في بداية القرن العشرين. ومن أقواله المشهورة في العلاج الوجودي قوله "إن الشيء الذي لا يقتلني يزيدني قوة" (Frankl, 1963).
لقد حاول فرانكل عبر أعماله المتعددة أن يبلور له فكراً وجودياً وأسلوباً علاجياً يتمحور حول ضرورة أن يجد الإنسان معنى لوجوده في الحياة. وهو يصرح دائماً بأن الإنسان الذي يستطيع أن يجيب على التساؤل "لماذا يعيش ومن أجل ماذا يحيا" يستطيع أن يتوافق مع ذاته ومع البيئة التي يعيش فيها.
ومما يحاول فرانكل أن يثبته في تقديمه لهذا الأسلوب العلاجي أن العلاج يجب أن يقدم للأفراد من خلال تحديهم ومواجهتهم لكي يصلوا إلى معنى تصرفاتهم والغرض من وجودهم وهذا لا يتم إلا من خلال المعاناة والألم الذي يمرون به كي يصلوا إلى النجاح.
ومن رواد هذا الأسلوب العلاجي العالم رولو مي Rolo May المولود في عام 1909م في ولاية متشجان بالولايات المتحدة الأمريكية والذي ساهم في تطوير هذا الأسلوب العلاجي في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن إسهاماته التي تركت أثراً كبيراً لدى الممارسين الوجوديين كتابه الشهير Existence: Anew Dimension in Psychiatry and psychology. الذي نشر في عام 1958م والذي حاول فيه أن يبرهن على أن الإنسان يملك الشجاعة الكافية ليكون ما يريد وله الاختيار لأن يصبح الشخص الذي يريد. ويضيف أن بداخل الإنسان معاناة مستمرة بالرغم من الحاجة إلى أن يكون مستقلا. والمعاناة هنا بين قوة الاعتمادية المرتبطة بالإنسان التي تحيط به كالأسرة مثلا وبين الألم الذي يتولّد عن النمو والاستقلالية وتحقيق الذات (May & Ellenberger, 1958).
ومن العلماء أيضا الذي ساهموا في صياغة هذا الأسلوب العلاج James Bugental والعالم Irvin Yalom. فالأول له كتاب The Art of Psychotherapist (1987) الذي وصف فيه العلاج الوجودي بالرحلة التي يمر بها الأخصائي الاجتماعي والعميل للوصول إلى العالم الذاتي للعميل. لقد أكد بوجنتال على أن العلاج يجب أن يرتكز على رغبة المعالج القوية للاتصال بالعميل لمساعدته في الإجابة على كل التساؤلات المرتبطة بحياته ووجوده في هذا العالم. والثاني ركز على أهمية الأخذ في الاعتبار أربعة اهتمامات رئيسة للعملاء هي: الموت، الحرية، الانطواء، واللامعنى. وفي كتابه Existential Psychotherapy (1980) يحدد أهمية تلك الاهتمامات ويعتبرها غايات يجب على المعالج أن يساعد العميل في الإجابة على كل التساؤلات المرتبطة بها مهما كان مقدار الألم الذي يشعر به العميل من دخوله في هذه العملية.
 
المفاهيم الأساسية:-
بالرغم من أن كل أسلوب علاجي يتضمن مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تستخدم لتفسير السلوك الإنساني وتكون بمثابة الموجه للممارسة المهنية، إلا أن الاتجاه السائد في العلاج الوجودي يتجه نحو العكس من ذلك، فهو ينظر إلى السلوك الإنساني على أنه إفراز للبحث الدائم والمضني عن المعاني من الوجود في هذه الحياة. وعلى هذا فكلما استغرق الإنسان في عملية البحث عن تلك المعاني والوصول إليها كلما أمكن تفسير ذلك السلوك والوقوف على طبيعته.
إن العلاج الوجودي يتجه نحو احترام الإنسان ومساعدته على استكشاف جوانب جديدة في سلوكه من خلال البحث الدائم عن معنى ذلك السلوك والوقوف على ماهية حدوثه.
لقد رأى الفكر الوجودي في المداخل العلاجية الأخرى وسيلة لاغتراب الإنسان عن واقعة وتجزئة لوجوده من خلال الاستغراق في العوامل الذاتية والبيئة التي تسير حياته وتحرمه الحرية التي تمكنه من تحقيق ذاته. ومن هنا كان التأكيد في هذا المدخل العلاجي على مساعدة الأفراد الذين يواجهون المواقف الإشكالية في إيجاد معنى الحياة المتمثل في الحرية المسؤولة والاختيار من بين البدائل ما يحقق الذات وصولاً للتوافق النفسي والاجتماعي.
إن نظرة العلاج الوجودي للطبيعة الإنسانية تتمثل في إعطاء أهمية كبرى لوجود الإنسان في هذا العالم وتعتبر أن هذا الوجود متجدد من خلال المواقف والخبرات التي يمر بها الإنسان. وينادى المنظرون لهذا الأسلوب العلاجي بأهمية أن يتأمل الإنسان حقيقة وجوده وأن يسعى إلى تكوين الإدراك الكامل بماهية هذا الوجود. وفي هذا الصدد يحاول الممارسون من خلال هذا الأسلوب العلاجي إلى إثارة العديد من الأسئلة: من أنا؟ ماذا أريد أن أكون؟ لماذا أنا في هذا الموقف؟. ومن خلال مثل هذه الأسئلة يسعى كل من العميل والمعالج إلى إدراك المعاني المفسرة لطبيعة الموقف الإشكالي (Fischer & Fischer, 1983).
وبالرغم من ذلك فإنه يمكن القول أن هذا الأسلوب العلاجي يقوم على مجموعة من المفاهيم على الممارسين الإلمام بها في تفسير الطبيعة الإنسانية وتوجيه طبيعة الممارسة المهنية. وهذه المفاهيم يمكن توضيحها فيما يلي:-
1- القدرة على الإدراك الذاتي The Capacity of Self- awareness
يشير هذا المفهوم من منظور العلاج الوجودي إلى قدرة الإنسان على تنمية الإدراك في كل ما يحيط به من أحداث. وكلما زاد إدراكه لتلك الأحداث كلما زادت احتمالات الحرية التي يتمتع بها في الاختيار من بين البدائل. وعلى هذا فكلما زاد الإدراك الواعي للإنسان كلما استطاع أن يعيش في هذا العالم وهو قادر على التكيف مع الأحداث التي يواجهها.
ويرى الممارسون لهذا الأسلوب العلاجي أن الإنسان عليه أن يدرك أن حياته محدودة بوقت معين ولذلك هو لا يملك وقت لا محدود يمكنه من فعل كل ما يريد. أيضا عليه أن يدرك أنه يملك القدرات والإمكانيات في أن يفعل أولا يفعل. أي له القدرة على الاختيار واتخاذ القرار في تلك الأمور المرتبطة بحياته وبالتالي فإن له الحرية في تقرير مصيره.
وهنا يتضح أن هذا الأسلوب العلاجي يعرض مبدأ حق تقرير المصير (المسؤولية الذاتية) للأفراد بصورة مطلقة دون تقييد. وعلى الرغم من أهمية هذا المبدأ كأحد مبادىء خدمة الفرد الرئيسية في إضفاء احترام حقوق العملاء وتمتعهم بالحرية في تقرير مصيرهم إلا أن هناك فئات من العملاء لا يستطيعون ممارسة هذا الحق نتيجة لافتقارهم للأهلية العقلية والنفسية والاجتماعية التي تمكنهم من تطبيقه.
وبالإضافة إلى ما تقدم يرى الممارسون للأسلوب الوجودي أن الوصول إلى المعاني الإيجابية لا يتم بطريقة تلقائية فيحصل عليها الأفراد ولكن الأمر يتطلب قدراً من المعاناة والألم والشعور بالقلق ويرون أن هذا أمر طبيعي على الإنسان أن يخضع له حتى يصل إلى الإدراك الذاتي. وهذا الإدراك بالتالي يزيد من حجم المسؤولية الملقاة عليه تجاه ذاته وتجاه الآخرين (Corey, 1996).
ويمكن أن نتصور الإدراك الذاتي بهذا المثال: تصور أنك تسير في ممر يحوى مجموعة من الأبواب الموصدة وأنت تملك الحرية في أن تفتح آيا منها وتدرك أن لك مطلق الحرية في أن تفتح أحدها أو كلها أو أن تبقيها موصدة. وهذه الأبواب إما أن ما خلفها سوف يكون مؤلما لما تحويه من أشياء أو يكون مفرحاً وجميلاً. وعلى هذا فأنت تملك حرية القرار بين فتحها أو تركها موصدة.
ولعل الشاهد في هذا المثال يكمن في أن الخبرات الإنسانية والمواقف التي يمر بها الإنسان عبارة عن خبرات تظل مبهمة وغامضة ما لم يتم إدراكها ذاتيا والوصول إلى ماهيتها وما تخفيه من معاني.
ويمكن لنا ملاحظة أن العلاج الوجودي يرتكز في تنمية الإدراك الذاتي على:-
o  جعل العميل يدرك أنه يواجه القلق الناتج بين خيار الاستقلالية في الاختيار وبين خيار التبعية التي تفرضها الحياة الاجتماعية.
o  مساعدة العميل على إدراك أنه يسعى للحصول على التأكيد في اتخاذ القرار من الأفراد المهيمنين في حياته بدلاً من أخذ التأكيد من ذاته معتمداً على قدراته العقلية والنفسية والاجتماعية.
o  مساعدة العميل على إدراك أنه في كثير من الأحيان يقع حبيساً للقرارات التي اتخذها في الماضي وشكلت له خبرات مؤلمة. بينما هو يستطيع أن يتخذ قرارات في الوقت الحاضر.
o  مساعدة العملاء على إدراك أنهم قد لا يستطيعون تغيير الأحداث التي تواجههم وقد لا يستطيعون منح حدوثها ولكنهم بالتأكيد يستطيعون تغيير الطريقة التي يرونها بها والأسلوب الذي يستجيبون لها.
o مساعدة العملاء على إدراك أن المستقبل والتطلع له يختلف عن الماضي والركون إليه. فهم يستطيعون التعلم من الماضي لصنع المستقبل.
o مساعدة العملاء على تقبل الحدود الزمنية والمكانية التي يعيشون من خلالها وفي نفس الوقت عليهم أن يشعروا بأنهم قادرون على توظيف كل قدراتهم والاستفادة منها. كما أن عليهم أن يدركوا أن عدم الوصول إلى درجة الكمال في الإنجاز لا تعني عدم قيمة ذلك الإنجاز.
o  وأخيراً عليهم أن يدركوا أن الفشل في الحياة يرتبط بالاستغراق في الماضي والتخطيط للمستقبل في آن واحد أو بمعنى آخر عمل أشياء كثيرة في وقت واحد.
وخلاصة القول أن الإدراك الذاتي يشمل إدراك البدائل المتاحة وحرية الاختيار فيما بينها، وإدراك الدوافع المرتبطة بالمواقف الاجتماعية، وإدراك الأهداف الشخصية التي يرغب الإنسان في إنجازها. وعلى الأخصائي تأكيد ذلك للعميل ومساعدته على إدراك أن الوصول إلى ذلك لا يتم بلا ثمن. بل يستوجب المعاناة والألم (Corey, 1996).

2- الحرية والمسؤولية Freedom and Responsibility
لعل ما يميز العلاج الوجودي عن غيره من الأساليب العلاجية هو الحرية المسؤولة. وبالرغم من أن الأفراد لا يملكون الحرية في الوجود إلى الحياة إلا أنهم يملكون الحرية في الحياة كيفما يشاءون وما يريدون أن يحققوا وفقا للبدائل المتاحة (May, 1975).
ولأن الحرية هي حرية مسؤولة بمعنى أن الإنسان له الحق الكامل في الاختيار لما يناسبه فهو أيضا مسؤول عن تلك القرارات التي يتخذها في حياته.
وعلى هذا فالإنسان مسؤول عن حياته وعن أفعاله وعن الفشل والخبرات المؤلمة من عدم اتخاذ قرارات حاسمة فيما يتعلق بالمواقف الإشكالية التي يواجهها.
ولذلك يرى سارتر (1971) وهو من أنصار الفكر الوجودي أن على الإنسان أن يكون ملتزماً تجاه اختياراته منعاً للعشوائية والارتجالية في اتخاذ القرار. وهذا ما أطلق عليه سارتر المصداقية في الحياة. ومن أقواله "نحن نمثل اختياراتنا".
ومما ينادى به الممارسون للعلاج الوجودي أن الإنسان يجب أن يبتعد عن المواقف السلبية المتمثلة في الاعتقاد بأن الحياة مرتبطة بالقوى الخارجية سواء الذاتية أو البيئية. كما يرون أننا كتاب وصناع حياتنا ومواقفنا ومشكلاتنا.
والمسؤولية في نظرهم العامل الرئيسي للتغيير. والعملاء الذين يرفضون قبول المسؤولية بلومهم للآخرين على أنهم مسؤولون عن مشكلاتهم سوف لن يستفيدوا من العلاج
ويربط فرانكل (1978) بين الحرية والمسؤولية ويفترض أن الحرية ترتبط بمجموعة من المحددات لأن الأفراد لا يعيشون بمعزل عن المواقف الحياتية. والموقف الذي يقفه الإنسان كما يراه فرانكل هو الوقوف في وجه تلك المحددات وهذا الموقف هو الحرية المنشودة.
وعموماً فموقف المعالجين في هذا الأسلوب العلاجي هو التركيز على الحرية المسؤولة ومساعدة العملاء على التخلص من إلقاء اللوم على الآخرين أو على القوى الخارجية أو حتى القوى الداخلية كالدوافع النفسية والوراثية. وعلى هذا فعندما لا يقبل العملاء المسؤولية حول المواقف التي يواجهونها فإنهم لا يملكون الدافعية للتغيير (Yalom, 1980).
ويرى (Corey, 1996) أن هناك مهمتين للمعالج عليه القيام بهما: أولاً: دعوة العميل إلى إدراك أنه سمح للآخرين تقرير مصيره، وثانياً: تشجيع العميل على اتخاذ خطوات نحو الاستقلالية في تقرير المصير.
 
3- الكفاح في تكوين الذات والعلاقة مع الآخرين:-
يشير هذا المفهوم في العلاج الوجودي إلى أن الأفراد يهتمون بالمحافظة على تفردهم وتميزهم عن غيرهم في نفس الوقت الذي يحافظون فيه على إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين. ومحور الاهتمام هنا أن الإنسان يسعى إلى تكوين الهوية الشخصية.
ويشير أنصار هذا الأسلوب العلاجي إلى أن هذه العملية ليست عملية سهلة وتلقائية ولكنها تتطلب الشجاعة والقدرة على تحمل التبعات التي تترتب عليها. والإنسان في هذه العملية يجاهد نفسه من أجل المحافظة على خلق التوازن بين قوتين متضادتين: الرغبة في إنشاء هوية شخصية تتحدد معالمها وفقا لخصائصه النفسية والاجتماعية والرغبة في الارتباط بالآخرين وإقامة علاقات إيجابية مع البيئة التي تحيط به. ويذهب الممارسون في هذا الأسلوب أن المعاناة التي تترتب على ذلك يمكن ملاحظتها في الاغتراب والانعزالية التي يعاني منها الفرد نتيجة لتلك العملية.
ويمكن تفسير هذه العملية من أن الإنسان يسعى دائما للحصول على تفسيرات وإجابات وتوجيهات وتأكيد للمعتقدات والقيم من الأشخاص المهمين في حياته أكثر من سعيه إلى الحصول على كل ذلك من داخله معتمدا على قدرته.
ويشير (Tillich,1952) إلى أن العملاء يجب أن يتعلموا كيف يعيشون حياتهم وفقا للقدرات التي يملكونها ودون تأثير من الآخرين. كما يشير إلى أن على الممارس أن يسأل العميل هل ما يشعر به الآن هو نتيجة وانعكاس لم يتوقعه منه الآخرون؟ وهل حياته مرتبطة بما يمليه عليه الآخرون من إجابات؟ وهل لديه خوف من أن الخروج عن آراء وتوقعات الآخرين فيه تهديد لهويته الشخصية؟. عندما يتخلص العميل من هذا الخوف ويدرك أن لديه الشجاعة والطرق الكفيلة بتأكيد ذاته وتحديد هويته يستطيع أن يتوافق مع ذاته.
 
4- البحث عن المعنى:-
يشير الكثير من المنظرين للعلاج الوجودي إلى أن هناك مجموعة من الأسئلة الحائرة لدى الأفراد عندما يلجأون إلى العلاج مثل: لماذا أنا أذهب للعلاج؟ ماذا أريد من الحياة؟ ما الذي يعطى حياتي معنى؟ وكيف أصل إلى هذا المعنى؟
وفي مقابل هذه الأسئلة يواجه المعالج العميل بأسئلة مثل: هل تحب الطريقة التي تحيا بها؟ هل أنت مسرور بما حققته في حياتك؟ إذا كنت تشعر بالغموض حول الطريقة التي تحيا بها أو ما تحقق لك ماذا تريد أن تفعل لتحصل على الوضوح في ذلك؟.
يرى أنصار هذا الأسلوب العلاجي أن المشكلة تكمن في أن الناس يحاولون التخلص من القيم القديمة دون الوصول إلى قيم أخرى بديلة تحل محلها. وعلى هذا تكون العملية العلاجية مرتكزة على مساعدة العميل في الوصول إلى نظام قيمي يعتمد على طريقة الحياة التي يعيشها الفرد.
ويرى (Corey, 1996) أن العملية الأهم في وصول الإنسان إلى ذلك النظام القيمي تعتمد على الوصول إلى المعاني الإيجابية والبعد عن اللامعنى من الحياة. ويضيف أن انعدام المعنى يقود إلى الشعور بالفراغ الفكري والروحي.
ونتيجة لذلك ورغبة في التخلص من اللامعنى على الممارس أن يساعد العميل على إيجاد المعاني من الحياة. ولكن ليس معنى ذلك أن يملي على العميل المعنى المرغوب ولكن يرشده إلى أن بإمكانه اكتشاف ذلك (Frankl, 1978).
 
5- القلق في الحياة:-
يميز المعالجون بالأسلوب الوجودي بين القلق العادي والقلق النفسي ويتفقون على أن القلق عنصر أساسي لنمو الشخصية. فالقلق العادي هو استجابة ملائمة لموقف يواجهه الإنسان ويجب أن يظهر ويستخدم كدافع للتغيير. بينما القلق النفسي هو قلق خارج عن الإرادة الإنسانية ويصاحبه الكثير من الأعراض الجسمية ذات التأثير السلبي على الإنسان. وعلى هذا يرى May & Yalom (1995) أن الحياة لا يمكن لها أن تستمر من غير الشعور بالقلق.
ويؤكد May (1981) أن العملاء عندما يأتون إلى العلاج يبحثون عن حلول تساعدهم في التخلص من القلق. وبالرغم من أن العملاء يحاولون الوصول إلى حلول لوقف القلق إلا أنهم يحاولون ذلك من خلال تقييد الخيارات وتقليص الحرية في حياتهم. وعلى هذا فهم يلجأون إلى التخلص من القلق بحلول وقتية ما تلبث أن تنتهي فيواجهون مواقف أشد صعوبة.
ويرى (May, 1981) أن الحرية والقلق وجهان لعملة واحدة، فالقلق يرتبط بالمتعة المصاحبة بميلاد فكرة جديدة. وبالتالي يمر الإنسان بالقلق عندما يستخدم حريته للانتقال من المعلوم إلى اللامعلوم. وكلما ابتعد الإنسان عن ممارسة حديثه كلما اختفى القلق مؤقتا من حياته.
ومما تقدم يتضح أن العلاج الوجودي يحاول حل الصراع بين الثنائيات المتناقضة: الحياة والموت، والنجاح والفشل، الحرية والاحتياج، اليقين والشك من خلال الوصول إلى حرية التفكير الواعي والقلق المصاحب لذلك (Deurzen-Smith, 1991). ولذلك فإن العلاج الوجودي ليس أسلوبا لجعل الحياة سهلة كما يشير لذلك Deurzen-Smith ولكن لتشجيع العملاء على الإدراك والتعامل مع مصادر عدم الأمان والقلق. وبالتالي فكلما كان القلق منخفضا لدي العميل كلما كان التغيير محدوداً في حياته.
 
6- إدراك مفهوم الموت:-
يرى الممارسون والمنظرون لهذا الأسلوب العلاجي أن الموت ليس مفهوماً سلبياً في حياتنا بل هو مفهوم إيجابي يعطى للحياة معنى وأهمية. وعلى ذلك فقيمة الحياة تكمن في المقدرة على إدراك أن الموت أمر حتمي وأن المستقبل حقيقة يجب التعامل معها.
ويرى (Yalom, 1980) أن محاولة الإنسان لتجاهل فكرة الموت وما تتضمنه من معاني تجعل من الحياة عديمة المعنى والفائدة. وعلى الإنسان أن ينظر لمفهوم الموت على أنه قيمة تعزز الحياة وتتطلع للمستقبل وتساعد على عملية التغيير. والإدراك للمفهوم لا يعني التواكل والركون بقدر ما يعني الحافز لاستثمار الوقت واستغلال القدرات والمصادر المتاحة للتغيير.
 
الأهداف العلاجية:-
يسعى هذا الأسلوب العلاجي إلى تحقيق الأهداف التالية:-
1- مساعدة العملاء على إدراك أهمية الحرية في حياتهم وما تمثله من مصادر للقوة في اتخاذ القرارات الحاسمة وحرية التعبير عن الذات.
2- مساعدة العملاء على التخلص مما يعوق تمتعهم بالحرية ويقف في طريق الوصول إلى الاختيار من بين البدائل المتاحة أمامهم.
3- العمل مع العملاء على مواجهة القلق الناتج عن الحرية من خلال إدراك أن القلق وسيلة يمكن استخدامها في الوصول إلى التغيير المرغوب.
4- مساعدة العملاء على إدراك أن التغيير المرغوب ليس خارجيا بل يجب أن ينشأ من داخلهم. والعلاج ليس إلا عاملاً مساعداً لهم في الوصول إليه.
5- مساعدة العملاء على إعادة صياغة المعاني من الحياة ومما يشعرون به ويفكرون فيه.
 
دور الأخصائي الاجتماعي:-
إن الدور الرئيسي للأخصائي الاجتماعي الممارس بالعلاج الوجودي هو في فهم العالم الذاتي للعميل من أجل مساعدته على الوصول إلى فهم جديد وخيارات جديدة.
ومن هنا كان التركيز على الموقف الحالي للعميل أي على الحاضر وليس على الماضي (May & Yalom, 1995). لأن التركيز على الماضي والاستغراق في ذلك لا يقدم للعميل الفهم الواعي حول الموقف الإشكالي بينما الحاضر بكل أحداثه هو نقطة الانطلاق نحو تصور أوضح يساعد على استخلاص المعاني.
وبالإضافة إلى ذلك فإن دور الأخصائي الاجتماعي يتمثل في مساعدة العميل على إدراك الحرية المسؤولة وكيفية استخدامها للوصول إلى إجابات مقنعة حول الحياة، وتحديد الهوية الشخصية وطبيعة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.
أيضاً، يسعى الأخصائي إلى تعليم العميل كيف يحقق التوازن بين تحقيق الذات وإيجاد الهوية وبين الارتباط بالآخرين وما يمليه هذا الارتباط من تأثيرات على معالم شخصيته.
والأخصائي الاجتماعي في سعيه إلى لعب الأدوار المشار إليها يقوم بمواجهة العميل حول المعوقات التي تعوق تكيفهم والتي في الغالب تنشأ من العميل نفسه من خلال الطريقة التي يتبعها في محاولاته للتغلب على المواقف الإشكالية.
ودور المواجه يتطلب من الأخصائي الاجتماعي مهارات مهنية لأن المواجهة عملية قاسية على العملاء يحاولون التهرب منها. وما لم يكن الأخصائي الاجتماعي قادراً على التدرج في عملية المواجهة سيكون العلاج عامل طرد للعميل وقد يصل إلى نهايته قبل أن يتحقق الأهداف العلاجية.
وعلى هذا فإقامة العلاقة المهنية مع العملاء تعتبر حجر الزاوية في العلاج الوجودي. حيث أن العملاء يحتاجون في بداية العلاج إلى بناء الثقة في الأخصائي الاجتماعي وفي المؤسسة التي تقدم المساعدة من خلالها.
ولأن العلاج الوجودي يرتكز على البحث في أعماق عالم العميل فكرياً وعاطفياً فإن العلاقة المهنية يجب أن تكون قوية بدرجة تسمح للعميل بتقبل المواجهة وما تتضمنه من نقد صريح لأفكاره ومشاعره.

الأساليب العلاجية:-
العلاج الوجودي ليس كغيره من الأساليب العلاجية من حيث صياغة أساليب علاجية تكون مرتبطة به وتوجه عملية تقديم المساعدة للعملاء. فهو أسلوب علاجي يعتمد على أطر فلسفية ومفاهيم نظرية ترتبط بوجود الطبيعة الإنسانية والاستغراق في الوصول إلى جملة المعاني التي تفرزها عملية التفكير الواعي في الأحداث التي يتعرض لها الإنسان.
ومن هذا المنطلق فالممارسين لهذا الأسلوب العلاجي يعتمدون في طريقة العلاج عل جملة من الأساليب العلاجية المرتبطة بالنماذج العلاجية الأخرى كالعلاج المعرفي والعلاج المتمركز حول العميل.
ومع ذلك نجد أن هناك من أنصار هذا الأسلوب العلاج مثل (Van Deurzen-Smith, 1990) من يرى أهمية الأساليب العلاجية وضرورة أن يكون للممارس استراتيجية مهنية في التعامل مع الحالات. ومن الأساليب العلاجية التي يرى أنها مهمة في الممارسة المهنية ما يلي:-
1- التفكير الذاتي:
ويقصد به مقدرة كل من الأخصائي الاجتماعي والعميل على التفكير العميق والاستغراق في طبيعة المشكلة التي يواجهها العميل من خلال الوصول إلى المعاني واستخدام الحرية الفكرية في تقرير المصير والاختيار من بين البدائل. وقد أشار (Baldwin, 1987) إلى هذه العملية بمسمى "استخدام الذات". وأضاف أن على الأخصائي الاجتماعي أن يستخدم ذاته المهنية وخبراته في مساعدة العميل وتعليمه أسس التفكير الواعي في أبعاد الموقف الإشكالي الذي يواجهه.
ومما يشار إليه أن الممارسين للأسلوب الوجودي في العلاج يرون أن أفضل ما يقدمه العلاج هو تلك المرحلة أو الحالة التي يتم فيها التقاء التفكير الذاتي العميق لكل من العميل والأخصائي الاجتماعي.
2- المواجهة:
ويقصد بها قدرة الأخصائي الاجتماعي على مواجهة العميل من خلال استثارة تفكيره في الطرق التي يستخدمها للوصول إلى تفسير وتحليل للموقف الإشكالي الذي يواجهه. ويحاول الأخصائي الاجتماعي أن يجعل العميل يسأل ذاته حول ماهية وجود مشكلاته. كما يحفزه على اختيار مشاعره وقيمه وأفكاره وتأثير الآخرين فيها ودرجة تأثير ذلك كله في الموقف الإشكالي الذي يعانيه. وهو بذلك يحاول أن يجعل العميل يفكر في دور الآخرين في الأفعال التي تصدر عن العميل.
ثم يحاول الأخصائي الاجتماعي مع تقدم عملية المساعدة أن يجعل العميل يختبر مصداقية الإطار القيمي في حياته والذي يطلق عليه "الاكتشاف الذاتي" (Corey, 1996) في محاولة لمساعدة العميل على زيادة الاستبصار وإعادة بناء الإطار القيمي.
وعموماً فإن الأساليب العلاجية للعلاج الوجودي يتمحور حول مساعدة العميل على وضع نتائج التفكير الذاتي موضع التنفيذ من خلال تحديد الهوية الشخصية وتنمية الحرية الشخصية.
 
تقييم العلاج الوجودي:-
لعل النقد الأكبر الذي يوجه إلى العلاج الوجودي هو افتقاره إلى القواعد المنهجية في صياغة المفاهيم التي يرتكز عليها. فهو يعتمد على أطر فلسفية من الصعوبة إخضاعها للتجريب العلمي.
فمفاهيم مثل الحرية وتحديد الهوية الشخصية والمصداقية لا يتم تناولها بطرق إجرائية يمكن قياسها بل تظل أطراً فلسفية تعتمد على اللغة الغامضة والصياغة التي تحتمل أكثر من تفسير.
أيضاً يقوم العلاج الوجودي على فرضية حق تقرير المصير وحرية العملاء في الاختيار من بين البدائل وقدرة العملاء على التفكير الذاتي الواعي وهذه المعطيات من الصعب تعميمها على كل العملاء إيماناً بالفروق الفردية التي يتمايز الأفراد من خلالها. إن الاستبصار الفلسفي يعتمد على قدرات عقلية واستعدادات ذهنية في الوصول إلى المعاني ومن الصعب أن يوجد ذلك في كل العملاء الذين يتم التعامل معهم.
ومما يوجه للعلاج الوجودي من نقد ما يتطلبه العلاج من قدرات مهنية يجب أن يكتسبها الممارس. فالعلاج يرتكز على مقدرة الأخصائي الاجتماعي على فهم العالم الذاتي للعميل ثم مساعدته على التفكير الذاتي وهذا الأمر قد لا يتحقق في الكثير من الممارسين. فضلا عن أن هذه العملية تستنزف الجهد والوقت والكثير من القدرات المادية والبشرية. وفي ظل التزايد المضطرد للمشكلات الإنسانية ومحدودية الموارد المادية والبشرية في مواجهة ذلك يصبح هذا النوع من العلاج غير ملائم بالقدر الذي يتوافق مع معطيات الحياة الإنسانية المتسمة بالسرعة.
ومع ذلك لا يمكن أن يغفل الجانب الإيجابي لهذا العلاج في مقدرته على التعامل مع المواقف الإنسانية والعملاء الذين لديهم قدرات عقلية واستعدادات شخصية وهذا ما أكده كل من (R.D. Laing, 1967) و (Van Deurzen, 1992) في تجريب هذا الأسلوب العلاجي على الكثير من العملاء في المؤسسات الاجتماعية.
 
 
 
مراجع
Baldwin, D. C. (1987). Some Philosophical and Psychological Contributions to the Use of Self in Therapy. In M. Baldwin & V. Satir (Eds.), The Use of Self in Therapy. New York, Haworth Press.
Bugental, J. F. (1987). The Art of the Psychotherapist. Norton, New York.
Corey, G. (1996). Theory and Practice of Counseling and Psychotherapy. Brooks / Cole Publishing Company, New York.
Deurzen-Smith, E. V. (1990). Existential Therapy. Sage, London.
Deurzen-Smith, E. V. (1991). Ontological Insecurity Revisited. Journal of the Society for Existential Analysis, 2, 38-48.
Deurzen-Smith, E. V. (1992). Dialogue as Therapy. Journal of the Society for Existential Analysis, 3, 15-23.
Fischer, C. & Fischer, W. (1983). Phenomenological-Existential Psychotherapy. In M Hensey et al (Eds.). The Clinical Psychology Handbook: Vol. 2. Pergamon Press, New York.
Frankl, V. (1963). Man's Search for Meaning. Beacon, Boston.
Frankl, V. (1978). The Unheard Cry for Meaning. Simon & Schuster, New York.
Laing, R. D. (1967). The Politics of Experience. Ballantine, New York.
May, R. (1958). The Origins and Significance of the Existential Movement in Psychology. In R. May et al (Eds.). Existence: A new Dimension in Psychiatry and Psychology. Basic Books, New York.
May, R. (1975). The Courage to create. Norton, New York.
May, R. (1981). Freedom and Destiny. Norton, New York.
May, R. & Yalom, I. (1995). Existential Psychotherapy. In R. Corsini & D. wedding (Eds.), Current Psychotherapies. Pea*****, Itasca.
Sartre, J. (1971). Being and Nothingness. Bantam Books, New York.
Tillich, P. (1952). The Courage to be. Yale University Press, New Haven.
Yalom, I. (1980). Existential Psychotherapy. Basic Books, New York.

المصدر - مجلة العلوم الإجتماعية
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة