السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108618781 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  مقالات نفسية وسلوكية  <<

لا يكذب الأطفال ... ولكنهم يتخيلون

الكاتب : لبنى الجادري

القراء : 2041

لا يكذب الأطفال ... ولكنهم يتخيلون


لبنى الجادري
نلاحظ دائما أن في حديث الطفل ، الكثير من الكلام المغلوط أو المبالغ فيه ، ... وقد يجده البعض عيبا يعود على الطفل أو على طريقة تربيته بشكل خاطيء في جانب ما .
إن الكذب من العلامات الواضحة والطبيعية في سلوك الطفل وفي كلامه ، ويصدر عنه كنوع من أنواع الحماية التي يلجأ اليها حين يشعر أنه سيتعرض الى الأذى ، فهو وسيلة سهلة لتجنب الأذى والعقاب ، إلا أن هذه العادة السيئة تنمو إذا ما توفرت لها عوامل النمو المناسبة في سلوك الطفل ، ومنها :
(1) الخوف من العقاب / يلجأ الطفل الى الكذب ، فيقول ما يريده الكبار ، ويخفي الأمور التي قد تسبب غضبهم وسخطهم وأذيتهم له ، وبذلك يتبنى هذا الأسلوب لتفادي المواقف الصعبة وليجد منفذا سهلا لتحقيق رغباته الممنوعة وسترها بستار الكذب .
(2) التخيل / يمتلك بعض الأطفال قدرة واسعة على أضافة أحداث كثيرة لحدث بسيط ، قد يعتبره الكبار كذبا ، فحين نسأل الطفل عن حالته الصحية بعد توعك بسيط ،.. يروي لنا قصة مفادها ذهابه الى الطبيب وحقنه بالأبرة ، وقد يعطي أعراضا إضافية لم تحصل له ، وقد يهول في وقوع الحدث ، فنراه كذبا ، ويراه الطفل إبداعا وقدرة على التعبير وجذب الأنتباه .
(3) المساندة وتقديم العون / قد يرى الطفل من وجهة نظره ، أنه إذا ما أخفى الحقيقة عن الكبار ، نتيجة لخطأ قام به زميله أو أخاه ، فهو يراها مساندة ودعم ومساعدة لهذا الصديق أو الأخ ، .. بينما تنمو في داخله ( بشكل شبحي ) مادة سيئة ، قد يلجأ اليها بين الحين والآخر .

إن الكذب بمفهومه العام لدى الطفل ، أمر غير معترف به ، فهو لا يعرف ماذا يعني الكذب ، بقدر ما يستعمله تجنبا للمخاطر التي تجابهه في حياته اليومية .
والكذب عند الأطفال ، يعبر عن سعة في التخيل وصوغ الأحداث ، فالشخصيات التي قد يراها في أفلام الكارتون المفضلة ، يتقمصها ، أو البعض منها ، وقد يصوغ قصة ذات أحداث مترابطة لها بداية وخاتمة ، ولا تحمل في ثناياها سوى كلمات حقيقية بسيطة مزينة بكثير من الأحداث الأبداعية التي يضيفها لها .
وتلعب التنشئة الأسرية ، الدور الأعظم في توضيح المفاهيم الأجتماعية ومدى قبولها أو رفضها من وجهة نظر المجتمع الذي ننتمي اليه بالنسبة للطفل ، فبعض الوالدين يعلمون الأطفال الكذب ، دون قصد مسبق ، من خلال محاولتهم تجنب محادثة صديق على الهاتف مثلا ، فيطلب الأب من ولده الرد ، بعدم تواجد الأب في المنزل ! ، والحقيقة هي عكس ذلك ، أو قد يتجنب الطفل عقاب المدرسة ، فيدعي المرض ، .. وقد يجد الكثير من الأعذار التي توفرها بيئته الأسرية ، كأرض خصبة يقطف منها ما يريد من الأعذار ويقدمها على طبق من الكذب .

وقد يلعب الجانب النفسي دورا مهما في تكوين قواعد الكذب ، فالطفل الذي يخاف الظلام مثلا ، ولا يريد أن يظهر خوفه من الظلام ، تجنبا لسخرية الآخرين أو الأستهانة بخوفه ، فيلجأ الى أعطاء الكثير من المبررات ( الكاذبة ) المقنعة ، كي يتفادى وجوده في غرفة مظلمة ، أو النوم لوحده ليلا ، ... الخ .
وفي بعض الأحيان ، حينما يتقن الطفل مهارة الكذب ، من خلال ترتيب أحداث معينة يبتدعها من خياله ، ويشجعها الكبار من خلال الضحك والمرح الذي قد يجلبه هذا التصرف الطفولي ، فيتحول من كذب لمجرد المتعة الى كذب يدفع صاحبه الى إيذاء الآخرين بأتهامهم بتصرفات قد لا تنسب اليهم فيجدها متعة لفائدة سلبية بقصد إيذاء الآخرين ، وقد ينقل كلاما وأحداثا خالية عن الصحة ، بهدف تحقيق مآرب شخصية أو تحقيق غاية معينة ، أو لتعويض نقص قد حصل لديه ، .. فالطفل الذي لا يؤدي فروضه المدرسية بشكل جيد ، ويرى زميله ناجح في دراسته ، فأنه يغويه ويحبب فيه بعض ما يرغبه ذلك الزميل ، فيلهيه عن واجباته بقصد الأيذاء وتحويله الى تلميذ كسول مثله ، وقد يصبح الطفل أداة لأيذاء الآخرين بشكل غير مباشر ، حين يكذب على والدته ، فيتهم أخاه ، بأنه قد كسر القدح ، بينما تعمد هو كسره ، وأتهام أخاه ، كي يتعرض للعقوبة ، وبذلك يصبح أداة للعقوبة الغير مباشرة .

إن ما يجب أن نفرق بينه ، هو الكذب لمجرد الكذب وإحداث إيذاء للآخرين ،.. والكذب ( الأبداعي والتخيلي ) الذي يتصف به الطفل في طفولته المبكرة ، فهذا الأخير هو حالة من الأبداع ، ويعتمد على ما يلي :
( أ ) - ذكاء الطفل / إن الأطفال الأذكياء ، هم الذين يصوغون أحداثا أضافية للأحداث التي وقعت فعلا ، أكثر من أقرانهم الأقل ذكاءاً ، فيصبحون قادرين على التلون في الحديث ، ونرى فيهم قدرات على حل المشكلات الفرضية التي يضعونها ويجدون حلا ً لها بأنفسهم .
( ب ) - المثيرات الحسية / تعمل المثيرات الحسية ( والتي تشمل كل ما يراه الطفل ويسمع عنه ويلمسه ) وكل ما يتعلق بالحواس الى أضافة خبرات جديدة الى خبراته ، يستفيد منها في أضافة العناصر المهمة لصوغ كلامه ،.. وخلق مواقف جديدة فيها الكثير من التخيل للحوادث والشخوص .
( ج ) - الأحتكاك مع الآخرين / إن أتساع دائرة أتصال الطفل مع أفراد المجتمع الذي ينتمي اليه ، يجعله عرضة للتعرف على السيء والجيد من سلوك الآخرين ، فينتقي ما يجده مناسبا من سلوكهم مع الموقف الذي يتواجد فيه ، فيستعمل الكذب للتخلص من مأزق ما ،.. أو تكليف ما .
ويمكن القول ، أن الكذب ، سلاح ذو حدين ،.. يجب على الوالدين الحذر منه والعمل على أعطاء النصح والتوجيه المستمرين للأطفال وتقييم سلوكهم وعدم السكوت على كذب الأبناء ، وإن كان بسيطا ، ومحاولة تفهم كذبهم وتدريبهم على قول الحقيقة التي فيها النجاة الأكيدة .
 
الحوار المتمدن - العدد: 1917
 
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة