|
108738446 زائر
من 1 محرم 1425
هـ
|
|
|
>> مقالات نفسية وسلوكية
<< |
العناد ... شدّ حبل بين فريقين |
الكاتب : لبنى الجادري |
القراء :
1995 |
العناد ... شدّ حبل بين فريقين لبنى الجادري العناد هو أحدى الأضطرابات السلوكية التي يعاني منها الأطفال والوالدين على حد سواء ، وهي مشكلة تربوية أجتماعية ، تتفاقم مخاطرها في المستقبل لتصبح أتجاها لدى الفرد يؤثر على سير حياته العادية . تبدأ ظاهرة العناد عند الأطفال عندما يبلغون الأشهر الستة الأولى ، فنجدهم يمتنعون عن تناول الطعام الخاص بهم ، ويفضلون نوعا واحدا من الطعام عادة ، ثم حين يكبرون في العمر ، تتسع دائرة العناد ،بأتساع الأفق البيئي لهم ، فنجدهم يعاندون في الذهاب الى النوم في الوقت المحدد لهم مثلا ... ويعاندون في الذهاب لمدارسهم ، وعندما تمتد المشكلة ، يعاندون والدتهم في تمسكهم بألفاظ معينة قد تثير الغضب لدى الكبار . أسباب العناد عند الأطفال قد نرى أن العناد مسألة طبع ... والبعض يعتقد أنها عادة موروثة ، إلا أن الغالبية لا تدرك أنها مسألة تطبّع يتبناه الفرد حيثما أتته الفرصة . فالطفل يتمسك بالألفاظ والتصرفات المغيضة لوالديه ، لأسباب ، أولا : محاولة جذب أنتباه الوالدين إليه ، إذ قد يشعر الطفل بأبتعاد والديه عنه ، نتيجة الأنشغال الدائم في العمل .. أو الدراسة ،... ألخ ثانيا : توجيه الكلمات البذيئة والتصرفات الأنفعالية ، كحالة من رد الغضب على سلوك الوالدين تجاهه ، فالطفل الذي يعنف أمام الآخرين مثلا ، وترد الى مسامعه بعض كلمات الغضب الحادة من والديه ، وهي تنهال عليه ، يبدأ عملية أقتناء بعض المفردات الحادة ويخزنها في ذاكرته ، لأستعمالها في مواقف أخرى يحرج بها والديه . ثالثا : وجود أكثر من طفل في الأسرة ، وعملية تفضيل الوالدين لأحد الأطفال وإبرازه على الآخرين ، يترك فراغا في نفس الطفل ، يدفعه الى أستخدام أكثر من طريقة لجذب أنتباه والديه ومنها ، .. معارضتهم وإبداء تذمره من ما حوله ، بغية تحويل أهتمامهم إليه . رابعا : الطفل الذي يتعرض الى العقوبة المستمرة ، يكون أكثر عنادا من بقية الأطفال الآخرين ، إذ أن أستخدام العقاب الحاد ، يجعل من الطفل مدركا الى أنه من الممكن تحمل هذا العقاب ، وبالتالي لا ينفع في تعديل سلوكه . خامسا : النقد الهدام الذي يستخدمه الوالدين بطريقة غير مباشرة وخاصة عندما تحدث مقارنات مع الأطفال الآخرين أو مع أخوته ، يجعله ذلك أكثر تمسكا بعناده ، وقد يتمسك بالأشياء والأفكار والتصرفات الخاطئة ، رغم معرفته السابقة بخطأ هذه الأعمال ، إلا أنه يجعلها جزأ من شخصيته ، لكي يتميز على أقرانه ، والهدف الأخير منها ، معاقبة والديه ومحاولة إيصال ما يزعجه لهم .
كيف نتخطى عناد أطفالنا ؟ إذا أردنا أن نعالج عناد أطفالنا ، علينا أن نتعرف عليهم ونوليهم بعض توجيهاتنا من خلال : 1- إعطاء الأهتمام الكافي لرعاية الأبناء ، خاصة الوالدان اللذان يعملان لفترة طويلة من النهار . 2- التعرف على أهتمامات أولادنا ، ومنحهم الشعور بمحبتنا وأهتمامنا لم يريدونه . 3- إستخدام الحوار المتبادل المبني على الثقة بين الوالدين والأبناء ، وإن كانوا أطفالا . 4- تلبية ما يريده الطفل إن كان ممكنا ، وإعطائه فسحة من الأمن العاطفي الذي يبحث عنه . 5- ترك المجال أمام الطفل للتجربة مستغلين دافع الأستكشاف لديه والتعرف ، بغية أكتسابه الخبرات وأنتقاء أفضلها . الحوار المتمدن - العدد: 1891
|
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|
|