السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108740838 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  مقالات نفسية وسلوكية  <<

فنيات العلاج المعرفي السلوكي

الكاتب : الدكتورة / ابتسام عبد الله الزعبي

القراء : 109561

فنيات العلاج المعرفي السلوكي

 
الدكتورة / ابتسام عبد الله الزعبي
 
العلاج المعرفي السلوكي هو أحد الأساليب العلاجية الحديثة التي تهتم بصفة أساسية بالمدخل المعرفي للاضطرابات النفسية ويهدف هذا الأسلوب إلى إزالة الألم النفسي وما يشعر به الفرد من ضيق وكرب وذلك من خلال التعرف على المفاهيم والإشارات الذاتية الخاطئة وتحديدها والعمل على تصحيحها ومن ثم تعديلها.
ويتوقف تحقيق هذا الهدف على وجود علاقة علاجية دافئة بين المعالج والمريض، الذي يجب أن يتصف بالقبول والتقبل والود والدفء والتعاون والمشاركة الوجدانية، وأن يقوم المعالج بتدريب المريض وتعليمه كيفية التعرف على المشكلات وحلها، وعلى مكوناتها الأساسية وأسبابها وعلاقتها بالاضطراب . (عبد الله ، 2000: 67-69)
وهناك العديد من الأساليب العلاجية التي تستخدم خلال الاتجاه المعرفي السلوكي منها:

1- فنية تحديد الأفكار التلقائية والعمل على تصحيحها:
The Technique of  Detain Identifying Automatic Ideas and Correcting Them 
يقصد بالأفكار التلقائية، تلك الأفكار التي تسبق مباشرة أي انفعال غير سار، وهذه الأفكار تأتي بسرعة كبيرة وبصورة تلقائية، وأحياناً دون أن يلاحظها الشخص، وهي أفكار غير معقولة، وهي السبب في الانفعال غير الصحيح لحدث معين، والأفكار التلقائية هذه تكون دائماً ذات صفة سلبية لحدث أو حالة معينة، وبالتالي تؤدي إلى توقع نتيجة غير سارة في النهاية. وتهدف هذه الفنية إلى محاولة التعرف على تلك الأفكار ومن ثم تبديلها بأفكار إيجابية تؤدي إلى نهاية حسنة، ولذلك يطلب من المريض أن يسجل الواجبات اليومية على ورقة، ويُدون فيها كل الأفكار التلقائية التي مرت بذهنه في كل يوم يمر به، وتعتبر هذه الواجبات اليومية جزء من العلاج. (الجلبي، اليحيى ، 1996: 271)
ويرى" بيك "(2000: 189) أن الشخص قد يكون غير مدرك تماما للأفكار التلقائية التي تؤثر كثيراً على أسلوب المريض وشعوره ومدى استمتاعه بخبراته، غير أنه يستطيع بشيء من التدريب أن يزيد إدراكه لهذه الأفكار ويتعرف عليها بدرجة عالية من التناسق، وفي هذه الفنية يطلب المعالج من المريض أن يركز على تلك الأفكار والصور التي تسبب له ضيقاً لا مبرر له، أو تدفعه إلى سلوك سلبي انهزامي.
ويشير المحارب (2000: 109-110)إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض المرضى يجد صعوبة في التعرف على هذه الأفكار، فقد يتعود المريض على استخدام هذه الأفكار بصورة آلية ويعتقد أنها أفكاراً معقولة مما يجعله لا يهتم بها. ونظراً لأن الأفكار المرتبطة بالخطر تؤدي إلى القلق، يحاول بعض المرضى تفاديها بطريقة ظاهرة أو باطنة. وقد يحاول المريض عندما يعي صورة أو فكرة مرتبطة بمأساة متوقعة كبت هذه الصورة، أو التخلص منها بسرعة عن طريق إشغال نفسه أو الابتعاد عن الموقف، وهذا يجعل تذكر الصورة أو الفكرة بوضوح أمراً صعباً . وفي مثل هذه الحالات من الأفضل أن يصر المعالج بلطف على طرح الأسئلة، كي تستثار الأفكار المفيدة التي يستطع المعالج استخدامها للتعرف على دقة الخيالات أو الأفكار التي ذكرها المريض.
 
وهناك العديد من الفنيات التي تساعد المرضى على تحديد أفكارهم التلقائية السلبية. ومن أشهر هذه الفنيات:
1-  طريقة مناقشة أحداث الخبرات الانفعالية:
Discussion of the Events of Emotive Experiences
في هذه الطريقة يطلب من المريض تذكر آخر حادث أو موقف من الحوادث أو المواقف المرتبطة بالموضوع الانفعالي لديه؛ على أن يكون من الحوادث أو المواقف التي يتذكرها جيداً؛ بحيث يصف المريض الحادثة بشيء من التفصيل، ويحاول المعالج جعل المريض يتذكر الأفكار المرتبطة بظهور واستمرار رد الفعل الانفعالي باستخدام أسئلة مثل (ما هو أسواً ما توقعت حدوثه عندما كنت قلقاً جداً ؟ ) ما الذي خطر في ذهنك آنذاك ؟ هل تخيلت شيئاً ما في تلك اللحظة ؟
 2- استخدام التخيل لإعادة الخبرة الانفعالية:
Using Imagery to Get Back the Emotive Experience
عندما لا يستطيع المعالج استخدام الأسئلة البسيطة المباشرة لإثارة الأفكار التلقائية، فمن الممكن أن يطلب المعالج من المريض تخيل الموقف أو تمثيله، وفي حالة كون الموقف عبارة عن تفاعل مع الآخرين فبالإمكان الاستعانة بعدد مناسب من الناس للعب الأدوار إلى  جانب المريض.  (المحارب، 2000: 110-192)
مما سبق ترى الباحثة أن هذه الفنية تفيد كلاً من المعالج والعميل، في التعرف على الأفكار  السلبية التي تؤدي إلى التوتر والاضطراب، ومن ثم تبديلها بأفكار إيجابية تؤدي إلى نهاية حسنة، وذلك من خلال الواجبات اليومية التي تُعتبر بدورها جزء من العلاج، ومن ثمّ تفيد المعالج في اختيار الأسلوب المناسب للتعامل معها.
 
2- فنية المراقبة الذاتية: The Technique of Self Monitoring               
يُقصد بالمراقبة الذاتية في العلاج المعرفي السلوكي، قيام المريض بملاحظة وتسجيل ما يقوم به في مفكرة، أو نماذج معدة مسبقاً من المعالج وفقاً لطبيعة مشكلة المريض. ويحرص المعالج على البدء في استخدام المراقبة الذاتية بأسرع وقت ممكن، خلال عملية التقويم لكي يتمكن من التعرف على مشكلة المريض بشكل يسمح له بإعداد صياغة مشكلة المريض والاستمرار في استخدامها؛ لمتابعة العملية العلاجية، وبالإضافة إلى ذلك فالمراقبة الذاتية تؤدي في الغالب إلى انخفاض معدل تكرار السلوكيات غير المرغوب فيها لدى المريض، وتقدم أدلة تحد من ميل المريض إلى تذكر فشله بدلاً من تذكر نجاحاته.(المحارب، 2000: 118)
ويطلب المعالج من المريض تعبئة هذه الاستمارة بتسجيل وقت ومصدر المواقف التي تسبب القلق والخوف، والأعراض الجسدية والأفكار التي صاحبته. ومن الممكن أيضاً أن يقوم بتقييم قلقه بمقياس من ( صفر - 100) ليصف كيف يواجه الموقف، ونضع هذه المعلومات أساساً لتسجيل مدى تكرار نوبات التوتر أو أي أعراض جسدية أخرى، ويساعد المعالج على معرفة مصادر ومظاهر القلق لدى المريض، كما تساعد مراقبة الذات المريض على رؤية متاعبه بشكل مختلف فتشجعه على المحاولة، وأن يكون موضوعياً مع نفسه مما يساعده على تحديد مشكلته بأسلوب سلوكي معرفي متعلم ، ومن ثم تستخدم المعلومات من قوائم مراقبة الذات في الجلسة التالية كأساس للنقاش. وتعد هذه الوسيلة وسيلة مقبولة تماماً، فتتزايد السلوكيات المرغوب فيها وتتناقص السلوكيات غير المقبولة عندما يتم مراقبتها.(عوض ، 2001: 114)
وفي البحث الحالي، استعانت الباحثة بسجل المراقبة الذاتي (ملحق رقم (6)) الذي أعطي لكل سجينة منذ الجلسة الأولى لتسجيل وقت ومصدر المواقف التي تسبب القلق والسلوك العدواني، وانخفاض الشعور بالمسئولية الاجتماعية، والأعراض الجسدية والأفكار التي تصاحبها ومناقشتها في بداية كل جلسة للوقوف على أسبابها وكيفية التخلص منها.
 
3- فنية المتصل المعرفي :   Cognitive Continuum Technique            
  وفي هذه الفنية يُطلب من المريض أن يُوضح كيف يرى نفسه مقارنة مع الآخرين، على سبيل المثال، يطلب من المريض الذي لديه الاعتقاد (أنا شخص عديم الفائدة ) أن يعرف المقصود بعديم الفائدة، ثم يطلب منه أن يشير أين سيكون بعض الناس الذين يعرفهم على معيار متدرج لهذه الصفة. يبدأ بصفر (عديم الفائدة تماماً ) و 100% (فعال جداً) . وهي فنية مفيدة لاستبدال الأفكار التلقائية وكذلك الاعتقادات الأساسية، وتفيد في التعامل مع التفكير الثنائي (كل شيء أو لا شيء).     (المحارب، 2000: 217)
                                                                       
4- فنية الجدل المباشر:    Direct Dialogue Technique  
وهذه الفنية إحدى الفنيات المعرفية، فرغم أن العلاج المعرفي يؤيد التوجيه نحو الاكتشاف الموجه أكثر من المواجهة المباشرة لأراء المريض، إلا أنه في بعض الأحيان لابد للمعالج من المواجهة المباشرة، ويظهر هذا الأسلوب عندما يكون للمريض شعور بالانتحار فبالتالي يجب على المعالج أن يعمل بسرعة وبشكل مباشر على مواجهة هذا الشعور باليأس، كما تكون المواجهة المباشرة نافعة في المواقف التي يتدخل المعالج فيها للعلاج بشكل سريع في الوقت الذي لا يكون للمريض فيه الرغبة أو المقدرة على المشاركة الفعالة في عملية العلاج، فالتنفيذ والنقاش الحاد يعتبر في جوهره من الأدوات الخطيرة ؛ وذلك لأنه من الصعب أن تقدم جدلاً مقنعاً دون أن تسبب للمريض نوعاً من الدونية والهزيمة والضيق، كما أنها بلا نقاش سوف تتحول ببساطة إلى نزاع معرفي. وبشكل عام فإن فكرة تأكيد المعلومات بأكبر قدر ممكن من التعاون أفضل من مجرد إرسال مبادئ منطقية مجردة أو فلسفية، ثم يتم بعد ذلك التحول إلى أسلوب التوجيه نحو الاكتشاف بمجرد أن يكون هذا ممكناً.(Freeman,D .et.al, 1993: 55)
 
5- فنية التعريض: Exposure Technique 
هو مكون رئيسي في العلاج المعرفي السلوكي وكذلك في العلاج السلوكي لاضطرابات القلق، فقد وجد الباحثون في هذا المجال، أن التعريض المستمر للمثيرات التي تسبب القلق ينتج عنه تشتت استجابة القلق لدى الفرد الذي يعاني من القلق. فالتعريض له عدة أشكال يتخذها منها: التعريض التخيلي، والتعريض المتدرج، والتعريض في الحي (الواقع)، وهذا النوع من التعريض يكون بدون تدرج ، ولابد من توفر شروط لهذا النوع من التعريض من أهمها موافقة المريض. كما يوجد أنواع أخرى من التعريض منها التعريض بمساعدة المعالج للموقف الذي يسبب القلق بطريقة مباشرة. (Thomas,H. .et.al, 1994: 422)
 ويعود الهدف من هذه الفنية إلى التأثير على الأعراض السلبية للقلق بإطفائها وذلك بمواجهة المثيرات من ناحية، ومواجهة سلوك التجنب الذي هو معزز للقلق من ناحية أخرى .  (سعفان ، 2003: 141-142)
 
6- فنية التخيل :Imagination Technique                                       
    تقوم هذه الفنية على افتراضين أساسين هما:
1- يُكتسب القلق وفق قوانين الاشتراط الكلاسيكي.
2- يُولِّد القلق السلوك التجنبي الذي يتعزز بدوره عن طريق تقليل مستوى القلق، حيث إن المثيرات التي تقترن بالألم أو الحرمان تُحدِث ردود فعل انفعالية سلبية، وهذه الانفعالات بدورها تؤدي إلى استجابات تجنبيه دفاعية تعزز الاستجابات الدفاعية التي تؤدي إلى إزالة أو إيقاف المثير الشرطي، الذي يبعث على الخوف أو القلق بنجاح . واعتماداً على ذلك، يُطلب في هذا الإجراء من العميل تخيل المواقف التي تبعث على الخوف لديه وذلك خلافاً لتقليل الحساسية التدريجي، الذي يشتمل على الانتقال بالعميل تدرجياً من الموقف الأقل إثارة إلى الموقف الأكثر إثارة؛ حيث يبدأ هذا الإجراء بالموقف الذي يبعث على الحد الأقصى من القلق، بل إن المعالج يهول الأمر، وذلك بهدف إبقاء العميل في حالة من القلق الشديد مدة طويلة .( الخطيب ، 1990: 360)
ولقد أشار "بيك Beck" إلى أن فنية التخيل تُستخدم في علاج اضطرابات القلق لتوضيح العلاقة بين التفكير والعواطف، فيطلب المعالج من العميل أن يتخيل مشهداً أو منظراً غير سار ويلاحظ استجاباته، فإذا أظهر العميل استجابات انفعالية وعاطفية سالبة عندئذ يبحث عن محتوى أفكاره. ثم يطلب المعالج من العميل أن يتخيل مشهداً ساراً ويصف مشاعره، كي يستطيع العميل أن يدرك التغيير في محتوى أفكاره التي أثرت في مشاعره، وبالتالي يمكن أن يغير مشاعره إذا غير أفكاره.( معوض ، 1996: 106)
مما سبق ترى الباحثة أن فنية التخيل تساعد العميل في تعلم وإدراك أن تغيير الأفكار(السلبية) التي تؤدي إلى مشاعر سلبية، يؤدي إلى تغيير هذه المشاعر نتيجة تغيير محتوى هذه الأفكار وإبدالها بأخرى إيجابية.
 
7- فنية الواجبات المنزلية:   Homework Technique
تلعب الواجبات المنزلية دوراً هاماً في كل العلاجات النفسية ولها دور خاص في زيادة فعالية العلاج المعرفي السلوكي؛ إذ إنها الفنية الوحيدة التي يبدأ ويختم بها المعالج المعرفي السلوكي كل جلسة علاجية ، وتساهم في تحديد درجة التعاون والألفة القائمة بين المعالج والعميل، وذلك يؤثر في طريقة أداء العميل في كل خطوات أو مهام البرنامج العلاجي، ويستطيع المعالج تقوية العلاقة العلاجية بتكليف العميل بعمل واجبات منزلية، ويقدم كل واجب منزلي على أنه تجربة مناسبة لاكتشاف بعض العوامل المعرفية المتعلقة بالمشكلة التي يواجهها حديثاً.
وتأخذ الواجبات المنزلية عدة أشكال فيطلب المعالج من المريض تسجيل الأفكار الآلية، والاتجاهات المختلة وظيفياً، أو إجراء تجربة سلوكية أو معرفية لها أهداف محددة ومتعلقة بمشكلته، ويجب أن يلاحظ المعالج أن للواجبات المنزلية دوراً هاماً في زيادة فعالية العلاج المعرفي السلوكي، وتكوين الألفة والتعاون بينه وبين المريض، إذا اهتم بإعطاء واجبات بسيطة ومركزة ومتصلة بمشكلة المريض،وتوضيح الأساس المنطقي لكل واجب منزلي، بالإضافة إلى توضيح كيفية إجرائها والاهتمام بمراجعتها في بداية كل جلسة.(معوض، 1996: 117-118)
مما سبق ترى الباحثة أن الواجبات المنزلية تستخدم  لتحسين إدراك الأفكار الآلية وعلاقتها بردود الفعل الانفعالية، كما أنها تساعد على تقدم العلاج المعرفي السلوكي سريعاً، وتعطي فرصة للعميل لممارسة مهارات ووجهات نظر جديدة ومنطقية؛ لمعرفة أفكاره المختلة واتجاهاته غير العقلانية ومحاولة تعديلها. كما أنها تُعتبر جزءاً متمماً لنتائج العلاج.
 
8- فنية صرف الانتباه:   Distraction Technique 
تُستخدم فنية صرف الانتباه في العلاج المعرفي السلوكي لأهداف محددة وقصيرة المدى، وذلك بأن يُطلب من العميل الذي يعاني من القلق، مثلاً القيام بسلوك يصرف انتباهه عن الأعراض التي يشعر بها، لأن التركيز على هذه الأعراض يجعلها تزداد سوءاً . ولكن لفنية صرف الانتباه بعض الجوانب السلبية التي قد تؤثر سلباً على سير العملية العلاجية على المدى البعيد، عندما يستخدمه العميل كأسلوب لتجنب الأعراض.
ويستطيع المعالج المعرفي السلوكي استخدام فنية صرف الانتباه في بداية العلاج؛ لكي يجعل العميل يُدرك أن باستطاعته التحكم في الأعراض التي يشكو منها، وهذه خطوة مهمة جداً في العلاج، وقد تستخدم هذه الفنية في مراحل متأخرة من العلاج للتعامل مع الأعراض، عندما يكون العميل في وضع لا يسمح له بتحدي الأفكار السلبية التلقائية، مثال ذلك: عندما تأتي العميل الأعراض وهو يتحدث مع شخص ما؛ ففي هذه الحالة بإمكان العميل طرد الأفكار السلبية من خلال الاقتراب أكثر من الشخص الذي يتحدث معه مما يُغطَّي المجال البصري للعميل ،أو التركيز على المحادثة نفسها بدلاً من الأفكار المتعلقة بتقويمه لنفسه. ومن الممكن استخدام أساليب صرف الانتباه لتوضيح النموذج المعرفي السلوكي للاضطرابات النفسية للعميل. فقد يطلب المعالج من العميل عندما يكون قلقاً خلال الجلسة أن يصف بصوت مسموع محتويات الغرفة، ومن ثم يستخدم الأسئلة ليوضح للعميل كيف أن تمرينات صرف النظر تخفف من القلق، مما يدلل على أن الأفكار تلعب دوراً كبيراً في ظهور الأعراض لديه.
 
وفيما يلي بعض الأساليب المستخدمة في صرف الانتباه:
 أ- التركيز على شيء معين: Focus on a Particular Object
        يُدرَّب العميل على التركيز على شيء ما ويصفه بالتفصيل لنفسه باستخدام الأسئلة التالية والإجابة عليها: (أين هو بالضبط ؟ ما حجمه ؟ ما لونه ؟ كم يوجد منه ؟ ما الفائدة منه .. الخ).
 ب- الوعي الحسي: Sensational Awareness
يُدرَّب العميل على ملاحظة البيئة المحيطة به ككل باستخدام النظر، السمع، الذوق ، اللمس، والشم مستعيناً بالأسئلة التالية: ( ما الذي تراه بالضبط إذا نظرت حولك ؟ ما الذي تستطيع سماعه داخل جسمك ؟ في الغرفة ؟ خارج الغرفة ؟ خارج المبنى ؟ ).
ج- التمرينات العقلية: Mental Exercises
يشتمل ذلك مثلاً على العد إلى الخلف من 100 بطرح 7 كل مرة ، التفكير في أسماء الحيوانات التي تبدأ بالحرف ( أ ) ثم بالحرف ( ب ) ... وهكذا . تذكر حادثة معينة بالتفصيل.
د- الذكريات والخيالات السارة: Pleasing Memories and Images
تذكر الحوادث السارة بأكبر قدر ممكن من الوضوح مثلاً ( رحلة سعيدة) أو التخيل (ما الذي سيفعله العميل لو كسب شيء غير متوقع).(المحارب، 2000: 208-211)
مما سبق ترى الباحثة أن فنية صرف الانتباه تفيد في خفض مستوى القلق والتوتر عند الفرد بعدة طرق من شأنها أن تصرف انتباه الفرد عن الأعراض التي يشعر بها نتيجة للأفكار التي تدور في ذهنه ،مما يؤدي به إلى تغيير محتوى تفكيره إلى أمور أخرى تجعله أكثر هدوءاً وأقل توتراً.
 
9- فنية ملء الفراغ:   Filling in the Blank Technique         
من الإجراءات الأساسية لمساعدة العميل على توضيح أفكاره التلقائية أن ندربه على ملاحظة سلسلة الأحداث الخارجية وردود أفعاله تجاهها. وقد يذكر العميل أحياناً عدد من المواقف التي أحس فيها بكدر وضيق لا مبرر له. ففي هذه الحالة تكون هناك دائماً فجوة ما بين المؤثر أو المثير والاستجابة الانفعالية. وقد يكون باستطاعة العميل أن يفهم سر كدره الانفعالي إذا أمكنه أن يتذكر ويسترجع الأفكار التي وقعت له خلال هذه الفجوة.(بيك، 2000: 192)
 
10- فنية الأسئلة السوقراطية والاكتشاف الموجه:
Socratic Question and Guided Discovery Technique
 
العلاج المعرفي السلوكي عملية تجريبية تعاونية، يشترك فيها المعالج والعميل في وضع أهداف العلاج، وجدول أعمال كل جلسة وجمع الأدلة المنظم لصالح أو ضد اعتقادات العميل، بطريقة تشبه الطريقة العلمية لفحص الفروض. ويتم فحص هذه الفروض باستخدام الأسئلة السوقراطية (نسبة إلى سقراط) من قبل المعالج، بدلاً من التحدي المباشر لأفكار العميل واعتقاداته، إلى جانب الفنيات المعرفية السلوكية الأخرى.
وفي الأسلوب الأول من أساليب هذه الفنية، يقدم المعالج وجهة النظر البديلة على العميل مباشرة؛ كأن يشير إلى عدم التناسق ووجود أخطاء في التفكير، ويسأل العميل عن مدى موافقته وفهمه لذلك. أما في الأسلوب الثاني فيكون الهدف من الأسئلة السوقراطية توجيه العميل إلى تفحص جوانب وضعه خارج نطاق الفحص والتدقيق، و مساعدته اكتشاف خيارات وحلول لم يأخذها بعين الاعتبار من قبل، وأخيراً تعويد العميل على التروي والتفكير وطرح الأسئلة (على نفسه)، في مقابل الاندفاع التلقائي وتمكينه بذلك من البدء في تقويم اعتقاداته وأفكاره المختلفة بموضوعية.(المحارب، 2000: 132)
وترى الباحثة أنه من خلال هذه الفنية يحصل المعالج على معلومات عن العميل وعن خبراته الفريدة، فهو الذي يستطيع شرح أفكاره، ومشاعره، وهذه المعلومات بدورها تفيد المعالج في تحديد الكيفية التي تستخدم بها القواعد العلاجية التي ينوي المعالج تطبيقها.

11- فنية وقف الأفكار:    Idea's Termination Technique
غالباً ما تكون الأفكار الخاطئة لها تأثير متزايد ، ونجد أن الفكرة الخاطئة ربما تستدعي فكرة أخرى، وإذا استمرت تلك العملية دون أن يتم إيقافها، قد نجد العميل غير قادر على الاستجابة لهذه الأفكار بشكل مؤثر، وذلك نتيجة لأن ظهور تلك الأفكار الخاطئة أسرع من قدرة العميل على إظهار استجابات تجاه تلك الأفكار.وعندما تكون هذه هي المشكلة نجد أن الحل هو أن يتعلم العميل كيفية وقف تدفق وتزايد هذه الأفكار كي يستطيع أن يتعامل معها بشكل أكثر فاعلية. وهذه العملية (وقف تدفق الأفكار الخاطئة) عملية بسيطة إلى حد ما، حيث إن العميل يقوم ببساطة بإيقاف هذا التيار من الأفكار بواسطة منبه مفاجئ سواءٌ أكان هذا المنبه حقيقي أم خيالي، ثم بعد ذلك يتحول إلى أفكار أخرى قبل أن يعود هذا التيار من الأفكار مرة أخرى، وذلك من خلال النصيحة التي يتم توجيهها للعميل بشكل متكرر وهي (لا تقلق بشأن ذلك) .     
وبسبب عدم قدرة العميل على استخدام هذه الفنية بسهولة، نجد أن الشرح البسيط لهذا الأسلوب غير مؤثر بشكل كافٍ ولا يتمتع بالمصداقية، حيث إن هذا الأسلوب يكون أكثر فاعليه عندما يتم عرضه على العميل بشكل مفصل. وبعد أن يجد العميل أن هذا الأسلوب له تأثير، يشعر في هذا الوقت بأنه يتمتع بالمصداقية وأنه يستطيع أن يتعلم استخدام منبه أكثر مرونة، مثل تخيل النداء بصوت عالٍ، قائلاً (توقف)، أو العض على قطعة قماش موضوعة حول معصم يده، ويكون استخدام أسلوب إيقاف الفكرة أسهل بكثير في بداية تواتر هذا الأفكار.(Freeman,D .et.al, 1993:63)
 
12- فنية اختبار الدليل:    Alternatives Choosing Technique
وهي من إحدى الفنيات الفعالة لمواجهة الأفكار الخاطئة، بحيث تدعم أو لا تدعم الفكرة بواسطة الحدث المتاح، حتى لو كانت هناك بعض التأويلات الأخرى التي تكون مناسبة بشكل أكثر لهذا الدليل.     
فالعملية لا تشمل فقط مجرد اختبار للدليل، ولكنها تضع في الاعتبار أيضاً مصدر تلك المعلومات ومدى صلاحية استخدام الآراء التي انتهى إليها العميل، بالإضافة إلى التفكير في ما إذا كان العميل قد أغفل  بعض المعلومات المتاحة. والكثير من العملاء يبدأ بإصدار الحكم النهائي مثل "أنا لست شخص جيد"، ثم بعد ذلك يختار الأحداث التي تدعم وجهة نظره والرأي الذي انتهي إليه.
وتذكر" زارب  Zarb "(21:1992) أن هذه الفنية تستخدم من أجل مساعدة العملاء على اكتشاف المنطق الخاطئ الكامن وراء تفسيراتهم ومعتقداتهم المشوهة، إذ يُطلب من العميل أن يقدم الدليل المؤيد أو المعارض لمعتقداته وتفسيراته للأحداث ، وأن يقوم بتسجيل الدليل المؤيد أو المعارض في العمود المخصص لذلك.   
ومما سبق ترى الباحثة أنه عن طريق اختبار الدليل من الممكن  تحديد ومواجهة الأفكار التي انتهى إليها العميل ومن ثمً العمل على تغييرها.
 
13- فنية الحوار الذاتي: Monologue Technique
ويكون الحوار الذاتي عن الأفكار الأساسية في النظرية المعرفية. فالإنسان يسلك بحسب ما يفكر، وفي ميدان ممارسة العلاج الذاتي ينصب جزء من دور المعالج على تدريب الأشخاص على تعديل مستوى أفكارهم، التي تثير القلق والاكتئاب وعدم الثقة. إن الحوار مع النفس عند أي نشاط معين من شأنه أن ينبه الفرد إلى تأثير أفكاره السلبية على سلوكه، وحديث المرء مع نفسه وما يحويه من انطباعات وتوقعات عن المواقف التي تواجهه، هو السبب في تفاعله المضطرب. ولهذا يعتمد المعالج المعرفي السلوكي على محاولة تحديد مضمون مثل هذا الحديث، والعمل على تعديله كخطوة أساسية في مساعدة الفرد على التغلب على اضطرابه، خاصة المواقف التي تستثير القلق والاكتئاب. (عوض، 2001: 112)
 
14- التعرف على أساليب التفكير الخاطئ غير الفعال:
Identifying Wrong and Non-effective Thinking Methods     
عند التفكير في حل مشكلة معينة أو فهمها، تحدث أخطاء في الفهم والتفسير مما يشوه صورة الواقع وبالتالي يثير الاضطرابات السلوكية. ومن التحريفات المعرفية التي تحدث ما يأتي:
1- المبالغة:
وتتمثل في الميل للمبالغة في إدراك الأشياء ، أو الخبرات الواقعية وإضفاء دلالات مبالغ فيها؛ كتصور الخطر والدمار فيها. ومن الثابت أن المبالغة في إدراك نتائج الأشياء يميز الأشخاص المصابين بالقلق، فتفكير الشخص في حالات القلق يتميز بالمبالغة في تفسير الموقف، مما يؤدي إلى إثارة مشاعر الخوف والتوتر، فهو يتوقع الشر لنفسه ولأسرته أو ممتلكاته ، أو يتوقع الخوف من فقدان مركزه أو وظيفته والأشخاص المهمين في حياته.
كما نجد أن التقليل من المخاطر الواقعية، قد تكون له أيضاً نتائج انفعالية سلوكية مماثلة؛ إذ يؤدي ذلك إلى الاندفاع وتكرار التجارب الفاشلة، كما قد يؤدي إلى تخفيض الدافع إلى مواصلة الجهد والإنجاز. (إبراهيم،1998: 307-312)
من هنا ترى الباحثة أن الفرد ينبغي أن يراعي التوسط في التعامل مع الأمور والمشكلات، فلا يبالغ في تفسير الموقف فيزيد من شعوره بالخوف، وفي المقابل لا يقلل من شأن أي موقف والمخاطر المترتب عليه فيصبح اندفاعياً غير مبالٍ بالفشل الذي قد يتعرض له.

2- التعميم الزائد:
في مجال علم النفس، من الثابت أن الميل للتعميم من الجزء إلى الكل، يعتبر من العوامل الحاسمة في كثير من الأمراض الاجتماعية، كالتعصب أو غيرها، فكثير من الخصائص السلبية ننسبها لجماعة معينة لكي نبرر تعصبنا نحوها قد يكون في الحقيقة تعميماً خاطئاً لخبرة سيئة مع فرد ينسب لهذه الجماعة. والتعميم أسلوب من التفكير يرتبط بالأنماط المرضية، وخاصة الاكتئاب والفصام، ويعتبر التعميم الخاطئ أيضاً من العوامل الحاسمة في اكتساب المخاوف المرضية. (إبراهيم،1998: 307-312)
من هنا ترى الباحثة أن المعالج المعرفي السلوكي ينبغي أن يقدر دور هذا العامل في المساهمة في اضطرابات البشر، لذا فعليه أن يؤكد باستمرار لعميله بأنه لا يوجد شيء أكيد تماماً، وإنما قد يكون مرجحاً بدرجة قليلة أو كثيرة.

3- المقياس الثنائي والتطرف:   
يميل بعض الأفراد لإدراك الأشياء إما بيضاء أو سوداء، جيدة أو سيئة، خبيثة أو طيبة، دون أن يدرك أن الشيء الواحد الذي قد يبدو في ظاهر الأمر سيئاً، قد تكون فيه أشياء إيجابية، أو يؤدي إلى نتائج إيجابية. وينظر العميل إلى الموقف وكأنه محصور في احتمالين فقط وليس على أساس أنه متصل يشتمل على درجات كثيرة بين طرفيه. (إبراهيم،1998: 307-312)
وترى الباحثة أنه يمكن الاستفادة هنا من فنية المتصل المعرفي، التي ورد ذكرها سابقاً، في تصحيح هذه الأفكار التلقائية السلبية من خلال استخدام معيار متدرج لصفة ما(صفر -100%)، سيجد من خلالها أن هناك أكثر من احتمالين لهذه الصفة كما كان يعتقد ويدرك سابقاً.

4- التجريد الانتقائي:   
وهو أسلوب خاطئ في التفكير؛ كأن يعزل الشخص خاصية معينة من سياقها العام ، ويؤكدها في سياق آخر.فمثلاً شخص يرفض التقدم لعمل جديد مناسب، ذلك لأنه سبق أن رُفِض في عمل سابق لأسباب لا علاقة لها بإمكانياته ومواهبه وبما يتطلبه العمل الجديد.
والتجريد الانتقائي من الأخطاء التي تشيع في أفكار المكتئبين، فقد تبين أن المكتئب يركز على جزء من التفاصيل السلبية ويتجاهل الموقف ككل (مثلاً يعود إلى المنزل بعد حفلة أو لقاء، ولا يذكر من هذا اللقاء إلا أن فلاناً تجاهله ، وفلاناً قاطعه في الكلام وأنه كان يجب أن يقول كذا وكذا، وأن لا يقول كذا وكذا .. إلخ. (إبراهيم، 1998: 207-312)
مما سبق ترى الباحثة أن التجريد الانتقائي قد يكون مفيداً في بعض الحالات إذا استفاد منه الفرد في تعديل بعض جوانب القصور فيه، فمثلاً في المثال الأول رفض طلب التوظيف لسبب معين، قد يكون دافع للفرد لتطوير نفسه في هذا الجانب الذي يعاني من القصور فيه. أما بالنسبة للمثال الثاني قد تجعل الفرد يفكر في تقويم نفسه، فقد يكون لبعض سلوكياته سبب في تجاهل أو تجنب الناس له فيصلحها، أو لأنه يحاول دائماً أن يحتكر أي حوار في جماعة ما، لذلك يقاطعه الآخرون فيعدل من طريقته.أما مجرد التركيز على السلبيات والتفكير فيها دون الخوض في أسبابها، فهو يؤدي بالفرد إلى التوتر والقلق بسبب الأفكار الخاطئة، التي قد تراوده حينها بأنه إنسان فاشل لا يصلح لشيء، أو أنه منبوذ ومكروه من الجميع.

5- أخطاء الحكم والاستنتاج:
كثيراً من حالات القلق والاكتئاب والعدوان يكون السلوك فيها ناتجاً عن خطأ في تفسير الحادثة؛ بسبب عدم توافر معلومات معينة أو سياق مختلف. (إبراهيم، 1998: 313) ، و يذكر "الجلبي" أن "الاستنتاج العشوائي" أو "الخطأ في الاستنتاج" هو الوصول إلى استنتاجات دون أدلة كافية، أو بأدلة واهية لا تتفق مع الواقع الموضوع. وعادة ما يكون الاستنتاج الخاطئ من النوع السيئ، ومما له انعكاسات سلبية على حياة الفرد. (الجلبي واليحيي،1996: 270)
وترى الباحثة أن ديننا الإسلامي قد سبق العلاج المعرفي السلوكي في إرشادنا إلى ضرورة عدم التسرع في إصدار الأحكام، والقرارات قبل التبين والتحقق من الأمر، حتى لا نظلم أنفسنا أو نظلم الآخرين متمثلاً في قوله تعالى : )يَاأيُّهَا اْلَذَينَ ءَاْمَنُوْا إِذْا جَاءَكُمْ فَاسقٌ بنَبَأً فَتَبَيّنُوْا أَنْ تُصَيبُوْا قَوْمَاً بجَهَالَة فَتُصْبحُوْا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادمينْ( (1)
(1)سورة الحجرات ،آية (6)
 
15- فنية لعب الأدوار:    Role Play     
وتُعتبر من الفنيات التي تُستخدم مع المكون الانفعالي في العلاج المعرفي السلوكي، إذ تتيح هذه الفنية الفرصة للتنفيس الانفعالي وتفريغ الشحنات والرغبات الظاهرة والمكبوتة، ويتم ذلك من خلال تمثيل سلوك أو موقف اجتماعي معين كما لو أنه يحدث بالفعل،على أن يقوم المعالج بدور الطرف الآخر من التفاعل والحوار والمناقشة. ويتكرر لعب الدور حتى يتم تعلم السلوك المرغوب. ( شقير،2000: 272)
فلعب الدور يعني تدريب على تحمل الإحباط، والتحكم في السلوكيات غير المرغوبة ومعالجة نواحي القصور في السلوك الاجتماعي.
كما يستخدم لعب الدور في مساعدة الأفراد على ممارسة السلوكيات التي يرغبون في أن تنمو لديهم،كي يصبحوا أكثر وعياً لانفعالاتهم وأسلوب تفاعلهم مع الآخرين.ويعد لعب الدور أحد الطرق التي تُعين على نمو المهارات الاجتماعي.(عمارة ،2008: 160-161)
وترى الباحثة أن فنية لعب الدور تتيح للفرد الفرصة لتجربة طرق بديلة للتغلب على السلوكيات غير المرغوبة، خصوصاً عند مقارنة النتائج المترتبة على الاختيار ما بين السلوك المرغوب وغير المرغوب.
 
16- فنية النمذجة :   Modeling       
يعتبر التعلم بالنمذجة من أهم الأساليب المستخدمة في تعلم العديد من المهارات الاجتماعية، وذلك من خلال التعرف على النماذج السوية في البيئة والاقتداء بها. فالمعالج يعرض على العملاء النماذج المرغوب تعلمها في سلوكهم فيقومون بتقليدها بعد ملاحظتها مع تعزيز أدائهم للسلوك.ومن استخدامات النمذجة زيادة السلوك الإيجابي وخفض السلوكيات العدوانية غير المرغوبة.(منصور،2000: 104)

وتعتمد هذه الفنية على نظرية التعلم الاجتماعي؛ إذ توجد ثلاث عمليات أساسية لحدوث التعلم بالنمذجة وهي :
أ‌- عملية الانتباه:
فمن الضروري الانتباه للنموذج السلوكي لكي يتم التعلم بالملاحظة.ويجب أن يكون النموذج مؤثراً على القائم بالملاحظة كي ينتبه للسلوك المراد تعلمه.
ب‌- عملية الاحتفاظ:
فمن الضروري أن يتوفر لدى الفرد القدرة على التعلم، فلا يتأثر الفرد بسلوك النموذج المشاهد؛ إلا إذا تذكر السلوك المراد تعلمه.
ج - عمليات الإدراك الحركي:
 فالملاحظة لوحدها لا تؤدي إلى تعلم المهارات،كما أن المحاولات والأخطاء لا تساعد وحدها  في تعلم المهارات الحركية، ولكن لابد من الممارسة، ثم التغذية المرتدة لهذا الأداء الممارس، والذي يفيد في معالجة نواحي القصور في بعض جوانب السلوك المتعلم.(عمارة ،2007: 156-160)
وترى الباحثة أن هذه الفنية ليست بغريبة عنّا كمسلمين في تعلمنا لكثير من القيم والأخلاقيات والسلوكيات المرغوبة. فلقد استخدم الإسلام في تصويره للسلوك المرغوب مجموعة الأساليب التي تعرض نماذج للسلوك وتعرض نتيجةَ القيام بهذا السلوك. فنجد أسلوب القصص القرآني، الأمثال النبوية، أسلوب عرض المواقف. وكذلك نجد في السنة النبوية نماذج توجه سلوك المسلم على مدار اليوم متمثلة في الرسول صلى الله عليه وسلم.ونجد في سيرة السلف الصالح الكثير من النماذج على تعلم مكارم الأخلاق وأنواع السلوك المرغوب.
 
17- فنية التدريب على حل المشكلات:     Problem Solving Skills
هناك عدة مراحل يجب اتباعها في أثناء حل المشكلة المطروحة وهي:
1- مرحلة إدراك وجود المشكلة : وفيها يدرك الفرد بأن لديه مشكلة فمن المهم أن ينتبه إلى مشاعره عندما يكون متوتراً -مضطرباً- مثاراً..الخ.فالمثير يذكرك بأنك قلق فهناك شئ ما غير سليم.
2- خفض الإثارة:عن طريق التوقف عن التفكير التلقائي (قف وفكر قبل أن تتصرف)، فضبط النفس يكسر دائرة الإثارة المفرطة، وفرط الإثارة يمكن أن يستثير سلوكيات غير مرغوبة؛ لأنها تستطيع أن تقطع تسلسل حل المشكلة.
3- وضع صياغة للمشكلة :من خلال التركيز على المطلوب عمله، وليس من خلال مسبب الإحباط، وتقدير حجم المعلومات المتاحة، ثم عرض المشكلة في شكل يمكن حله بشكل إيجابي وبهذا نحدد الهدف.
4- التفكير بطريقة الحل البديل:يشير إلى السلوك العقلي المنتج لحلول بديلة عديدة لمشكلة واحدة للاختيار من بينها.
5- التفكير بالعواقب:فإذا فكر الفرد في عواقب الفعل الذي سيقوم به، سواءٌ أكان على نفسه أو على الآخرين أو الأشياء المحيطة به سيكف عن هذا الفعل.
6- مهارة التفكير العلمي:وفيها يتم تقديم إجابات عن الأسئلة؛ مثل لماذا؟ كيف يمكن؟..الخ فهذه مهارة.
7- تقييم النتائج :من خلال النظر إلى السبب والنتيجة والعلاقات بينهما، التعلم من النتائج وهل وصلت إلى اختيار جيد أم لا، تعلم الأخطاء، تجنب لوم الذات على محاولة تغيير التفكير الضعيف غير المجدي، تعلم القيمة الإستراتيجية لحل المشكلات.(عمارة ،2008: 498-499)
وترى الباحثة أنه يجب على الأفراد، في أي جماعة إرشادية أو علاجية أو حتى الأشخاص في الحياة اليومية العادية، استخدام تسلسل حل المشكلات في كل مرة يختبرون أو يعايشون توتراً ذو علاقة متصلة بارتفاع القلق لديهم أو ارتفاع مستوى العدوانية ،أو انخفاض شعورهم بالمسئولية الاجتماعية.
 
18- فنية التدريب على الاسترخاء:    Relaxation Training
إن الاسترخاء يُعتبر أمر مطلوب في حد ذاته في مواجهة الضغوط النفسية وما ينشأ من قلق أو مخاوف وتشتت وتزاحم في الأفكار؛ بل وما ينتج عن هذه الضغوط من اضطرابات نفسية (فسيولوجية) مثل قرحة المعدة وأمراض القلب. فنجد أن بعض العلماء يُرجع مرض السرطان إلى هذه الضغوط. ولهذا يحتاج المعالج أن يستخدم أسلوب الاسترخاء مع عملائه في مرحله مبكرة جداً من العمل معهم؛ لأنه يعمل على تهدئه الفرد. ويستغرق التدريب على الاسترخاء من 20 إلى 35 دقيقة ، يقوم بها الفرد وهو جالس على كرسي مريح أو مستلق على ظهره في كرسي بظهر متحرك. ويضاف إلى الاسترخاء عنصر معرفي وذلك عندما يقوم الفرد بالتركيز على المجموعات العضلية حتى لا يشتت انتباهه، ويطلب منه أيضاً التنفس بعمق، حتى يصبح التنفس إشارة لتعميق الاسترخاء في الجلسات.(الجوهي،2004: 226) (الشناوي وعبد الرحمن، 1998: 38)
ويعتبر عالم النفس الأمريكي "جاكوبسن Jacobsen" من أوائل العلماء الذين بحثوا في تدريبات الاسترخاء وتطبيقاتها في مجال العلاج النفسي، وقد توصل إلى أن حالة الاسترخاء خبرة مضادة لحالة القلق والانفعالات الحادة، وتقوم الفكرة الأساسية لفنية الاسترخاء على أن الجسم في حالة القلق والانفعالات الحادة يتعرض لعمليتين هما الشد العضلي والتوتر النفسي، وتكون جميع عضلات الجسم مشدودة في درجة توازي التوتر النفسي الذي يكون عليه الإنسان في حالة القلق. وإذا تم إيقاف أو تحويل حالة التوتر والشد العضلي لجسم الإنسان إلى حالة من الاسترخاء، فإن التوتر النفسي لا يمكن أن يستمر على نفس الوضع، إنما يتحول إلى حالة من الاسترخاء مما يخفض درجة القلق عند الإنسان. وبذلك لا يكون الإنسان متوتراً جسمياً ومسترخياً نفسياً في آن واحد.
ومما سبق ترى الباحثة أن هناك علاقة تلازمية قوية بين التوتر العضلي والتوتر النفسي لدى الإنسان، فإذا زال التوتر العضلي فإن التوتر النفسي يزول. ويعزز هذا المبدأ العلمي قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغضب :(( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع)).(1)
(1) سنن أبي داود،كتاب الأدب، في باب:ما يقال عند الغضب ، عن أبي ذر رضي الله عنه ،ج 13، ص140، دار إحياء التراث العربي، مكتبة الحديث الشريف وعلومه،  الإصدار (3.0)،شركة العريس للكمبيوتر ،2004م0

فتحول الإنسان الغاضب "المتوتر" من وضع الوقوف إلى وضع الجلوس يعني تحول عضلاته نسبياً من حالة الشد إلى الاسترخاء ، وبالتالي خفض حالة الغضب عنده.
وفي هذا الصدد يذكر "جرودون وكوتيلا  Groden & Cautela" أنه إذا كنت تشعر بالتوتر أو العصبية، فإن هناك عضلات معينة في جسدك سوف تكون مشدودة في هذه اللحظة ، وإذا استطعت تعلم تحديد هذه العضلات وطريقة استرخائها، فإنك تستطيع العمل على استرخائها مما يجعلك تشعر بحالة هدوء . (الرشيدي و السهل، 2000: 300-302)
من هنا ترى الباحثة أن عملية الاسترخاء يمكن أن تكون ضرورية لكثير من الناس؛ سواءٌ أكانوا من الذين يعانون من مشكلات أو الذين لا يعانون من مشكلات أو اضطرابات نفسية. فالإنسان المتوتر أكثر عرضة للقيام بسلوكيات غير مرغوبة؛ بل قد تسبب له مشاعر سلبية مثل القلق، فالاسترخاء عامل عضلي نفسي يعمل على خفض التوتر، فإذا زال التوتر العضلي فإن الإنسان تزول عنه حالة التوتر النفسي، فعملية الاسترخاء تساعد على إطلاق التوتر والقلق، مما  ينتج عنه توافق أفضل مع الموقف الذي سبب القلق ، كما أن إطلاق التوتر العضلي يحسّن قدرة الإنسان على الاستماع لما يقوله الآخرون والتفكير بشكل أفضل، ومن ثمّ التفاعل مع الحدث بطريقة إيجابية.   
 
أهمية التدريب على الاسترخاء:
     إن تدريب الفرد على الاسترخاء يمكن أن يحقق له نوعين من الأهداف:
1- أهداف وقائية ونمائية:
  فمن خلال ممارسة الفرد للاسترخاء يمكن خفض التوتر والتعامل الصحيح مع الضغوط في كثير من مواقف الحياة اليومية التي تسبب للإنسان التوتر، بل إن ذلك يمنعه من القيام بأفعال غير محمودة العواقب، وقد أكد كلٌ من "همفري Humphrey" و"ريشارد Richard" و"روي Roe " على أن اللجوء إلى تدريبات الاسترخاء يعمل على خفض التوتر عند الأفراد، خاصة الذين يتصفون بأنهم سريعو الاستثارة، سواءٌ أكانت الإستثارة نتيجة تصرفات الآخرين أو نتيجة مواقف الحياة اليومية. وفي هذه الحالة تكون أمام الإنسان المتدرب على فنية الاسترخاء فرصة كبيرة لضبط حالته البدنية والانفعالية، ومن ثم التحكم في التوتر الناتج عن هذه المواقف وتجنب اتخاذ القرارات الناتجة عن التوتر أو غير المرغوبة.(الرشيدي والسهل، 2000: 304-305)

2- الأهداف العلاجية:
تساعد تدريبات الاسترخاء كثيراً كوسيلة أولية أو ثانوية في علاج كثير من المشكلات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية.
ومن أهم المشكلات التي يمكن أن يتم علاجها باستخدام فنية الاسترخاء: القلق ، المخاوف الاجتماعية، المخاوف النوعية، اضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب النوم الغضب والعدوانية، صعوبة التعلم. 

وسوف تتطرق الباحثة لفاعلية الاسترخاء مع القلق والسلوك العدواني. فالإنسان تنتابه أحياناً حالات من القلق (غير معروف المصدر)، أو القلق الاجتماعي (معروف المصدر) وليس لديه القدرة على مواجهتها، وغالباً ما يعاني الإنسان في هذه المواقف من ضيق وخوف وتوتر؛ لأنه لا يعرف كيف يتخلص من هذا القلق، ومن الضروري أن يعرف كيف يتصرف في هذه المواقف، كي لا تتفاقم حالة القلق التي يتعرض لها.
     ولا يمكن لمن يعمل في هذا المجال الادعاء بأن تدريبات الاسترخاء هي المخلص الوحيد من القلق، إلا أنها يمكن أن تعمل كأداة أولية أو ثانوية في علاج هذه المشكلات. ولقد استخدم  كلاً من "بوركوفكس وكوستيلو "Borkovec&Costello " تدريبات الاسترخاء في علاج حالات القلق بنجاح.(الرشيدي والسهل، 2000: 305-306)
 
مجالات التدريب على الاسترخاء:
      تعلم الاسترخاء يمنح الشخص مهارة وخبرة يمكن للمعالج والشخص استثمارها في أغراض عدة. ومن الأهداف الرئيسية لتعلم الاسترخاء:
1-  إمكانية استخدامه مع أسلوب التطمين التدرجي، أو التحصين التدرجي على المواقف المثيرة.
2- يمكن استخدام الاسترخاء كأسلوب من أساليب العلاج الذاتي والضبط الذاتي في حالات القلق الفعلي، ولهذا نجد أن كثيراً من المعالجين يوصون بالتدريب على الاسترخاء لدقائق معدودة يومياً، وقبل الدخول في مواقف حياتية مثيرة للقلق الاجتماعي؛ كالظهور أو الحديث أمام الناس أو المقابلات التي تجري عند الترشيح لوظيفة أو غيرها.
3- يستخدم أسلوب الاسترخاء في كثير من الأحيان للتغيير من الاعتقادات الفكرية الخاطئة، التي تكون أحياناً من الأسباب الرئيسية في إثارة الاضطرابات الانفعالية، وبالتالي يمكن للشخص أن يدرك المواقف المهددة بصورة عقلية منطقية، ومن المعروف أن استخدام الاسترخاء في علاج حالات القلق والمخاوف الاجتماعية، وتوهم الأمراض يمنح الشخص بصيرة عقلية واقعية بطبيعة قلقه.
4- يمكن استخدام الاسترخاء في علاج كثير من الأشكال المرضية، على سبيل المثال يستخدم أسلوب الاسترخاء في علاج حالات الضعف الجنسي.
وتبين دراسات أخرى أن التدريب على الاسترخاء يؤدي إلى تغيير في مفاهيم المرضى عن ذواتهم (مفهوم الذات) فيصبحون بعد تعلم الاسترخاء أكثر ثقة بأنفسهم. (إبراهيم، 1998: 167)
5- يستخدم أسلوب الاسترخاء في علاج الأعراض النفسية الجسمية Psychosomatic كالصداع النصفي، وصداع التوتر، وارتفاع ضغط الدم، وتتأكد الفائدة بشكل خاصة عند الاستمرار في تمارين الاسترخاء في البيت، فقد وجد أجراس(Agras,1993) أن تمارين الاسترخاء بمعدل نصف ساعة أسبوعياً لمدة ثمانية أسابيع تنتج انخفاضاً في ضغط الدم.(شربتجي، 1986: 54)
  مما سبق ترى الباحثة أن التدريب على الاسترخاء لا يقتصر فقط على معالجة الاضطرابات الانفعالية للفرد؛ كالقلق والخوف والرهاب الاجتماعي وغيرها؛ بل إن أثرها يمتد إلى الاضطرابات الجسدية كالضعف الجنسي والصداع وارتفاع ضغط الدم؛ بل وهي مفيدة حتى بالنسبة للشخص الذي لا يعاني من أي مما سبق ذكره وذلك عند التقدم لإلقاء خطاب أو مقابلة لوظيفة؛ الأمر الذي يحسن من مستوى أداء الفرد لشعوره بالهدوء والاسترخاء.
 
التحضير لتدريب الاسترخاء:
إن الإعداد الجيد للاسترخاء من أسباب نجاحه في تحقيق النتائج المرجوة، فيجب قبل البداية في التدريبات على الاسترخاء أن نعطي الفرد تصوراً عاماً لطبيعة اضطرابه النفسي (القلق) أو (الخوف) أو (العدوانية) أو خلافه، وأن نبين له أن الاسترخاء العضلي ما هو إلا طريقة من طرق التخفيف من التوترات النفسية والقلق، إذ إن هناك علاقة واضحة بين مدى استرخاء العضلات وحدوث تغيرات انفعالية ملطفة أو مضادة للقلق.
ومن المبادئ الأساسية التي من خلال تطبيقها يمكن تحقيق أكبر فائدة من ممارسة تدريبات الاسترخاء،حسن اختيار المكان الذي يمارس فيه الفرد تدريبات الاسترخاء، وهذا المكان يجب أن يكون بعيداً عن الضوضاء أو مكان تجمعات الناس أو أماكن اللعب، وغير ذلك مما يجلب أصواتاً عالية تؤثر على تركيز الفرد، كذلك يجب أن يكون بغرفة الاسترخاء أريكة أو مقعد مريح يمكن مده وطيه، كما يراعي عوامل أخرى في الغرفة مثل درجة الإضاءة والحرارة والبرودة، بحيث تكون مناسبة، ولا تؤثر سلباً على تركيز الفرد أثناء تدريبات الاسترخاء.  

كما أن اختيار التوقيت الملائم لممارسة تدريبات الاسترخاء يُعد عاملاً لا يقل أهمية عن عامل اختيار المكان، فيجب على الفرد أن يمارس تدريبات الاسترخاء في وقت مناسب له، بحيث ينظم هذه الممارسة، والوقت المناسب هو ذلك الوقت الذي يلائم ظروف الفرد واستعداداته الجسمية والنفسية . فيجب عدم اختيار وقت يكون فيه الفرد مجهداً من عناء أداء نشاط جسماني أو عضلي سابق؛ بل يجب على الفرد أن يختار وقتاً يكون مستعداً فيه لأداء التدريبات.  
إضافة إلى ذلك فإن الحالة النفسية التي يكون عليها الفرد تلعب دوراً بارزاً في مدى استفادته من تدريبات الاسترخاء ، فحالات الانفعال والتوتر والخوف وغيرها يمكن أن تؤثر سلباً على هذه التدريبات، فقد تنتاب الفرد بعض الأفكار والوساوس من كونه مقدماً على تعلم خبرة جديدة لا علاقة لها بالمشكلة النفسية أو المشكلات التي يعاني منها . لذلك من المناسب أن يساعد المعالج الفرد على أن يكون مستعداً نفسياً لهذه الخبرة، فيجب على المعالج  أن يمد الفرد ببعض المعلومات والتوقعات عن ما يمكن أن يحصل له في أثناء وبعد ممارسته لتدريبات الاسترخاء.( الرشيدي والسهل، 2000: 312-314)
 
وعند إعداد الفرد لممارسة التدريب على الاسترخاء العضلي يبين المعالج للفرد النقاط التالية:
1- أنه مقبل على تعلم خبرة جديدة أو مهارة جديدة لا تختلف عن أي مهارة أخرى تعلمها في حياته قبل ذلك.
2- أنه قد يشعر ببعض المشاعر الغربية كالتنميل في أصابع اليد ، أو إحساس أقرب للسقوط ، وأنه يجب أن لا يخشى ذلك. وأن هذا شيء عادي ، ودليل على أن عضلات الجسم بدأت تسترخي.
3- ينصح المعالجُ الفردَ بأن تكون أفكاره كلها مركزة في اللحظة، أي في عملية الاسترخاء وذلك للمساعدة على تعميق الإحساس به. ولكي يساعد المعالج على تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في هذه المرحلة، قد يطلب من الفرد أن يتخيل بعض اللحظات في حياته التي كان يعيش فيها مشاعر هادئة.
4- من المخاوف التي تنتاب بعض الأفراد شعورهم بأنهم سيفقدون القدرة على ضبط النفس. ففي مثل هذه الحالات من الأفضل أن يتدخل المعالج ما بين الحين والآخر بتعليق أو بأكثر حتى يبعث الطمأنينة في نفس الفرد.
5- يجب على المعالج توجيه الفرد بالمحافظة على كل عضلات الجسم في حالة الارتخاء التام أثناء الاسترخاء، خاصة تغميض العينين لمنع المشتتات البصرية التي قد تعوق الاسترخاء التام. لكن في كثير من الحالات خاصة في الجلسات الأولى من العلاج، قد يكون من الضروري بين الحين والآخر السماح للفرد بأن يفتح عينيه. وهذا ضروري بشكل خاص في حالات الأشخاص الذين تتملكهم الريبة أو الشك.
6- من العوامل الهامة التي قد تعوق الاسترخاء الناجح تجول العقل أو الفكر في تخيلات بعيدة، فمن الأفضل الرجوع بهذه الأفكار إلى الموقف بقدر الاستطاعة.
7- أن يكون المعالج قادراً على فهم عميله، وحساساً لكل شكوكه ومخاوفه ، وأن يكون قادراً على كسب ثقته وتعاونه في نجاح الاسترخاء.  (Helen:1997:71 ) (إبراهيم ،1998: 160-164)

الدكتورة / ابتسام عبد الله الزعبي
كلية التربية - قسم علم النفس 
 جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن- الرياض
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة