السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108260827 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  الأرشاد والدعم الأسري - الأجتماعي  <<

الإرشاد الأسري كإستراتيجية وقائية للحد من مشكلات المعوقين سمعياً

الكاتب : د.علي حنفي

القراء : 75439

الإرشاد الأسري كإستراتيجية وقائية للحد من مشكلات المعوقين سمعياً


د/ علي عبد رب النبي حنفي- قسم التربية الخاصة-كلية التربية - جامعة الملك سعود
 
مقدمة :
    يعد الإرشاد الأسري جزءاً لايتجزء من برامج رعاية المعوقين سمعياً ، وخط الدفاع الأول للوقاية من الإعاقة السمعية بمستوياتها المختلفة ، وتتوقف فعالية برامج الوقاية علي التدابير والجهود التي تبذلها الأسرة ومدي أستفدادتها مما يقدمة المجتمع عبر مؤسساته من خدمات ، وانطلاقاً من كون الأسرة مصدراً أساسياً لما يعانيه المعوق سمعياً من مشكلات، فإن تقديم برامج لأسرة  المعوقين سمعياً تسهم في الحد من تلك المشكلات والتي تعوق أهداف تربيتهم في معاهد وبرامج الدمج ، لذلك تتناول الورقة الحالية عرض عدد من القضايا ذات الصلة بالإرشاد الأسري للمعوقين سمعياً ودورة الوقائي في الحد من مشكلاتهم ومن أهم هذه القضايا ما يلي :
1- مشكلات المعوقين سمعياً بين الإعاقة والأسرة 0
2- الإرشاد الأسري : مفهومة ، ونظرياته ، أهدافه ، فنياته ، ودور المرشد الأسري 0
3- دورة حياة أسرة المعوقين سمعياً ودورها الوقائى0
4- محاور برنامج تدريب أسر المعوقين سمعياً 0
5- الدور الوقائي للإرشاد الأسري للمعوقين سمعياً 0
6- معوقات أرشاد أسر المعوقين سمعياً 0
 وفيما يلي عرض تلك القضايا :-

مشكلات المعوقين سمعياً بين الإعاقة والأسرة :-     
    تعد فئة المعاقين سمعياً من الفئات التي ينحرف ذووها بشكل أو بآخر في القدرة السمعية بالمقارنة بأقرانهم العاديين، وأن المتأمل في أدبيات التربية الخاصة يجد أن هذه الفئة تعاني الكثير من المشكلات منها ما هو متعلق بطبيعة الإعاقة ومنها ما هو متعلق بالعوامل البيئية المحيطة بالمعاق سمعيا ، ويؤكد هالهان وكوفمان Hallahan & Kauffman (1991) على أن أكثر الآثار السلبية للإعاقة السمعية تظهر أوضح ما يكون في مجال النمو اللغوي معبراً عنه باللغة المنطوقة، وعليه فإن المعاقين سمعياً يعانون من تأخر واضح في النمو اللفظي، وتتضح درجة هذا التأخر كلما كانت الإعاقة شديدة، وكلما حدثت الإعاقة السمعية في وقت مبكر.
 وهذا يتفق مع ما أكده ويناند Wynand (1994) من أن المعاقين سمعياً يعانون من مشكلات قاسية مثل صعوبة التواصل، والاعتمادية،و التقدير المنخفض للذات وغير ذلك من مظاهر سوء التوافق، الأمر الذي يستدعي معرفة تلك المشاكل والتدخل للتخلص من تلك المشاعر السالبة وتزويدهم بالأمان، خاصة أن علاج هذه الفئة يعد من العمليات الصعبة، وذلك بسبب فقدانهم اللغة وقلة خبرتهم المعرفية التي تسهم في تفاعلهم أو تواصلهم مع الآخرين0
 وقد ذكر عبد العزيز الشخص (1992) أن حرمان المعاق سمعياً من حاسة السمع، بالإضافة إلى الاتجاهات السالبة نحوه من المحيطين به تجعله أكثر عرضة لكثير من المشكلات، حيث يجد نفسه لزاماً عليه أن يكافح للتغلب على ما يواجهه من مشكلات مع أقرانه العاديين ممن لا يفهمون ظروفه وطبيعةأعاقة أوممن لا يستطيعون التواصل معه بنجاح، الأمر الذي قد يدفعه إلى الحد من مستويات طموحه تجنباً للفشل والإخفاق0
  ويذهب يوسف القريوتي وآخرون (2001) إلى أن المعاقين سمعياً أكثر عرضة للضغوط النفسية والقلق وانخفاض مفهوم الذات، بالإضافة إلى أنهم أكثر عرضة لنوبات الغضب، وذلك بفعل الصعوبات التي يواجهونها في التعبير عن مشاعرهم، لذا نجدهم يعبرون عن غضبهم وإحباطهم بعصبية ويظهرون ميلاً أكبر للعدوان الجسدي، وهذا يتفق مع ما توصل إليه رشاد موسى (1993) من أن الصم أكثر ميلاً للسلوك العدواني.
 وقد توصل علي حنفي (2002) إلي أن المعوقين سمعياً يعانون من العديد من المشاكل وفقاً لقائمة تقدير مشكلات المعوقين سمعياً كما يدركها المعلمون التي أعدها الباحث ، وهي بالترتيب  كما يلي : المشكلات الاجتماعية ، المشكلات المرتبطة بالسلوك العدواني والتقلبات المزاجية ، المشكلات المرتبطة بالعمليات العقلية ، المشكلات المرتبطة بالتحصيل الدراسي والمهارات الأكاديمية ، وأخير المشكلات المرتبطة بالسلوك المضاد للمجتمع وتظهر هذه المشكلات بشكل أكثر وضوحاً في المراحل العمرية الأكبر سناً بالإضافة إلي أن هناك اختلافات في هذه المشكلات باختلاف درجة الفقد السمعي 0
   ويرى الباحث أن احتلال المشكلات الاجتماعية المرتبة الأولى من بين مشكلات المعوقين سمعياً كما يدركها المعلمون، إنما يرجع إلى أن للإعاقة السمعية تأثيراً كبيراً على الفرد فتحد من قدراته على أداء أدواره الاجتماعية بسبب مشكلة التواصل مع الآخرين ، وعدم معرفة المحيطين بة بطرق التواصل مع الصم مما يؤدي  إلى زيادة حساسيته وشعوره بالنقص عندما يقارن حالته بأقرانه العاديين، وينشأ عن هذا الشعور بالنقص فقدان الثقة بالنفس، وهذا يتفق مع ما ذكره عبدالمطلب القريطي (1996) من أن تضاؤل فرص التفاعل والمشاركة الاجتماعية بين المعاقين سمعياً والعاديين إنما يرجع إلى افتقارهم لغة التواصل اللفظي، والتي تقودهم إلى جعلهم أكثر نزوعاً إلى الانسحاب وميلاً إلى العزلة والانطواء وأقل توافقاً سواء الشخصي والاجتماعي.
وبالتالي  قد يرجع ما يعانيه المعوقين سمعياً من مشكلات إلي البيئة المحيطة بهم وخاصة البيئة الأسرية وعدم تفهم أعضاء الأسرة لطبيعة إعاقة وآثارها وقدرات وإمكانيات المعوق سمعياً .وفي هذا الصدد ، يؤكد شابيرو وهاريس  Harris Shapiro & (1976) أنه على الرغم من تعلم بعض الآباء لغة الإشارة أو هجاء الأصابع لتسهيل تواصلهم مع طفلهم الأصم، ولإجباره على استخدام هذه اللغة، إلا أن ذلك لا يشكل في الواقع اعتراف هؤلاء الآباء بحقيقة صمم الطفل، ومن جانب آخر يذهب سكونولد Schoenwold    (1984) إلى  أن حوالي 90% من أفراد أسرة الطفل المعاق لا يوجد بينهم وبين الطفل المعاق نظام  تواصل إلا بعض الإيماءات البدائية،  وذكر سلومان وآخرون Sloman et al., (1987) أن معظم الأطفال الصم الذين تم تدريبهم على استخدام لغة الإشارة، لم يستطع آباؤهم عاديو السمع تعلم تلك اللغة، ويعلق هارفي Harvey (1982) على ذلك بأنه قد تبدو صعوبة تعلم الآباء لغة الإشارة كنوع من المقاومة التي يظهرها هؤلاء الآباء ضد تقبل فكرة صمم طفلهم0

   ومما يضاعف من مشكلات المعوقين سمعياً ، الاتجاهات السالبة التي يظهرها الأخرون تجاهه ، خاصة اتجاهات الوالدين، ويؤكد ذلك عدة دراسات على أنه توجد علاقة دالة   سالبة بين الاتجاهات الو الدية السالبة و أنخفاض تقبل الذات والسلوك العدوني  لدى ذوى الإعاقة السمعية  مثل دراسة كل مـن: وإيهاب البيلاوي ( 1995)، وارن وهسـسنســتابHasenstab & Warren (1986)، في حين أكدت دراسات أخرى على أنه كلما كان النسق الأسرى -  خاصة الوالدين -  متقبلاً لإعاقة الطفل، وعلى دراية بكيفية التواصل معه، كلما كان لذلك تأثيرٌ دالٌ على تقدير الطفل المعاق سمعياً لذاته بشكل إيجابي0 (جرارى Grary 1980)، ميشيل Michael (1985) إندين Inden (1992)، ديسيل Desselle  (1994)، كانتور Cantor    (1996)....وفي هذا الصدد ينبغي الإشارة إلي أنة لن تقتصر أثار اتجاهات الوالدين السالبة نحو المعوق سمعياً علي ذلك فقط ، بل هناك اتجاه يرى أن أخوة وأخوات الطفل المعاق سمعياً عادة ما يكتسبون اتجاهاتهم نحو أخيهم المعوق سمعياً من اتجاه الوالدين نحوه، أي أن الأخوة يحاكون آباءهم   في تفاعلهم مع الطفل المعوق، الأمر الذي يؤكد على دور الوالدين في مساعدة أخوة الطفل المعوق على تقبل إعاقة أخيهم، وأنها ليست سوى عجز في أحد الحواس يمكن تعويضه بالحواس الأخرى، وبالتالي يمكن ملاحظة أن أسر المعوقين سمعياً وما تعانيه من ضغوط في أشد الحاجة إلي العديد من الاحتياجات للتوافق مع الإعاقة 0
     وتشير أدبيات التربية الخاصة، إلى أن وجود طفل ذي إعاقة سمعية في الأسرة قد يضاعف إلى حد كبير الضغوط النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية التي لها مردود على الحياة الأسرية ( فاروق صادق، 1998، شاكر قنديل، 1996)، (Adams & Tidwall 1986، وزيدان السرطاوى (1991)  ،وهذا يؤكد أن إعاقة الطفل تؤدى إلى خلق جو من التعاسة والشقاء الأسرى، نتيجة لشعور الوالدين بإخفاق الطفل في تحقيق آمالهما ، أو كما  توصل إليه لندا، وبروبرت Linda & Probert (1996) في أن الآباء كان لديهم توقعات تعليمية عالية لأطفالهم المعوقين، إلا أن المعوقين فشلوا في تحقيق تلك التوقعات بسبب أدائهم الأكاديمي المنخفض ومشاكل المنهج بالإضافة إلى المشاكل النمائيه المصاحبة للإعاقة.....كل ذلك يعد بمثابة مصدر ضغط علي الأسرة والذي يزداد ما تفتقدةتلك الأسر نتيجة  المساندة من المجتمع، والجهات المختصة، وكذلك الأفكار اللاعقلانية تجاه الإعاقة، والطفل المعوق، بالإضافة إلى وجود فجوة بين ما يتوقعه الوالدان من المتخصصين، وما يقدم لهما بالفعل من معلومات وخدمات لطفلهما المعوق سمعياً0   (Sloman,et,al,1987) ، ( زيدان السرطاوى، عبد العزيز الشخص، 1998) 0

   يتضح مما سبق أن مايعانية المعوق سمعياًمن مشكلات ماهو إلا محصلة لتفاعل الإعاقةمع البيئة المحيطة بة خاصة الأسرة،وتتضاعف تلك المشكلات مع عدم قدرة الأسرة التوافق مع الإعاقة ومعايشتها للضغوط ....وتأكيد لأهمية دور الأسرة ، ذكــر وارن وهسـنــســتاب Warren & Hasenstab (1986) أنــه لا يمكــن الحــد مـــن الإعـــاقة السمـــعية نفسها، ولكن من الممكن تحسين توافق الطفل ذي الإعاقة السمعية، وذلك بتبصير الوالدين بمشاكله وحاجاته، وإكسابهم اتجاهات إيجابية في تربيته .. ويدعما ذلك بقولهما "وربما ركز الباحثون لأعوام كثيرة على مشكلة ذلك الطفل المعاق سمعياً! وقد أغفلوا إلا قليلاً دور الآباء في هذا الصدد، في حين أن النسق الأسرى دون شك يلعب دوراً بالغاً في النمو النفسي للطفل ذي الإعاقة السمعية والتغلب علي مشكلاته0 
              وفي كل الأحوال يصعب دراسة الطفل المعوق سمعياً بمفرده، وبمعزل عن أسرته التي نشأ فيها، والتي تعتبر المصدر الأول لرعايته، وبالتالي فالطفل ذو الإعاقة السمعية كما يؤكد إبراهيم القريوتى (1998) في أشد الحاجة إلى برامج الإرشاد  الأسرى لأن نجاح الطفل أو فشله في التوافق الاجتماعي لا يرتبط بخصائصه فقط، بل يرتبط بالأسرة، وما توفره من دور يسهم في الحد من مضاعفات الإعاقة، والوصول بطفلهم إلى أقصى درجة ممكنة من التوافق الاجتماعي،وهذا يتفق مع ذكرة وفي هذا الصدد، يرى آيز وهيرول  Herol &  Ayes (1996) أنه يجب على آباء الصم وضعاف السمع التوافق مع تحديات إعاقة الطفل، مع ملاحظة أنهم يواجهون متطلبات إضافية ناجمة عن فقد أطفالهم لحاسة السمع0
     وبالتالي، فإشراك أعضاء النسق الأسرى - خاصة الوالدين - في برامج رعاية الطفل، يلعب دوراً كبيراً في التخطيط لتنشئته، ويبنى جسوراً من الثقة والألفة بينهم، ويخلق  إحساساً بالمسئولية والمساعدة في تفهم حاجاته، وتنمية قدرتهم على التواصل مع طفلهم بكفاءة، وإقناعهم بأن التوقعات الإيجابية للوالدين تؤثر بشكل موجب على البناء النفسي للمعوق سمعياً، وكذلك على تقييمه لقدراته، والعكس، ويمكن الاستفادة من هذه الحقيقة في  تعديل توقعاتنا إزاء المعاق بما يدفعه إلى تعديل سلوكه في الوجهة المرغوبة، حتى وإن لم تفصح بشكل مباشر عن تلك التوقعات0( شاكر قنديل، 1998، زيدان السرطاوى، 1991)
  ويدعم ذلك نتائج الدراسات التي تناولت الإرشاد  الأسرى لذوى الإعاقة السمعية،خاصة دراسة شابرو وهاريس Harris & Shapiro  (1976)، وجرينبرج Greenberg (1983)، سكونولدSchoenwold (1984)، سلـــومــان وآخـــرون Sloman et al (1987) أدمـــس وتيــــــدوول  Tidwall Adams & (1989)، بيسيل Bissell (1990)، محمد فتحي  (1994) ليونارد Leonard   (1998)  في تأكيدهم على فعالية الإرشاد الأسرى في تحسين التفاعل بين أعضاء النسق الأسرى، ومهارات التواصل فيما بينهم، وبين الطفل ذي الإعاقة السمعية، وتعديل الاتجاهات نحوه، ويصبح دور كل عضو أكثر فعالية في النسق الأسرى0

وفي ضوء ما سبق يمكن استخلاص ما يلي :
- للإعاقة السمعية آثار سالبة علي شخصية المعوق ، ولكن ما يعانيه المعوق سمعياً من مشكلات ما هو إلا محصلة تفاعل الإعاقة  مع البيئة المحيطة خاصة الأسرة 0
- يترتب على وجود طفل معاق سمعياً في الأسرة، ردود فعل سالبة للوالدين تتمثل في الصدمة، إنكار الإعاقة، فقدان الأمل في الطفل، الخوف والقلق على مستقبل الطفل - فضلاً عن الضغوط الإضافية التي تفرضها إعاقة الطفل على كاهل الوالدين0
- وجود طفل معاق سمعياً في الأسرة يؤثر سلباً على الأداء الأسرى  بل ويعد فرصة للمشكلات الأسرية0
- يرتبط التقبل الوالدى للطفل الأصم بالقدرة على التواصل بكفاءة مع أطفالهم الصم، والتي ترتبط بدورها رغبة تلك الأسرة في تعليم لغة الإشارة للأصم ، ودمجه مع المجتمع والبحث عن جميع مصادر الخدمة للاستفادة مما لديهم من بقايا سمعية ، والعمل علي تأهيلهم للمستقبل0            - أن الأسرة التي لديها معوق سمعياً ( أصم أو ضعيف السمع ) في حاجة إلي من يرشدها ويوجهها إلي كيفية مواجهة ما يقابلها من مشكلات ، ومن جانب آخر مساعدتها في كيفية تأهيل الطفل لمساعدته علي التكيف مع المجتمع حتى لايكون عالة علي أسرته ومجتمعة ...الأمر الذي يؤكد الحاجة إلي الإرشاد الأسري لأسر المعوقين سمعياً0 

ثانياُ:الإرشاد الأسرى:مفهومة ، نظرياته ، أهدافه ، فنياته 0 
هناك العديد من التعريفات تناولت مفهوم الأرشاد الأسرى منها ما يلى:
      يعرف  ولمان Wolman (1973) يعتبر الإرشاد  النفسي الأسرى بأنة هو الإرشاد  الذي يتناول العمليات التي تتم داخل الأسرة كوحدة، تشتمل على مجموعة من الأفراد، وفيه تلتقي الأسرة مع المرشد لمناقشة ديناميات كل فرد من حيث علاقاته وتفاعلاته مع باقي أعضاء الأسرة، ويعرف حامد زهران (1980) الإرشاد الأسرى بأنه عملية مساعدة أفراد الأسرة (الوالدين والأولاد وحتى الأقارب) فرادى أو كجماعة، في فهم الحياة الأسرية ومسئولياتها لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسرى، وحل المشكلات الأسرية وفي قاموس بنجين، يذهب ربر Reber (1985) إلى أن الإرشاد  الأسرى مدخل شامل للعديد من المداخل الإرشادية ، يتناول الأسرة كوحدة كلية إرشادية ، والتركيز على أفرادها الذين يتلقون الإرشاد0 
   وفي موسوعة علم النفس لكورسينى Corsini (1996) يُعرف الإرشاد  الأسرى بأنه محاولة لتعديل العلاقات داخل النسق الأسرى، باعتبار أن المشكلات الأسرية ما هي إلا  نتيجة لتفاعلات أسرية خاطئة وليست خاصة بفرد معين في الأسرة، فالمريض-الفرد صاحب المشكلة -  عبارة عن حالة داخل نسق أسرى مضطرب يحتاج إلى الإرشاد  فضلاً عن إرشاد الأنساق الفرعية له، فالمشكلة هي النسق الأسرى ذاته وليس الفرد... كذلك، يعرف قاموس علم النفس لسيزرلاند Sutherland (1996) الإرشاد  الأسرى بأنه الإرشاد الذي يتناول فيه الأسرة كجماعة، وتبذل فيه الجهود لتحسين فهم الجماعة لنفسها، ولبعضهم البعض والتفاعل فيما بينهم، ويذهب علاء الدين كفافي (1999) إلى أن  الإرشاد الأسرى هو المدخل الارشادى الذي يتخذ من الأسرة نقطة انطلاقه ومحور ارتكازه، وليس الفرد الذي حُدد كمريض فقط،  بل إن الأسرة ككل تحتاج إلى الرعاية بعد تشخيصها جيداً0
                   ويعرف الإرشاد الأسري في مجال المعوقين سمعياً بأنة مجموعة من التوجيهات العلمية التي تقدم لأسرة المعوق خاصة الوالدين بهدف تدريب وتعليم أفراد الأسرة علي اكتساب المهارات والخبرات التي تساعدها في مواجهة مشكلاتها المترتبة علي وجود طفل أصم أو ضىعيف السمع لديها سواء ما يتعلق منها بأساليب التنشئة الاجتماعية ، أو ما يتعلق بتأهيله وكل ما من شأنه يحقق للمعوق أقصي استفادة من قدراته 0
     وفيما يتعلق بنظريات الإرشاد الأسري ، يرى فاروق صادق (2000) إن من أهم التوجهات المعاصرةالإرشادية في التربية الخاصة لأسر الأطفال ذوى الإعاقة السمعية ما يلي : التوجه التكاملي، التوجه النفسي التحليلي، توجه "بووين"، التوجه البنائي، التوجه التفاعلي الجشطلتى، التوجه المعتمد على شبكة العلاقات الاجتماعية للأسرة، التوجه السلوكى0

   وعلي الرغم من تعدد  نظريات الإرشاد  الأسرى استقر الباحث - في ضوء التراث البحثي والتوجهات المعاصرة في التربية الخاصة - على تناول النظريات التالية:-
1-نظرية الإرشاد  الأسري البنائي " النظرية البنائية " Structural family counseling
      ترجع أصول النظرية البنائية في الإرشاد  الأسرى إلى بداية الستينيات من القرن العشرين ، والتي ارتبطت بأبحاث سليفادور منيوشن Minuchin, S وتقوم هذه النظرية على أساس أن معظم الأعراض تنتج نتيجة لفشل البناء داخل النسق الأسرى، فالأعراض الفردية - على حد تعبير منيوشن - لا يمكن أن تفهم جيداً إلا من خلال النظر إلى نماذج التفاعلات داخل الأسرة، فالتغييرات البنائية لابد أن تحدث في الأسرة قبل إمكانية تحسين أو خفض الأعراض الفردية0 ( Corey,1996 )                                      
    وبالتالي فالنظرية البنائية تنظر إلى الفرد صاحب العرض (المشكلة) على أنه بمثابة مؤشر لبناء أسرى يعانى من خلل، ولإحداث تغيير لدى الفرد، ينبغي أن يحدث التغيير ضمن بناء الأسرة وما يتضمنه من أنساق فرعية0 وبالتالي فالمعاق سمعياً الذي يعاني من اضطراب في الشخصية ما هو إلا مؤشر لبناء أسري يعاني من خلل في أنساقه الفرعية، الأمر الذي يستدعى التدخل لتغيير بناء تلك الأنساق0
     ويذكر كوري Corey (1996) بعض أهداف التوجه الأسرى البنائي منها ما يلي :
1- تقليل أعراض اختلال الأداء، وإحداث تغيير بناء في النسق الأسرى، عن طريق تعديل القواعد الإجرائية للأسرة، وتغيير النماذج التفاعلية الحاكمة للقواعد0
2- خلق بناء هرمي فعال، يتحمل فيه الآباء مسئولية أطفالهم، مع إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن آرائهم بدرجة تتلاءم مع نضجهم0
3- زيادة التفاعل بين أفراد الأسرة، عن طريق فك/ حل الحدود الجامدة والتحرك نحو الحدود الواضحة0
     ولتحقيق الأهداف السابقة، يذهب منيوشن Minuchin (1974) إلى أنه بعد أن  ينشئ المرشد  علاقة حميمة مع الأسرة، تشعر من خلالها بأنه يعمل لصالحها، يشكل المعالج والأسرة علاقة إرشادية  فعالة لتحقيق ما يلي :
- تحرير حامل العرض (الطفل صاحب المشكلة) من أعراضه
- خفض الصراع والضغط لدى جميع أفراد الأسرة0
- تعلم طرق جديدة للتغلب على المشكلة0
         وفيما يتعلق بفنيات  النظريـة البنائيـة ، يرى كوري Corey (1996) أن النظرية البنائية قد استفادت من فنيات العديد من المداخل الإرشادية  الأخرى، وأقترب بالتدريج من الانتقائية في فنياته ومن أهم فنيات الإرشاد  الأسرى البنائي : الخريطة الأسرية، تمثيل الأدوار، إعادة الصياغة.
   و فيمايتعلق بدور المرشد الأسري في النظرية البنائية ، ذكر جلادنج Gladding,1988) ) أن اندماج المرشدين في العمل مع الأسر يساعدهم  على رسم خريطة للبيئة الأسرية تحدد فيها أولاً العوامل التي تسهم في اضطراب الأداء الأسرى، ثم بعد ذلك توظيف الفنيات التي تساعد الأسرة على تغيير الطرائق التي يتعاملون بها0
      وبالتالي، يلعب المرشد الأسري البنائي  العديد من الأدوار في الجلسة الأسرية بهدف التعرف على العرض الأسرى، وكيفية مواجهته، وتدريب أعضاء الأسرة على الحوار والتفاعل الأسرى، وملاحظة المرشد لتلك التفاعلات، وتشجيعها، وتتعاظم تلك الأدوار في أسرة المعاق سمعياً ودور المرشد في ملاحظة أنماط التواصل واتجاهات أعضاء النسق تجاه المعاق سمعياً0
2- نظرية التواصل لساتير :
        تعد فريجينا ساتير SatirV (1983) رائدة هذه النظرية في الإرشاد  الأسرى مؤكدة على أهمية الترابط الأسرى في نموذج أطلقت عليه " الإرشاد  الأسرى المشترك " Conjoint Family counseling ،وتؤكد هذه النظرية على التواصل والخبرة الانفعالية للأسرة، والطلاقة في التعبير والابتكار وانفتاح الفرد على الآخرين وخوض المخاطر، مما يشكل محاور أساسية في نظرية التواصل0 ( Corey,1996 )
         وتهتم ساتير بتدريب الأسر على السيطرة على المشاعر الشخصية، والاستماع إلى   بعضهم البعض، وتدعيم الصلة، وإبداء الوضوح، ومناقشة الاختلافات بموضوعية، فضلاً عن تأكيدها على مهارات التواصل لمساعدة أعضاء الأسر ليصبحوا أكثر وعياً،وبالتالي يتضح أن إتباع الأسرة والمرشد لاستراتيجيات ساتير، وتحرير أعضاء الأسرة أنفسهم من الماضي، وتحسين العلاقات فيما بينهم، يسهم في تكوين أسرة ذات تفاعل إيجابي يضفي على أعضائها - أو بمعنى أخر أنساقها الفرعية - مناخاً صحياً ينعكس على ذوات أعضائها0
       لذلك يرى أصحاب هذا الاتجاه، أن الإستراتيجية الجوهرية لفهم كيفية تفاعل أعضاء الأسرة يتم من خلال تحليل عملية التواصل بين أعضاء الأسرة، ويركز المرشد الأسرى على :
أ‌- كيفية إرسال واستقبال أعضاء الأسرة الرسائل0
ب‌- طرق التواصل داخل النسق الأسري ذاته0

      ويذهب ميرو وكوتمان  & Kottman Murro (1995) إلى أن اتجاه ساتير يهدف إلى إعادة بناء أساليب التواصل الأسرية السالبة، المتمثلة في أسلوب المصلح، اللوام المحلل للمسئولية، المثير للربكة .. والتي توصف بأنها غير فعالة، وتعوق التواصل المباشر  المفتوح، وحث الأسرة على تقليل الرسائل الخفية Hiddenmessages0                         
      عموماً، تتمثل الأهداف الأساسية لهذا الاتجاه، في حث الأسرة على التواصل  الواضح، وانتشار الوعي Expanding of awareness، وتعزيز احتمالات النمو، وخاصة تقدير الذات، والتوافق مع المتطلبات الحياتية، وتسهيل عمليات التغير، هذا بالإضافة إلى الأهداف التالية التي حددتها ساتير (1983) وهى كما يلي :
1-     يجب أن يكون كل عضو في الأسرة قادراً على تدوين ما يراه، أو ما    يسمعه أو ما يشعر به، أو ما يفكر فيه بأمانة0
2-     يجب أن تتخذ شئون الأسرة من خلال احتياجات الأفراد، واتخاذ آرائهم في  تلك الاحتياجات0
3-    التمايز، يجب الاعتراف به صراحة، واستخدامه للنمو داخل الأسرة0
4-     تقوية وتعزيز مهارات التكيف في الأسرة(satir & Bitter ,1991)0
 ومن أهم فنيات نظرية التواصل لساتير : تجسيد الأسرة ، إعادة بناء الأسرة ، الجينوجرام ، تحليل الأجزاء0  
وفيما يتعلق  بدور المرشد في نظرية التواصل ، يؤكد كورى Corey (1996) على أن المرشد يلعب دوراً هاماً في توجيه وإرشاد أعضاء الأسرة، خلال عملية التغير، فالمرشد يعمل كمسهل Facilitator وأداة للتغير في العملية الإرشادية ، لذلك يعد المرشد  من وجهة نظر ساتير نموذجاً للتواصل الفعال ومصدراً شخصياً لنمو هذا التواصل في الأسرة، وذا قدرات خاصة في ملاحظة الموقف الأسرى....وأن حدوث التغير في العلاقات الأسرية مسئولية المرشد وأعضاء الأسرة أيضاً0

3- نظرية الإرشاد  الأسرى متعدد الأجيال لبوين : Multigenerational family counseling
      تنسب هذه النظرية إلى ميرى بوين  Bowen M, الذي يعد أحد الرواد الذين أسهموا في تطور حركة الإرشاد  الأسرى، حث ينظر إلى نظريته في النسق الأسرى - التي تعد بمثابة نموذج نظري/ إكلينيكي Theoretical/clinical تضم مبادئ التحليل النفسي وتطبيقاته - على أنها إرشاد أسرى متعدد الأجيال يقوم على الافتراض القائل بإمكانية فهم الأسرة عبر تحليلها طبقاً لمنظور أجيال ثلاثة0
       وبذلك ، يتضح أن هذه النظرية تمتد بجذورها إلى التحليل النفسي، حيث ينظر أنصار هذه النظرية إلى أن ما يعانيه الفرد من أعراض ما هو إلا انعكاس لتجسيدات أو تشبيهات مجازية لنوع العلاقة الوالديه، والتي لا تخرج عن كونها نتاجاً لصراعات الآباء التي لم تحل مع الأسرة الأصل، وهنا يتعاظم دور المرشد في تحليل  المعاني اللاشعورية للتواصل الأسرى والكشف عن العوامل اللاشعورية المرتبطة بالمشكلة 0(Gladding, 1988 )
     ونظراً لأهمية النسق الأسرى، يؤكد أنصار بوين على ضرورة العمل على تغيير أفراد الأسرة ضمن نطاق نسقهم الأسرى لصعوبة حل المشكلات التي تطفو على حياة  الأسرة، إلا عبر فهم أنماط العلاقات داخل الأسرة (صاحبة المشكلة) ومواجهتها بفاعلية، أي أن التغير لابد أن يحدث في وجود جميع أفراد الأسرة وليس صاحب المشكلة فقط في حجرة الإرشاد ، ولعل ممارسة الإرشاد الأسرى طبقاً لنظرية بوين مرتبطة بهدفين رئيسيين هما :
- تقليل ظهور أعراض القلق الأسري0
- العمل على زيادة مستوى تمايز الذات لدى كل فرد من أفراد الأسرة0 Corey,1996))  
       وبذلك يستخلص الباحث، أن نظرية بوين تهدف إلى تشجيع كل فرد من أفراد الأسرة للتحرك نحو التفرد بشكل يُسهل على كل فرد أن يصير متمايزاً عن أسرته غير ملتصق بها، والعمل على تجنب أو تقليل الشحنات الانفعالية التي تظهر في التواصل بين  أفراد الأسرة والمسئولة عن القلق الأسري0
ومن أهم فنيات نظرية بوين : الرسم البياني ، طرح الأسئلة0
     ويؤكد ميرو وكوتمان (1995) على أن دور المرشد الأسري  يقوم  على إقناع الوالدين بتقبل فكرة وقوع المشكلة الأساسية في الأسرة على عاتقهم، وأن يُكون  هو - أي المرشد- والوالدان مثلثاً علاجياً مع التزامه بالحيادية (الموضوعية)، وعدم  تورطه عاطفياً في المشكلة أو المثلث، وفي هذه العلاقة، يعمل المرشد  كاستشاري أو مدرب لمساعدة كل طرف على أن يصير أكثر تمايزاً عن الطرف الآخر وعن الأسرة ككل0
          وهكذا، يرى بوين أن المرشد  لا ينبغي أن يتورط في نسق الأسرة الانفعالي، وإنما عليه أن يبقى غير مندمج مع هذا النسق ليستطيع أن يعمل معه ويوجهه الوجهة الصحيحة0 ( علاء الدين كفافي، 1999 )
       ويرى الباحث  أن التزام المرشد  بالموضوعية وعدم تورطه في النسق الأسرى، يتيح له الفرص لتحقيق تمايز الذات لدى الأفراد، وتخفيف القلق الأسرى، وبالتالي إقامة التوازن الانفعالي في الأسرة0

4- النظرية الإستراتيجية لهيلي :
        ترجع أصول النظرية الإستراتيجية إلى بداية السبعينيات من القرن العشرين ، وارتباطها بجهود وإسهامات كل من جاى هيلى وكلوى مادينز Haley J. Madanes C.،
      هذة النظرية لا تركز على إعادة حل قضايا الماضي، بل تركز على حل المشاكل الحالية  (في الحاضر) مع ميل الإرشاد إلى الاختصار، مركزاً على العملية أكثر من المحتوى، وتوجيهها إلى التعامل مع من يعمل، وتحت أي ظروف .. والنظر إلى المشكلة المقدمة على أنها المشكلة الواقعية ومجازا لأداء النسق الأسرى، وفيها يعطى المعالج عظيم الأهمية للقوة، الضبط، والهرمية في الأسرة والجلسات الأسرية0 (Corey , 1996 )
               ويرى ميرو وكوتمان   Kottman& Muro (1995) أن الاتجاه الإستراتيجي يهدف إلى إعادة حل المشكلة الحالية، وبالتالي لا يهتم المرشد  الإستراتيجي بإكساب أفراد الأسرة بصيرة بديناميات الأسرة أو بوظيفة المشكلة الحالية، ولإحداث تغييرات في هذه المشكلة، لابد أن يكون المرشد موجهاً ومسيطراً عليها بشكل جيد، بشكل يساعد في تغيير السلوك الذي سوف يترتب عليه بالتالي تغير المشاعر، والحد من تكرار نتائج سوء التوافق، مع تقديم أكبر قدر من البدائل، وبمعنى أخر تهدف التدخلات الإستراتيجية إلى تغير نسق الأسرة، فالمشكلة الحالية وظيفة لا أكثر، ومن هنا فأهداف المرشد الإستراتيجي أهداف قصيرة المدى توجه تدخلاته0
 ومن أهم فنيات نظرية هيلي : أستخدام التوجيهات ، التدخل المتناقض ، إعادة التشكيل 0
       ولتصميم استراتيجيات فعالة لمساعدة الأسرة على التغلب على المشكلة الحالية،يشير كوري Corey (1996) إلى أن هيلى (1976) أكد على أن المرشد الاستراتيجي يمر بمراحل خلال المقابلة التمهيدية والارشاد الأسرى ومنها ما يلي :
1-    المرحلة الاجتماعية Social stage بهدف جعل أفراد الأسرة يشعرون بالراحة لإشراكهم في الجلسة الارشادية.
2-    مرحلة المشكلة The problem stage بهدف اكتشاف الأسباب التي تكمن خلف طلب الأسرة للمساعدة، وطلب جميع الأفراد تغيير إدراكهم للمشكلة.
3-    مرحلة التفاعل الأسرى Family interaction stage وفيها يعطى المرشد اهتماماً عظيماً بكيفية تحدث أفراد الأسرة فيما بينهم عن المشكلة الحالية، ويبدى المرشد اهتماماً خاصاً بنماذج السلوك التالية : القوة، الهرمية، نماذج التواصل، الجماعات الفرعية،  بهدف تحديد الاستراتيجيات الإرشادية  التي يمكن استخدامها في الجلسات المستقبلية0
4-    مرحــلة وضــع الهــدف Goal - setting stage وفيــها يعمل المرشد والأسرة معاً لتحديد طبيعة المشكلة، وفي هذا الشكل الأخير من الجلسة الأسرية التمهيدية، غالباً ما يتم  صياغة العقد Contract الذي يحدد أهداف وطرق التدخل التي بمقتضاها تتحقق أهداف الأسرة0

              وبعد ، وفي ظل هذا التعدد من نظريات الإرشاد الأسرى، وانتساب كل نظرية لصاحبها، وحرص أصحابها على تأكيد الاختلافات عن الأخرى، يجب الاستفادة من النظريات جميعاً في البرنامج الإرشاد  الموجه إلى الأسرة، دون تبنى نظرية دون أخرى، بالإضافة إلى فنيات بعض الاتجاهات الإرشادية  الأخرى، وذلك في نموذج ائتلافي "مبدأ الانتقائية الإرشادية
يري الباحث أن من أهم فنيات الإرشاد الأسري ما يلي : -
1- المحاضرة :
يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم معلومات لأعضاء النسق الأسرى عن الإعاقة عامة، والإعاقة السمعية بوجه خاص، أسبابها، وآثارها على الأسرة والطفل، ودور الأسرة في تخفيف تلك الآثار، وطرق الوقاية منها، وطرق التواصل مع الصم ، وعناصره، ومفهوم الأفكار غير العقلانية المرتبطة بالإعاقة والصم ، والتو كيدية، والعدوانية، 00إلخ وذلك بطريقة بسيطة يسهل فهمها لأعضاء الجلسة الأسرية، لزيادة استبصارهم بتلك المفاهيم بطريقة موضوعية، مما يشجعهم على تلقى المعلومات المتضمنة في  المحاضرة،  ذات الصلة بمشكلاتهم الخاصة، بما يهيئ لهم موقفاً تعليمياً يبدأ من شعورهم بأن أحد أسباب مشكلاتهم هو افتقادهم إلى معلومات عن تلك المفاهيم، فيدفعهم ذلك إلى متابعة الجلسات، وخلق أهداف جديدة تتمثل في الرغبة في حل المشكلة التي يعانون منها، فضلاً عن إمداد الصم أو ضعاف السمع  بمعلومات عن البيئة المحيطة بهم، والتعرف على المجالات المهنية التي تتلاءم مع قدراتهم واستعداداتهم وذلك لتشجيعهم على الاندماج في المجتمع .
 ويتمثل  الهدف الإرشادي  التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء المعرفي لأعضاء الجلسة الأسرية، وتهيئة بيئة أسرية تسهم في النمو النفسي للطفل ذي الإعاقة السمعية، ومن جانب آخر تشجيع الطفل على الاندماج في المجتمع0
2- الحــوار :
يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في استخدام أسلوب المناقشة الجماعية كمنهج ملائم يمكن أن يخدم الحوار وتبادل الرأي وتغير المعرفة بشكل دينامى، والذي يؤدى إلى استثارة التفكير الذاتي لأعضاء الجلسة بما فيه أفكارهم واتجاهاتهم تجاه طفلهم والتي تعبر بشكل غير مباشر عن مشكلاتهم الخاصة، وبهذا تصبح المادة العلمية في المحاضرات دافعاً قوياً نحو إثارة الموضوعات المختلفة للمناقشة0
      ويتمثل الهدف الإرشادي  التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء المعرفي لأعضاء الجلسة، وتعديل الأفكار الخاطئة، وتعزيز التواصل بين أعضاء الجلسة من خلال تشجيعهم على الحوار والمناقشة، والتعرف على آداب الحديث، وكيفية مراعاة مشاعر الطفل ذي الإعاقة السمعية، فضلاً عن فتح قنوات التواصل بين أعضاء الأسرة بما فيهم  الطفل، أو بين الأطفال فيما بينهم 00بالإضافة إلى ما تسهم به هذه الفنَّية في التحليل المنطقي للأفكار غير العقلانية لأعضاء الجلسة، وتفنيد الاستنتاجات غير الواقعية، ودحضها بالإقناع،  وتشجيع أعضاء الجلسة على تكوين أفكار منطقية تكون بمثابة حافز للطفل وإدراكه بالتقبل من أعضاء النسق الأسرى0
3-   إعادة الصياغة Reframing :
يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في إعادة تشكيل المواقف التي تواجه عضو الأسرة، وسبل حلها من زوايا مختلفة .. وبالتالي  يتمثل الهدف التطبيقي لهذه الفنية في إعادة صياغة الأفكار اللاعقلانية لعضو النسق الأسرى تجاه الطفل وسلوكه، وتبنى رؤية جديدة تجاهه0
4-   التجسيد الأسرى Family sculpting :
يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في التعرف على طبيعة أداء النسق الأسرى، وطريقة التواصل، والعلاقات البين شخصية،  من خلال تجسيد بعض المواقف الموجودة داخل النسق الأسرى، وبالتالي يتمثل الهدف الإرشادي  لهذه الفنية في العمل على زيادة وعى أعضاء الأسرة وخاصة الوالدين بطريقة تواصلهم، والصورة التي ينظرون بها إلى عضو الأسرة0
5-   التواصل Communication :
يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في العمل على تحسين التواصل بين أعضاء النسق الأسرى، وذلك باستخدام عدة استراتيجيات منها إستراتيجية بناء التواصل الأسرى بهدف بناء قنوات تواصل في حالة عدم وجود   قنوات تواصل بين بعض الأنساق داخل الأسرة أو خارجها، وغلق قنوات تواصل  خاطئة مثل التأكيد على ضرورة أن يتحدث كل عضو من أعضاء النسق عن نفسه   فقط دون التطوع بالحديث عن شخص آخر، تخفيف الضغوط على بعض قنوات التواصل مثل تخفيف الضغوط الو الدية على الطفل وتقبلهم له، وإيجاد الفهم المتبادل للرسائل داخل الأسرة، وإتمام عملية التغذية الرجعية، وفهم التواصل اللفظي وغير اللفظي في الأسرة، بالإضافة إلى تدريب أعضاء النسق الأسرى (خاصة الوالدين) على طرق التواصل مع الطفل الأصم، أو على كيفية استخدام المعينات السمعية للتواصل مع الطفل ضعيف السمع والحفاظ على البقايا السمعية لديه0
6-  التعـزيز الإيجـابي Positive Reinforcement :
ويتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم مدعمات إيجابية (مادية أو اجتماعية) لعضو الأسرة لدى قيامه بسلوك مرغوب،  ويتمثل الهدف الإرشادي  لهذه الفنية في تدريب الوالدين على كيفية استخدام ما يمنحانه لعضو الأسرة من اهتمام ومزايا (معنوية - مادية) بشكل منظم يؤدى إلى تعزيز السلوك، أيضاً حث عضو الأسرة على أن ممارسة السلوك المرغوب يجب أن يصبح جزءاً من سلوكه اليومى0
7-   لعب الدور، وتبادل الدور Role Playing & Role Reversal:
يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في إسناد دور ما لعضو الأسرة، ثم تبادل الأدوار بحيث يضع الفرد نفسه مكان الآخر، وبذلك يدرك هذا الآخر، وما دفعه إلى السلوك الذي قام به، ومن ثم، يتمثل الهدف الإرشادي  لهذه الفنية في معايشة عضو الأسرة للدور ومهامه .
8-  التغذية الرجعية Feedback:
يتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم تعديل مباشر لاستجابات عضو الأسرة، أي تقويم سلوك عضو الأسرة المرغوب منها وغير  المرغوب بهدف تقويمه عن طريق كف للسلوك غير المرغوب فيه ودعماً للسلوك الإيجابي المرغوب فيه، ويتمثل الهدف الإرشادي  لهذه الفنية في أن يتعرف عضو الأسرة على مدى قبول أو عدم قبول استجابته مباشرة0
9-  النمذجة ( الاقتداء بنموذج )Modeling  :
ويتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تعليم عضو الأسرة سلوكاً معيناً من خلال ملاحظة شخص ما يمثل قدوة بالنسبة له، وفقاً للتوجيهات المعطاة له، وقد يستخدم المرشد نموذج لإحدي الأسر التي تحدث إعاقة طفلها وتتواصل معة عبر طرق التواصل وآثار ذلك على شخصية طفلهم الأصم أو ضعيف السمع
10- التدريب ألتوكيدي Assertive Training:
ويتمثل المضمون التطبيقي لهذه الفنية في تدريب عضو الأسرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره واعتقاداته، والدفاع عن حقوقه بشكل إيجابي  يحسن من مفهومه لذاته، ويتمثل الهدف الإرشادي لهذه الفنية في تدريب عضو الأسرة على الإيجابية في العلاقات الاجتماعية وزيادة الوعي بالحقوق الشخصية والتمايز بين التو كيدية0 
هذا، بالإضافة إلى إعطاء واجب منزلي لأعضاء الجلسة ومناقشته في الجلسة التالية.

        مما سبق ، يتضح أن الإرشاد  الأسرى وفنياتة المتعددة  من أكثر أنواع المداخل الإرشادية  التي تتيح للأسرة وأعضائها ككل فرصة التنفيس الانفعالي عن المشاعر المكبوتة التي يعانى منها أعضاؤها، سواء بالتلميح أو التصريح (لفظياً أو غير لفظياً)، ولا يغيب عن ذهن المرشد  الأسرى أن كشف الأسرة وتعريتها وتعريض العلاقات والتفاعلات والصراعات فيها للملاحظة المباشرة للفحص والتشخيص ليس أمراً سهلاً كما أنه محفوف بالكثير من المحاذير والأخطار0
         وفي ضوء اتخاذ الإرشاد الأسري كأستراتيجية وقائية للحد من مشكلات المعوقين سمعياً ، فإن  التدخل الأسرى لأسرة المعاق سمعيا ًيهدف إلي مايلي 
1-    تحسين التواصل الأسرى، وتهيئة المناخ لنجاح عمليات التواصل0
2-    إعادة تنظيم نسق الأسرة، لإزالة العناصر المرضية، وتدريب أفراد الأسرة على طرق جديدة للتعامل مع الاضطرابات الأسرية الحالية0
3-    تشجيع كل فرد من أفراد الأسرة على إحداث التوازن بين قطبي المعيـة والتفـــرد0
4-    تغيير السلوك الأسرى، وتدريب أعضاء الأسرة على كيفية التعامل معاً "مهارات حياتية"0
               ولتحقيق الأهداف السابقة، يلعب المرشدعدة أدوار منها دور المدرب، والملاحظ، والمسهل للتواصل، ويقوم بمنح أعضاء الأسرة الفرصة للتفاعل والحوار، حتى يمكن ملاحظتهم، حيث يلعب دور المساعد لإحــداث التغير الأســـرى، وهذا يؤكد حاجة ميدان التربية الخاصة إلي المعلم -المرشد خاصة في ضوء تزايد عددالمعوقين سمعياً وأحتياجاتهم وما تفرضة الإعاقة من خدمات في التوجية والإرشاد 0
 
   ثالثاً: دورة حيـاة أسرة المعوقين سمعياً ودورها الوقائي :
    تعتبر الأسرة من منظور الإرشاد الأسرى نسقاً يتغير بمرور الوقت، وتحدد دورة حياة الأسرة الوظائف التي تتميز بها كل مرحلة، والأسرة كنسق متغير تحاول دائماً أن تكون في حالة من التوازن للحفاظ على النسق الأسرى، والتوافق مع التغيرات التي تحدث في كل  وقت، والتي تتعلق بنمو احتياجات أفراد الأسرة0
   وهناك فرض مفاده أن الأسرة وحدة توافقية بها مصادر لنمو ونضج أفرادها وتتجاوب الأسرة مع متطلبات النضج والاحتياجات الاجتماعية من خلال عملية إنجاز أو أداء المهام التي تضمن التغيرات في الأنساق الأساسية، وكذلك في التعامل مع الأبنية الاجتماعية والثقافية الخارجية0  ( Rhodes 1986)
ويفترض المرشد الأسري ، أن الناس غالباً ما يطورون مشاكلهم أثناء الانتقال  من مرحلة نمائية إلى أخرى، ويدفع الإرشاد الأسرة نحو مرحلة نمائية تتلاءم مع الحياة الأسرية، تتمثل فيما يلي
1-   مرحلـــة (فترة) المغازلة أو الخطوبة The courtship period0
2-  السنوات الأولى من الزواج0
3-  ميـلاد  وتربية الطفل0
4-  السنوات الوسطى من الزواج0
5-  فطام/ عزل الوالدين عن الأطفال Weaning parents from children)
6- التقاعد والشيخوخة (Coroy,1996)0
    ويقرر جلادنج Gladding (1988) أن مفهوم دورة الحياة الأسرية The family life cycle يطلق على المراحل المختلفة التي تمر بها الأسرة، وهذه المراحل توازى وتكمل مراحل دورة حياة الفرد0       
وسوف يقوم الباحث  بعرض نموذج دوفال Duvall (1977) لدورة حياة الأسرة،  يبين فيه المرحلة، والمشتركين فيها، والمهام النمائية للمرحلة، وتوضيح ذلك فيما يلي :

المرحلــة : الزوجان -- "بداية الزواج"
الأوضاع في الأسرة : الزوجــة0الـــزوج0
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية:
1. تأسيس زواج مشترك بصورة مُرضية0
2. توطيد زواج ناضج متبادل للطرفين
3. التكيف مع الحمل والاستعداد لمسئوليات الوالديــة0
4. الدخول في شبكة العائلة0
 
المرحلــة : ولادة الطفل
الأوضاع في الأسرة :
o الزوجة/ الأم
o الزوج/ الأب
o الطفلة/ الطفل أو كلاهما
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية
o لديهم توافق وتشجيع لنمو الأطفال0
o تأسيس منزل ملائم للوالدين والطفل
 
المرحلــة: طفل ما قبل المدرسة
الأوضاع في الأسرة :
o الزوجة/ الأم
o الزوج/ الأب
o الابنة/ الأخت
o الابن/ الأخ
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية :
o التكيف مع الاهتمامات والاحتياجات الهامة لأطفال ما قبل المدرسة بطرق محفزة ومشجعة للنمو0
o التعايش مع استنزاف الطاقة ونقص الحياة الخاصة كأباء0
 
المرحلــة : سن المدرسة
الأوضاع في الأسرة :
o الزوجـة/ الأم
o الـزوج/ الأب
o الابنة/ الأخت
o الابـن/ الأخ
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية :
o الاندماج في مجتمع أسر أطفال المدرسة بطرف     فعالة0
o تشجيع التحصيل المدرسي للأطفال0

المرحلــة : المراهقة
الأوضاع في الأسرة :
o الـزوجة/ الأم
o الـزوج/ الأب
o الابنة/ الأخت
o الابـن/ الأخ
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية :
o توازن الحرية والمسئولية مع تحرر ونضج المراهقين0
o تأسيس اهتمامات ما بعد الوالدية والمهنية كأباء ناضجين0
 
المرحلــة : مركز انطلاق Launching center
الأوضاع في الأسرة :
o الزوجة/ الأم/ الجدة
o الزوج/ الأب/ الجد
o الابنة/ الأخت/ الخالة أو العمة
o الابن/ الأخ/ الخال أو العم0
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية :
o ترك الشباب الصغير للعمل والخدمة العسكرية والجامعية والزواج ..الخ مع تقديم المساعدة والطقوس المناسبة0
o البقاء على أساس منزل مُعين أو  يقدم المساعدة0
 
المرحلــة : الآباء متوسطو العمر Middle aged parents
الأوضاع في الأسرة :
o الزوجة/ الأم/ الجدة
o الزوج/ الأب/ الجد
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية :
o إعادة بناء العلاقة الزوجية0
o - الإبقاء على الروابط العائلية مع الأجيال الكبيرة و   الصغيرة0
 
المرحلــة : الأسرة المسنة Aging family members
الأوضاع في الأسرة :
o أرملة/ أرمــل
o زوجة/ أم/ جـدة
o زوج/ أب/ جـد
المهام النمائية للمرحلة الحرجة الأسرية :
- التعايش مع الفقدان والعيش بمفرده0
- غلق منزل الأسرة والتكيف مع التقاعد0
 
            بعد عرض المراحل الحرجة التي تمر بها الأسرة، ومهام كل مرحلة، يتضح أن التغيرات في دورة حياة الأسرة، يترتب عليها تغيرات في النسق الأسرى، وبالتالي فالأسرة السوية أو الفعالة هي التي تجتاز مراحل دورة حياة الأسرة منذ بداية تكوينها قبل الزواج في مرحلة الخطوبة والمراحل التالية لها، وتحقيق مهام كل مرحلة، بطريقة تشبع احتياجات أعضائها في حين تظهر المشكلات الأسرية عندما يتوقف نمو الأسرة من مرحلة لأخرى، وتصبح الأسرة عاجزة عن الانتقال أو التحول الناجح من المرحلة التي تمر بها إلى المرحلة التالية لها 0
ويرى الباحث  أن فاروق صادق (2000) قدم موجزاً دقيقاً لأثر إعاقة الطفل على دوره حياة الأسرة، وما يترتب على ذلك من تباطؤ دورة حياة الأسرة، الأمر الذي قد يؤدى إلى اضطراب الأدوار فيها، ويصبح النسق الأسرى في حاجة إلى إعادة بناء للتعايش مع متغير إعاقة الطفل وحاجاته.وتوضيح ذلك في الأبعاد الآتية :-
1- تباطؤ دور الأسرة، فوجود طفل له احتياجات خاصة في الأسرة قد يؤثر على دوره حياة الأسرة في اتجاهين : الأول منها تباطؤ نمو الطفل الذي له احتياجات خاصة بمقارنته بأخوته وإخوانه، والثاني هو تأثر أعضاء الأسرة الآخرين ونقصان الاهتمام بهم . فالعناية المضاعفة للطفل المعاق سمعياً تكون على حساب الآخرين وربما تأثر إشباع احتياجاتهم العادية نتيجة الرعاية المضاعفة له0
2- اضطراب الأدوار في الأسرة : إن إشباع احتياجات الطفل المعاق سمعياً في أسرة قد يختلف في طبيعته واستراتيجياته وطرقه عن أسرة أخرى ،فقد يضطرب دور الأم لا محالة، كذلك دور الأخت الأكبر أو الأصغر أو الأخ الأكبر أو الأصغر، وقد يختلف الأمر إذا كان الطفل " بنتاً أو ولداً " وكلما كانت الإعاقة أشد كانت الاضطرابات في أداء الأدوار أكبر. وقد يتم إعادة توزيع الأدوار إيجابياً أو سلبياً حسب توجهات العلاقات داخل الأسرة ومكانة الأب ومكانة الأم مما يؤدي بالضرورة إلى اختلاف هذه الأدوار عن أدوار أفراد أسرة الطفل العادي . ومن ثم ينعكس هذا الاضطراب في العلاقات على سلوك الطفل في فهمه لنفسه أو في علاقاته مع أفراد الأسرة والآخرين0
3-  اضطراب العلاقات الاجتماعية للأسرة يعكس الاضطراب الداخلي في الأسرة في صورة اضطرابات مؤكدة في علاقات الأسرة الخارجية مع الجيران والأقارب، وفي علاقاتها الاجتماعية المختلفة . مما يؤدي كثيراً إلى اضطراب صورة الأسرة ومكانتها لدى المجتمع الخارجي ومؤسساته0
 ويتمثل الدور الوقائي في دورة حياة الأسرة في ماهو الدور الوقائي الذي يمكن أن تلعبة الأسرة في كل مرحلة من مراحلها ؟ حيث يتمثل الدور الوقائي في المرحلة الأولي ( الزوجان ) في التخطيط للزواج من حيث الفحوص الطبية والتخطيط قبل الحمل، والمرحلة الثانية ( ولادة طفل ) في المتابعة الصحية للأمهات والولادة علي أيدي أخصائيين والتشخيص المبكر ،وتشجيع انماط التنشئة المناسبة،والمرحلة الثالثة ( طفل ما قبل المدرسة) فى التعرف علي قدرات الطفل السمعية أصم أو ضعيف السمع والبحث عن جهات لتقديم الخدمات والحاقة ببرامج المدرسة ، المرحلة الرابعة ( سن المرسة ) في إلحاقة بالمعهد / البرنامج الملائم لدرجة الإعاقة وما يحتاجة من خدمات العلاج النطقي والبرامج التدربية للطفل ووالدية ، والمرحلة الخامسة ( المراهقة) في النظر إلي الأصم اوضعيف السمع كفرد لة أستقلاليتة وتشيجيعة علي تحمل المسئولية ....وهكذا في المراحل التالية التي تهدف إلي دورالاسرة في مساعدة المعوق علي الأستعداد للحياة الزوجية وأنجاب طفل وبالتالي إن اتباع الخطوات السابقة ستكون المحصلة هو أسرة فاعلة لديها طفل معوق سمعياُ أقرب الفرد العادي 0   
 
  رابعاً: محاور برنامج تدريب أسر المعوقين سمعياً
عند الحديث عن تلك المحاور لابد أن نضع في الإعتبار أن تلك المحاور ما هي إلا ترجمة لأحتياجات أسر المعوقين سمعياً وأطفالهم ، وفي هذا الصدد ، قد حدد جمال الخطيب (2001   )الحاجات الرئيسية لأسر الأطفال المعوقين في  الحاجات التالية  :-
- الحاجة للمعلومات عن إعاقة الطفل واحتياجاته وكيفية مساعدته ضمن نطاق روتين الحياة اليومية 0    
- الحاجة للدعم من الأخصائيين طلباً للمساعدة والتوجيه خاصة عندما تكون تلك الأسر تحت وطأة الضغوط وعدم القدرة علي التعايش مع الإعاقة 0
- الحاجات الاجتماعية وأهمية مساعدة الوالدين علي عدم الانسحاب والعزلة الاجتماعية وتشجيعهم علي التفاعل الاجتماعي وما يتطلب ذلك من مساندة كاملة من المجتمع المحلي ومن جميع المصادر المختلفة
- الحاجة إلي الخدمات المجتمعة التي تلبي احتياجاتهم ومعرفة كيفية الوصول إلي تلك الخدمات الموجودة في المجتمع
- الحاجات المالية المرتبطة بما تتطلبه إعاقة الطفل بفقد السمع من الحاجة إلي معينات سمعية وتخطيط سمعي وتدريب سمعي وجلسات تخاطب .... الخ وكل ذلك يعد عبئاً حالياً علي الوالدين0
- الحاجات المرتبطة بوظيفة الأسرة وتحديد الأدوار وإيجاد وتوفير أنظمة الدعم الداخلي للأسرة وإيجاد أنشطة ترفيهية 0
 وقد خلص عبد العزيز الشخص وزيدان السرطاوى (1998) إلى أن أولياء أمور الأطفال المعاقين في أشد الحاجة إلى الاحتياجات المادية، والتي تشمل الأمور المالية، والخدمات الطبية، الترويحية، خدمات عامة، والمعرفية والمجتمعية والاجتماعية، والتي تتضمن ضرورة التدخل المبكر مع أولياء الأمور لإرشادهم حول كيفية اكتشاف إعاقة الأبناء مبكراً، وبالتالي كيفية التعامل معهم بصورة مناسبة في مرحلة مبكرة من حياتهم، وهو أمر يحتاج إلى معرفة وتدريب ، والاستفادة من الخدمات المتاحة سواء الاتصال بالمتخصصين أو التعامل والتفاعل معهم أثناء فحص الطفل، أو إجراءات التحويل واختيار البرامج المناسبة له، ولا شك أن توافر المعلومات المتعلقة بمفهوم الإعاقة، وخصائصها، وفئاتها، وأسبابها وبرامج رعاية المعوقين، كلها أمور تساعد على تغير الاتجاهات نحو المعاقين بصورة تجعل الناس عامة، وأولياء الأمور خاصة ينظرون إلى الإعاقة بواقعية ومن ثم تتغير اتجاهاتهم نحوها لتصبح أكثر إيجابية، مما يساعدهم بالتالي على تقبل الأبناء وبذل  مزيد من الجهد لرعايتهم ومساعدتهم وتحقيق النمو المناسب لهم الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على إدراك الذات لأطفالهم ذوى الإعاقة السمعية0
بالنظر إلي ما سبق ، يتضح أن هناك حاجة ملحة لإرشاد اسر المعوقين سمعياً الذين في أشد الحاجة إلي معلومات عن أعاقة طفلهم ، وتبصيرهم بالمؤسسات وجميع مصادر الخدمة في المجتمع المحلي ، وليس المهم توفير الحاجات المالية بقدر من يرشد ويوجهه تلك الأسر إلي أماكن الخدمة الملائمة والمناسبة لإعاقة الطفل والتي تسهم في تأهيله ،وليس ما يتمني الوالدان سماعة ، وهكذا حتى دور الأخصائيين فيما يسمي بخطة الخدمات الأسرية الفردية ليس دوراً مطلقاً في تحديد محتوي الخطة ، بقدر ما هو دور توجيهي يساعد الأسرة في تحديد أولوياتها بشكل فعال 0

عموماً ، لنجاح أي برنامج إرشادي أسري ، لابد أن يأخذ في أعتبارة المحاور التالية :-
1- محور الطفل نفسه :
    إن نجاح هذا المحور يتطلب مراعاة ما يلي :-
- تقييم وتشخيص الفقد السمعي للطفل من حيث أسباب الإعاقة ، درجة  ونوع الفقد السمعي  ، وتأثيره علي الكلام واللغة والتواصل ، والتوافق الشخصي والاجتماعي ،وعلي نموه بوجه عام 0
- تقييم مستوي الأداء الحالي للطفل من حيث جوانب القوة والضعف لدية0
- وضع الأهداف التدريبية له من خلال الخطة التربوية الفردية بحيث يكون الهدف العام لها هو تسهيل التواصل للطفل وتعريضه لخبرات عادية وتنمية اللغة لدية 0
- تنفيذ البرنامج التدريبي للطفل بالتعاون مع ولي الأمر0
2- محور ولي أمر المعوق سمعياً :
-التعرف علي ردود أفعال الوالدين من حيث شعورهم (القلق ، الشعور بالذنب ، التشكك في التشخيص ..... حتى الاعتراف بالإعاقة ولكن دون معرفة بأبعادها ثم التبصير  بأبعاد الإعاقة والسعي إلي العلاج ثم التعليم والتأهيل ثم معالجة مشاكله بواقعية 0
- الكشف عن المفاهيم الخاطئة عن الإعاقة السمعية 0
- معرفة التاريخ العائلي للأسرة0
- التعرف علي هموم الأسرة ومطالبها الحقيقية
- التعرف علي أساليب التنشئة الأسرية المتبعة في تربية المعوق سمعياً مع التأكيد علي عدم التذبذب في المعاملة 0
- تأثير الإعاقة السمعية علي الأدوار داخل الأسرة0
- تحديد احتياجات أولياء أمور المعوقين سمعياً 0 
- تدريب نظري عن طريق ملاحظة المدرب مع الطفل وحضور المحاضرات لإكسابهم معلومات في مجالات التدريب المختلفة ، مع الاستعانة بنماذج من الأسر تعد بمثابة نماذج تحدي الإعاقة أو مسجلة علي فيديو0
- تدريب عملي من خلال المشاركة وخاصة إذا تمت في صورة ورش عمل تجاه موضوع ما يمثل مشكلة بالنسبة لتلك الأسر  وتبادل آراء حول هذه المشكلة  0
- تكوين مجموعات دعم متبادلة عن طريق اللقاءات بين الأسرة وبعضها وعرض خبرة الأسر المدربة علي الأسر الأخرى0
- تحديد الأهداف ، الوسائل التعليمية والأنشطة الملائمة لتخقيق  الأهداف 0
- توفير فرص لمتابعة الأسر بعد البرنامج ( زيارات منزلية )0
3- محور  أخوة الطفل المعوق :
- تحديد احتياجات الأخوة 0
- تدريب نظري من خلال اللقاءات والندوات 0
- تدريب عملي من خلال المشاركة في التدريب ، الخطة 0
- تكوين مجموعات مساندة فيما بينهم وعرض خبراتهم علي أخوة آخرين0
4- محور المؤسسات والجمعيات ( مراكز الأمومة والطفولة ،  المعاهد المدارس ، المراكز .... الخ
- وضع أتفاق للتعاون المشترك 0
- مراعاة وضع وظروف المؤسسة أو الجمعية 0
- تدريب العاملين نظرياً وعملياً علي محتوي البرنامج 0
- متابعة تنفيذ البرنامج0

 بصفة عامة  ، يتطلب نجاح برنامج  الإرشاد الأسري للتغلب علي مشكلات المعوقين سمعياً عدة خطوات :-
o تحديد مشكلات المعوقين سمعياً ( جوانب الضعف ) من وجهه نظر: 1-الوالدين 2- الأخوة 3- المعلمين 4- الأقران ، وترتيب تلك المشكلات حسب أولوية كل فريق
o تحديد جوانب القوة لدي المعوقين سمعياً من وجهة نظر: 1- الوالدين 2- الأخوة 3- المعلمين  4- الأقران وترتيب تلك الإيجابيات حسب الأولوية 0
o تحديد الأوضاع البيئية ( المعهد / البرنامج / المدرسة/ النادي .....الخ ) التي تحدث فيها المشكلة ، وكذلك المواقف ، والأوقات ،والأشخاص0
o الكشف عن العوامل المسئولة عن تلك المشكلات ومبرراتها من وجهة نظر كل فريق
o عقد ورش عمل /دورات تدريبه تكيفيه لتعديل السلوكيات غير المرغوبة 0
o تدريب الوالدين علي كيفية استخدام برامج تعديل السلوك واقتراح جدول زمني محدد لمتابعة سلوك الأصم / ضعيف السمع 0
o تفعيل دور المؤسسات والجمعيات التي تقدم خدمات للأسرة 0
 
 خامساً :الدور الوقائي للإرشاد الأسري للمعوقين سمعياً : -
إن الإرشاد الأسري غير مرتبط  بمرحلة معينة من مراحل دورة حياة الأسرة أو بمستوي معين من مستويات الوقاية والتي تشمل :-
1 -الوقاية الأولية والتي تتمثل في الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخلص من أسباب الإعاقة والظروف المؤدية إليها عن طريق إجراءات  وقائية خلال مرحلة ما قبل الزواج والحمل ، ومرحلة الحمل والولادة وأخيراً مرحلة ما بعد الولادة 0
2- الوقاية الثانوية والتي تتمثل في الكشف والتشخيص  المبكر 0
3- الوقاية الثلاثية والتي تتمثل في الإجراءات الوقائية التي تهدف إلي التقليل من الآثار السلبية المترتبة علي حالة القصور والعجز والتخفيف من حدتها ومنع مضاعفتها 0
بالنظر إلي مستويات الوقاية يتضح أن الأسرة هي المحرك والدافع الأساسي في كل مستوى بل هي التي من الممكن أن تلعب دور المسهل أو المعوق لعملية الوقاية من خلال الإجراءات التي تنفذها لطبيعة المشكلة أو تقبلها لعملية الإرشاد والرغبة في الحصول علي المعلومات لإشباع حاجاتها 0
          وتتمثل أهمية الدور الإرشاد الأسري ودوره الوقائي كما ذكر شاكر قنديل ( 1996 )في إن مشاعر الإحباط التي يخبرها الوالدان في علاقتهما بطفلهما المعوق يمكن أن تنتقل إلي علاقتهما بالآخرين ، كما قد يزيد حدة السلوك لديهم لدرجة أن يكونوا عدوانيين في تعاملاتهم ، وفي استجاباتهم ، نتيجة حالة الغضب المستمر ، ورد الفعل المتوقع منهم هو مزيد من التوتر ، ومزيد من العزلة ، والابتعاد عن الآخرين ، حتى مع الأقارب والأصدقاء ، ويؤثر هذا الجو الانعزالي علي الأسرة كلها ويدفعهم إلي اجترار همومهم بمعزل عن الآخرين ، ويبنون أسواراً عالية كي يتحاشوا أن ينفذ إلي أسرارهم أحد ، وفي مثل هذه الحالة من الركود والخمول النفسي يصبح الاكتئاب وارداً ، ويصبح تفاقم الآثار المرضية محتملاً ، ما لم يكن ثمة تدخلاً من الخارج يكسر تلك الحلقة المغلقة بأحكام ولذلك يصبح الإرشاد الأسري حاجة ومطلباً ملحاً من أجل كسر حاجز العزلة ، وتسهيل عملية الانفتاح مع الغير 0

                  لذلك يلعب الإرشاد الأسري دوراً وقائياً في التخفيف من ردود فعل الأخوة والضغوط التي يتعرضون لها ، أو العمل مع أولياء الأمور من أجل اتخاذ التدابير المناسبة للوقاية من حدوث المشكلات أو التخفيف منها في حالة حدوثها ، ومن بين التدابير التي ذكرها كل من مني الحديدي وجمال الخطيب (1996) ما يلي :-
o تشجيع الأخوة علي التوكيد الذاتي ومواجهة المواقف الصعبة بطرق بناءة وتزويدهم بالمعلومات اللازمة عن حالة الإعاقة وحثهم علي تقديم تلك المعلومات للآخرين 0
o عدم التمييز في المعاملة لصالح الطفل المعوق وتجنب إسقاط الانفعالات الناتجة عن إعاقته علي أخوته 0
o قيام الاختصاصيين بتشجيع الأسرة علي التعامل مع الأسر الأخرى التي لديها أطفال معوقون ومحاولة الإفادة من خبراتهم من خلال الإرشاد الجماعي والاستفادة من خبرات وتجارب الأسر الأخرى 0
                 ولتحقيق الدور الوقائي في الإرشاد الأسري ، يجب علي المرشد النفسي ألا ينظر إلي مشاعر الصدمة والأسى والحزن لدي الوالدين لإعاقة طفلهم علي أنها  نزعة عصابية أصلية بل علي حد تعبير شاكر قنديل (1996 ) هي استجابة إنسانية طبيعية ومتوقعة لحقيقة مؤلمة ، وواقع مأسوي لذا  فليس من الحكمة أن بصر المرشد النفسي علي حتمية تقبل الوالدين للإعاقة لدي ابنهما كحقيقة مسلم بها دون مقاومة أو اعتراض ، ذلك أن الآباء مستعدون لتقبل أبنائهم ولكن ذلك يتطلب من المرشد النفسي جهداً ووقتاً ومثابرة   0 
                 وفي هذا الصدد ذكر زيدان السرطاوي وعبد العزيز الشخص ( 1998  ) أن هاوكتر - سيبارد Hawkins -Shepard  (1982) راجعا نتائج بعض الدراسات التي تناولت الاحتياجات المعرفية لأولياء أمور ومعلمي المعوقين سمعياً بالإضافة إلي أراء ( 1057 ) منظمة من المنوطة بتلك الفئة (550) فرداً من المتخصصين في المجال حول تلك الاحتياجات وقد أتضح أن 72% من الطلبات تمركزت حول كيفية التعامل مع المعوقين سمعياً عن طريق التواصل اليدوي ( لغة الإشارة ، التهجي الإصبعي ، قراءة الشفاه ) ، ومعلومات عن الإعاقة السمعية وكيفية التعامل معها بالإضافة إلي الحاجة إلي الخدمات الاجتماعية والمجتمعية  0
               وهذا يتفق مع ما توصل إلية ديسل Desselle  (1994 ) من أنة كلما كان الوالدان لديهما معرفة بطرق التواصل المختلفة مع طفلهما الأصم ، كلما أنعكس ذلك بالإيجاب علي تقدير الأصم لذاته مما يدفعهما إلي النظر للإعاقة السمعية علي أنها مجرد ضعف في أحدي الحواس يمكن تعويضه بالحواس الأخرى أو بوسائل معينة 0
              وفي ضوء ما سبق يمكن القول أن ما يعانيه المعوق سمعياً من مشكلات سواء مرتبطة بطرق التواصل أو ما يعانيه من افتقار للمهارات الاجتماعية ، وسوء التوافق الاجتماعي ترجع إلي حد بعيد للأسرة وللتنشئة الاجتماعية ، واتجاهات الوالدين السالبة نحو طفلهم الأصم أو ضعيف السمع 0  
 
           ونظراً لأهمية التدخل الأسري في مجال الإعاقة السمعية، هناك بعض الدراسات تناولت الإرشاد الأسرى لذوى الإعاقة السمعية، ومنها دراسة قام بها شابيرو وهارس  Harris & Shapiro (1976) بهدف الحد من السلوكيات غير المرغوبة ( اكتئاب، فقدان الشهية، نوبات بكاء، سلوك عدواني، مشاكل تواصل…. ) التي تحدثها مراهقة صماء، وذلك عبر التدخل الأسري بعد فشل العلاج الفردي، ومن خلال المقابلات التمهيدية ( الوالدين، الفتاة الصماء وأخوتها، عمتها، جدتها من الأم، ابن عمها )، تم تقييم النسق الأسرى، واتضح أن الأسرة تعانى من اضطراب في العلاقات البين- شخصية  وكان ينظر للصماء على أنها السبب في ذلك أي أنها كبش فداء . وتم وضع برنامج أسبوعي للتدخل قائم على بعض استراتيجيات منها إستراتيجية بناء التواصل الأسري، وإعادة التوازن الأسرى بهدف كبح جماح الوابل الغامر أي التدخلات الصادرة من جانب النسوة الثلاث ( الأم، العمة، الجدة)، وإتاحة الفرصة للفتاة الصماء للتعبير عن مشاعرها، وفي نهاية برنامج التدخل الأسرى حدث تغير ملحوظ في البناء الأسرى، وأصبح التفاعل بين الوالدين والفتاة واضحاً، واعترف الوالدان بتقبلهما للفتاة الصماء ، وانعكس ذلك على تشجيعها (رغبتها) في الاشتراك في الأحاديث والمناقشات  الأسرية، وإعادة ثقة الصماء في والديها، وتغير اتجاهها نحوهم، كذلك أكد الوالدان   على أن أسرتهما النووية " الجدة والعمة " هي سبب المشاكل0
         وللتحقق من فاعلية برامج التدخل المبكر للأسر التي لديها أطفال صم قام جرينبرج Greenberg (1983) بدراسة تهدف إلى تقييم فاعلية برنامج الإرشــاد والتــدريب المــنزلي The counseling and home training program في مساعدة الوالدين على التوافق مع حالة طفلهم الأصم، لخفض الضغوط الواقعة عليهم. وقد توصلت الدراسة إلى أن للبرنامج تأثيراً دالاً إحصائياً في خفض مستوى الضغوط لدى الأمهات في المجموعة التجريبية بالمقارنة بأقرانهم في المجموعة الضابطة، بالإضافة إلى فاعلية البرنامج في تحسين المهارات الاجتماعية والتواصلية والأكاديمية للطفل، وأخيراً ذكرت أسر الأطفال ذوى الإعاقة السمعية حاجتهم إلى التفاعل مع آباء وأمهات أطفال صم آخرين، ومعلومات عن حالة طفلهم، والاتصال بالصم البالغين، والتدريب على لغة الإشارة، كذلك الحاجة إلى علاج للتخاطب، والحاجة إلى الإرشـاد للزوجين0
       واستهدفت دراسة سكونولد Schoenwold (1984) تطوير وتحسين مهارات التواصل للطفل الأصم والوالدين في ظل الصراعات الأسرية الناجمة عن وجود طفل معاق سمعياً، بالإضافة إلى تنمية مهارات  الوعي، السيطرة، والتفاعل الاجتماعي لدى أعضاء الأسرة والتحقق من افتراضين هما :
o هل البيئة الأسرية ستتغير بعد البرنامج العلاجي ؟
o هل التواصل الأسرى سيتغير بعد البرنامج العلاجي؟
     وتوصلت الدراسة إلى أن البرنامج ( 10 جلسات ) ذو آثار إيجابية سواء للآباء أو الأبناء، حيث قرر 75% من الأسر المشاركة في البرنامج بازدياد (بتحسن) مهارات الوعي، والتفاعل الاجتماعي لديهم، فأصبح لدى أفراد الأسرة القدرة على الإنصات والفهم كل منهما للآخر، والاستخدام الموجب للتواصل فيما بينهم، بالإضافة إلى تعلمهم قواعد التواصل، كل ذلك انعكس بالإيجاب على التفاعل الأسرى0 وتوصى الدراسة عند بناء هيكل للمناقشة بين الطفل الأصم وأسرته، بمراعاة  القواعد الآتية :
1- عدم مقاطعة الطفل عند التحدث0
2- عدم الإصرار على التواصل معه0
3- الانتباه الجيد للمتحدث0
4- تشجيع كل عضو في الأسرة على التعبير عن مشاعره بحرية0
5- زيادة تقبل الطفل والاهتمام بــه0
         كذلك استهدفت دراسة سلومان وآخرون Solman, et al. (1987) إلى اختبار فاعلية مداخل (توجهات) الإرشاد الأسرى في خفض الصراعات داخل الأسرة التي لديها فرد أصم ( جورج )، وقد انحصرت شكوى الأسرة في سلوك جورج الذي يتصف بالعناد، وعدم طاقة الوالدين - خاصة الأم  حيث كانت تعامله كالطفل - مما يؤدى إلى لجوء الوالدين إلى استخدام العنف معة  ، وتوصـــلت الدراسة إلى فعالية الإرشاد الأسرى في تحسين التفاعل الأسرى، وتفهم الأسرة لطفلها المعاق، ووضع إستراتيجية لعلاج مشكلة التواصل بين أفــراد الأسرة، وأرجعوا سـلوك الطفل إلى شــــعوره بعدم الأمان ( أي افتقاده السند العاطفي ) وعدم قدرة والديه على كيفية التعامل معه بكفاءة، وبمساعدة الباحثين أصبح النسق الأسرى أكثر تفهماً لمشكلة الطفل، وأظهر  الأب اهتمامه بالاعتراف بحاجة الأطفال للنسق الأسرى واعترفت الأم بأسلوبها الخاطئ تجاه الطفل، واقترح الباحثان إستراتيجية لعلاج مشكلة التواصل بين أفراد الأسرة، وذلك بأن يختار الوالدان يوماً في الأسبوع لعمل شئ معاً، ويوماً آخر للأب وجورج، ويوم آخر للأم وأخوات جورج وفي نهاية البرنامج، اتضح للباحثين أن الجو الأسرى تحسن كثيراً، وأصبح النسق الأسرى أكثر إيجابية وبناءً0
          أيضاً قام أدمس وتيدوول  Tidwall & Adams (1989) بدراسة تهدف إلى التحقق من فاعلية برنامج التعليم الذاتي للأباء في خفض الضغوط الواقعة عليهم، وتعليمهم مبادئ إدارة السلوك 00ومن أهم ما كشفت عنه الدراسة هو ما أوضح إليه الآباء من أن هذا البرنامج سيكون عظيم الفائدة لو تلقوه حين اكتشافهم إعاقة طفلهم، أيضاً عبر الأباء عن حاجتهم لمعلومات عن كيفية التكيف مع اتجاهاتهم ومشاعرهم لإعاقة طفلهم، وكيفية التصرف حيال سلوك أطفالهم.. وهذا يؤكد على أهمية التدخل المبكر في مجال الإعاقة السمعية0
             استهدفت دراسة بيسيل Bissell (1990)  تحسين تواصل الأطفال الصم عبر مشاركة الوالدين والمدرسين في نموذج ثلاثي (الآباء، المدرسين، الأطفال الصم) . ويقوم نموذج التواصل على أساس اتخاذ حجرة الدراسة كمركز تواصل بين المدرسة والوالدين والطفل، وقد توصلت الدراسة إلى أن النموذج له تأثير إيجابي في تبصير الوالدين بمعلومات عن طفلهم وإعاقته، والذي  ساعدهم في حل الواجبات المدرسية والإنجازات المشتركة بين الأطفال الصم ووالديهم  في مواقف متنوعة، كما أن النموذج قلل من إعاقات التواصل في المنزل والمدرسة، وأدى إلى زيادة تبادل المعلومات بين المنزل والمدرسة، وساعد الوالدين على زيادة التعرف على زملاء الطفل في المدرسة، وهذا كله ساهم في تغير اتجاهات الوالدين نحو المدرسة، وأصبح دورهم أكثر إيجابية0
            واستهدفت دراسة محمد فتحي عبد الحي (1994) اختبار أثر البرنامج المقترح في تحسين مهارات التواصل للطفل الأصم في بيئته السمعية، وأوضحت نتائج الدراسة أن البرنامج المقترح أدى إلى تحسن إيجابي في مهارات التواصل التي أدت إلى خفض الصعوبات النفسية والاجتماعية التي تواجه الطفل الأصم في مواقف التواصل المختلفة مع أفراد الأسرة السامعة، وقد تحقق قدرٌ من التوافق النفسي للطفل الأصم والوالدين في مواقف التواصل بينهم0
    واستهدفت دراسة ليونارد Leonard (1998) تقييم فاعلية الإرشاد الأسرى (السلوكي والبنائي) في خفض المشكلات السلوكية لطفلة يعانى والديها من صعوبة في السمع، وقد استخدم الباحث مدخل الإرشاد الأسرى البنائي بهدف تغيير البناء الأسرى السيئ لتوظيف (الأداء)، وإعادة بناء تنظيم هيكلة الأسرة وتكوينها التنظيمي، والإرشاد الأسرى السلوكي بهدف توجيه وتعليم الوالدين مهارات الو الدية وكيفية التعامل مع طفلتهم " ابنتهم "، وقد تكون البرنامج العلاجي التكاملي " أي البنائي والسلوكي معاً من ( 13) جلسة، وتوصلت الدراسة إلى أن الإرشاد الأسرى التكاملي قد أدى إلى تغير بناء الأسرة حيث أصبح أكثر فعالية وتواصلاً بين أفراده إلى جانب تقوية الحدود، وتقليل مشاعر الخوف والذنب0

بعد عرض الدراسات التي تناولت الإرشاد الأسرى لذوى الإعاقة السمعية، يمكن ملاحظة ما يلي :
1- اتفقت مجموعة من الدراسات في نتائجها على أن الارشاد الأسرى يسهم في تحسين التفاعل بين أعضاء النسق الأسرى، ويصبح كل عضو في الأسرة أكثر فهماً وإنصاتاً للطرف الآخر، وأكثر تواصلاً فيما بينهم، وبالتالي يصبح البناء الأسرى ذو حدود قوية وأكثر فعالية، مثل دراسة كل من : شابيرو وهاريس (1976)، سكونولد (1984)، سلومان وآخــرون (1987)، بيســيل (1990)، محمد فتحي (1994) وليونارد (1998)0
2- واتفقت مجموعة من الدراسات على أن التدخل الأسرى يزود الوالدين بمعلومات عن حالة طفلهم، الأمر الذي يسهم في تعديل الاتجاه نحوه، ويصبحون أكثر تفهماً لحاجاته، وتقبلاً له، وبالتالي تحسين مفهومه لذاته مثل دراسـة شابيرو وهـاريس (1976) وســلومان وآخــرون (1987)، بيسيل (1990)، لذا يجب التأكيد على أهمية تزويد أعضاء النسق الأسرى بمعلومات عن الإعاقة، فئاتها، والإعاقة السمعية، أسبابها، آثارها، كيفية الحد منها، المفاهيم الخاطئة المرتبطة بها الأمر الذي يؤدى إلى تعديل معتقداتهم نحو الإعاقة والطفل الأصم أو ضعيف السمع0
3- يساعد التدخل الأسرى المبكر في خفض مستوى الضغوط لدى الوالدين وخاصة الأمهات ذوات الطفل الأصم أو ضعيف السمع، ويحد من آثار الإعاقة على الطفل ذاته، مثل دراسة جرنيبرج (1983)، أدمس وتيدوول (1989)0
 
               عموماً يمكن القول أن دور الإرشاد النفسي الأسري  في الوقاية من مشكلات المعوقين سمعياً ، يتلخص في عمل المرشد النفسي( المعلم - المرشد ) في محورين بالتوازي هما :-
المحور الأول : المعوق سمعياً ( الأصم ، ضعيف السمع )
والذي يؤكد علي أن  دور المرشد النفسي أو المعلم -المرشد في معاهد الأمل للصم أو برامج الدمج مكملاً لأدوار كل من المعلم والأخصائي الاجتماعي ، والمدرب، والطبيب في تحقيق أهداف التربية الخاصة التي تتلخص في تهيئة فرص النمو الجسمي والنفسي والاجتماعي أمام المعوق ، وتوجيهه إلي الإفادة منها بأقصى درجة ممكنة حتى يسير نموه في  مساره الطبيعي بالإضافة إلي مساعدته علي الاستفادة مما هو موجود في بيئته 0
المحور الثاني : أسرة المعوق سمعياً ( الوالدين ، الأخوة ، الأقارب ...الخ )
هذا المحور له دور في تحسين الظروف البيئية التي يعيش فيها المعوق وذلك من خلال تبصير المحيطين بإعاقته وحاجاته وقدراته ، وأهمية تقبلهم له وحسن معاملتهم 0 وتدريبهم علي كيفية التعامل معه ، وإكسابهما بعض المهارات في التعامل معه ، والمهارات التي تسهم في تنمية المعوق من جميع النواحي 0

        إن تقبل الأسرة للمعوق سمعياً هو مفتاح تقبل المجتمع له ، وباعتبار أن أسرة الطفل المعوق هي خير من يقوم بتوعية المجتمع والمناداة بحقوق الأصم أو ضعيف السمع ، لذا يسهم الإرشاد الأسري في اتاحة الفرصة للأسرة والمعوق سمعياً في إيجاد بيئة أسرية قادرة علي التغلب علي الإعاقة وآثارها حيث أن :-
o إن زيادة وعي الوالدين بقواعد التنشئة السوية ومعاييرها يجنب الأسرة كثيراً من الأخطاء والمبررات التي قد تعرض الطفل لمصادر الإعاقة النفسية أو السلوكية0
o يسهل الإرشاد الأسري عمليات التكيف والسيطرة علي المشكلات المختلفة التي تواجه المعوق والتغلب عليها بالإضافة إلي دوره في تسهيل عمليات التواصل الاجتماعي 0
o -يساعد الإرشاد الأسري عن  تفعيل دور الأسرة مع مؤسسات المجتمع وما يقدمه من خدمات طبية ، تربوية ، اجتماعية ، اجتماعية ، بدون خجل من إعاقة طفلهم 0 
o تزداد قدرة الأسرة علي التصدي لمشكلة الإعاقة بزيادة تمسكها وزيادة الدعم النفسي والمعنوي والمادي الذي تتلقاه الأسرة من الأقارب والمسئولين المتخصصين في تقديم مختلف أنواع وأشكال الرعاية للأسرة 0
o تدريب أولياء الأمور يتيح حز أضعاف الأعداد التي تخرجها المؤسسات المهتمة 0
o مشاركة أولياء الأمور في البرنامج ألتأهيلي للطفل يزيد من فاعلية البرنامج وتؤدي إلي استمرارية التقدم حتى بعد توقف التدريب 0
o الإرشاد الأسري يسهم في  مساعدة الأسرة علي تبني أنماط تفكير وأهداف واقعية تتطلب من المعوق تحقيقها 0

عموماً يمكن القول أن  البرامج المتمركزة حول الأسرة تستمد  أهميتها من عدة مبررات أهمها :-
1- غالباً ما يترتب علي ميلاد طفل معوق سمعياً في الأسرة ردود أفعال سالبة بدأ بالصدمة ، وغير ذلك من ردود الفعل وصولاً إلي التقبل ، وما قد يترتب علي ردود الأفعال من آثار سالبة علي الطفل والأسرة 0
2- قد تؤدي البيئة الأسرية إلي مشكلات توافقية0
3- قد تكون الأسرة مصدراً للإعاقة ذاتها أذا لم توفر لها  مصادر الدعم والتقبل للمعوق 0
4- قد تكون الأسرة عائقاً للمؤسسات التي تقدم خدمات للمعوقين سمعياً 0
5- حاجة الوالدين إلي التحدث مع الآخرين عن محاولاتهم الناجحة والفاشلة لضبط سلوك الطفل 0
6- حاجة الوالدين إلي معرفة المؤسسات التي تقدم خدمات طبية ، تربوية ، نفسية ، تأهييه لطفلهما الأصم أو ضعيف السمع0
7- حاجة الوالدين إلي أن يطرحا الأسئلة ويحصلا علي الإجابات المناسبة من المهنيين والمتخصصين ، وهذا ما ناقشه اللقاء التربوي الأول لقسم التربية الخاصة مع أولياء الأمور ذوي الاحتياجات الخاصة خلال أسبوع الجامعة في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 24 /1425 0

 وفي ضوء ما سبق يتضح أن الأسر التي لديها طفل ذو إعاقة سمعية بحاجة إلى ما يلي :
o الحوار مع المتخصصين حول محاولاتهم الناجحة والفاشلة لضبط سلوك الطفل 00 وهذا عن طريق مناقشة أفكارهم تجاه الطفل وسلوكه0
o معرفة المؤسسات التي تقدم الخدمات للطفل، والتي من شأنها تخفيف الهموم والضغوط الناجمة عن إعاقته0
o التساؤل والحصول على الإجابات المناسبة، والتي تعتبر فرصة للتنفيس عن مشاعرهم واتجاهاتهم نحو الطفل وإعاقته0
o خطة تربوية تساعدهم على تغيير أنماط تفاعلهم مع طفلهم .. وبالتالي إكسابهم مهارات جديدة للتعامل معه0

سادساً : معوقات إرشاد أسر المعوقين سمعياً  : -
                     بالرغم من أهمية الإرشاد  الأسري والنظر إلي المعوق سمعياً علي أنة جزء من النظام الأسري وأنة يتأثر ويؤثر في هذا النظام ، الأ أن هناك ملامح للأسرة العربية والإعاقة قد حددها فاروق صادق ( 2000 :) في سياق عرضه لمشروع الحقيبة التربوية الإرشادية لأسرة المعوقين سمعياً ، من أهمها الإيمان بالقضاء والقدر ، الأتجاة الإيجابي نحو الطفل ، نسبة لا يستهان بها من الإعاقة قد تكون وراثية أو أسرية ، عشرات المسببات قد تكون قبل ولادية ، غالباً ما تطول فترة الصدمة علي حساب التحرك للواقعية ، تتحمل الأم الجزء الأكبر من نتائج الصدمة ثم مجهودات الرعاية ، فروق ذات دلالة بين سن حدوث الإعاقة واكتشافها ، متوسط حجم الأسرة كبير ، الخدمات والبرامج مجانية في الغالبية العظمي منها ، حجم المشكلة أكبر بكثير من حجم الخدمات في المجتمع ، تردد الأسرة علي المختص ، والزيارات المنزلية يحكمها عادات وتقاليد ومعايير وقيم و مشكلات أيضا ، معلومات الوالدين عن طبيعة برنامج الطفل تقليدية  في المتوسط ، مشاركة الأسرة في البرنامج غالباً اختيارية أو إنسانية والمطلوب أن تكون منهجية وعملية ، التوجيه الأسري ليس له مساحة كافية في البرامج والخدمات ( كقضية رسمية ) ، الأعلام الموجة  يحتاج منهجية وتواصل مع الأسرة ، الثورة المعلوماتية في مجال الإعاقة تحتاج إلي  وعي مستمر ونمو متواصل ، الممارسات الحالية داخل الأسرة العربية ( المتوسطة ) عن الوقاية من الإعاقة متواضعة ، الدفاع الاجتماعي عن الفئات الخاصة مجال جديد في الدول العربية له قواعدة  وأصوله وممارساته ، التشريعات والقوانين تحتاج إلي إعادة نظر ليس في النصوص فقط بل في الإجراءات والمرونة في التنفيذ أيضاً 0
                  وبالتالي ، يري الباحث أن ما أشار إلية فاروق صادق (2000) يؤكد أن أسر المعوقين بصفة عامة تعاني من العديد من المعوقات تقف حائلاً في طريقة التأقلم مع الإعاقة وتعزيز قنوات التواصل بينها وبين الجهات المنوطة بتقديم الخدمة 0
                   وقد توصل طارش الشمري (2000) إلي أن من أهم  معوقات مشاركة أسر الأطفال المعوقين في برنامج أطفالهم قلة المعلومات عن الدورات المخصصة للأسرة ، وعدم وجود مواد في النظام تنص علي إيجاد خطة واضحة لتوعية الأسرة بأهمية المشاركة في تعليم طفلها المعوق وتدريبه وافتقار الأسرة للمهارات العلمية التطبيقية ذات العلاقة بالإعاقة ، وقلة معلومات الأسرة عن مجالات الخدمات ، وعدم توافر نظام واضح لخدمات التوجيه والإرشاد النفسي للأسرة في المراحل الأولي ، وعدم وجود الأنظمة التي تتيح فرصة المشاركة لأسرة الطفل المعوق ، وأخيراً انعدام التشريعات التي تلزم الأسرة المشاركة 0
                 وقد عزي عبد العزيز السرطاوي ( 1415 ه)قصور التواصل بين المعلمين وأسر المعوقين إلي الاتجاهات غير الإيجابية نحو أسر الأطفال المعوقين من قبل العاملين والنظرة الدونية ، وعدم توفر المهارات اللازمة والرغبة لدي الأسر للمشاركة بفعالية في برامج الخدمات التربوية المقدمة لأبنائهم ، عدم وجود نظام مدرسي يتسم بالمرونة الكافية 0      
 
وفي ضوء ما سبق  يمكن تحديد أهم معوقات الإرشاد الأسري في عدة محاور من  أهمها ما يلي :-   
1 - معوقات ذات علاقة بالأسرة 0
                    القاعدة الأساسية في التدخل المبكر هي رعاية المعوقين سمعياً وهم يعيشون في أسرهم ، باعتبار أن الأسرة تقوم بأدوار لايمكن لأي برنامج تدخل مبكر أن ينوب عنها في القيام بها ، فهي المعلم الأول ، فالأسرة أكثر معرفة بمشكلات المعوق واحتياجاته وتقدم لأطفالها  خدمات قد لاتتوفر في مراكز الرعاية ، فضلاً عما يشعر به الأصم أو ضعيف السمع من مشاعر الأمن والحنان بدرجة قد لايشعر بها في مكان آخر ، مع الوضع في الاعتبار أن  برامج الخدمات المقدمة للمعوقين سمعياً لاتكتمل فعاليتها إلا بمشاركة الأسرة الفعالة في هذه البرامج  0
 
                وبالرغم من أهمية دور الأسرة  آلا أن هناك بعض التحديات تواجه الإرشاد الأسري للمعوقين سمعياً و المرتبطة بالأسرة ومنها ما يلي : -
o عدم تعاون بعض أسر المعوقين سمعياً فى تنفيذ البرنامج التربوى الفردى لاطفالهم 0
o التعاون غير المستمر بين الأسرة والمعهد /البرنامج ، حيث مع بداية العام الدراسي يبدأ المرشد النفسي برنامج أرشاد جديد مع المعوق ، لأن الأسرة لم تكمل البرنامج الذي أعد لة العام السابق0
o وضع أهداف وتوقعات تعوق قدرات المعوقين سمعياً بشكل يعوق عمل المرشد 0
o تدني مستويات الوعي وتأخر اكتشاف أعاقة الطفل 0
o قلة المعلومات لدي الأسرة عن الخدمات المتوفرة في المجتمع المحلي 0
o تدني مستوي الخدمات التربوية والنفسية والتأهيلية المقدمة للصم أو ضعاف السمع0
o نقص معلومات وخبرات الأسرة عن الإعاقة وآثارها ودورهما تجاه المعوق وإعاقته 0 
o عدم التحلي بالصبر والتحمل عند التعامل مع الأصم 0
o افتقار أعضاء الأسرة لطرق التواصل ( لغة الإشارة ، التهجي الإصبعي ، قراءة الشفاه ) او التواصل الكلى للمعوقين سمعياً 0
 
2- معوقات ذات علاقة بالمرشد النفسي الأسري : - 
  هناك العديد من التحديات تواجه المرشد في مجال الإعاقة السمعية  وتشكل عقبة في تأدية دورة التربوي منها ما يلي  :-
o تعقد السلوك الإنساني خاصة مع حالات الإعاقة السمعية 0
o افتقار بعض المرشدين إلي المعايير اللازمة لممارسة المهنة وقلة الخبرة في المجال 0
o ضعف الأعداد الأكاديمي ( العلمي )للمرشد النفسي مما يعوق الإرشاد الأسري حيث أنة  أعد للتعامل مع العاديين وليس مع ذوي الإعاقة السمعية وأسرهم 0
o عدم توافر العدد الكافي من المرشدين المؤهلين 0
o المفاهيم والاتجاهات السلبية نحو المعوقين سمعياً0
o عدم توافر التسهيلات المادية المعينة للمرشد الأسري من كتب ومراجع حديثة وأجهزة تدريب متطورة بشكل كاف 0
o نقص خبرات بعض المرشدين عن الإعاقة ومشاكلها تضاعف مشاكل الإعاقة لدي الصم أو ضعاف السمع0 

                 بالإضافة إلي ما سبق ، يتطلب أرشاد الوالدين اهتمام المرشد بمعرفة تاريخ حالة الطفل وظروف أسرته ، وشخصية والديه وأدراكهما لإعاقته ، وأساليب المعاملة الو الدية المتبعة معه واتجاهاتهما نحوها ، وعلاقة الزوجين ، وهذا يتطلب :-
- أن يكون المرشد صبوراً ودبلوماسياً ، .... الخ حتي يساعد الوالدين  علي التوافق مع الموقف والإعاقة 0
- أن يتدرج المرشد في أرشاد الوالدين من مساعدتهما علي تقبل الطفل - في حالة عدم تقبلهم أو حسب ردود الفعل لديهما ورعايته - ثم يطلب منهما معلومات عنة 0
- أن يقدم المعلومات لوالدي الطفل بأسلوب بسيط ، وأن يقدر دور الوالدين لطفلهما
-  النظر إلي الإرشاد النفسي علي أنة  مهنة فنية تتطلب جانب علمي وعملي لذا  فلابد أن يتوافر في المرشد النفسي التخصص العلمي في الإرشاد النفسي والخبرة بتطبيقاته خاصة في مجال الفئات الخاصة 0
- الالتزام بأخلاقيات مهنة الإرشاد النفسي
 
3- معوقات مجتمعية :-
تتمثل تلك المعوقات فيما يلي : -
1- قلة عدد الفنين والأخصائيين في مجال الإرشاد الأسري للعمل مع أسر المعوقين سمعياً
2- قلة عدد المراكز التي تقدم خدمة تأهيلية ملائمة
3- تركيز جميع الخدمات المقدمة للأسر في العواصم مثل (في السعودية الرياض ، جدة ، الدمام أو في مصر : في القاهرة ، الإسكندرية) وبالتالي تؤدي إلي  صعوبة تنقل الأسر مما يعوق الاستفادة من هذه الخدمات 0
o قلة وعي المجتمع بأهمية مشاركة الأسرة في برامج الطفل وأهمية التدخل،  وحقوق المعوق التي كفلها له الدستور واللوائح والتشريعات
o عدم توافر معلومات مركزية للخدمات والجهات التي تقدمها 0
o عدم تقديم خدمات متكاملة من المؤسسة التي تقدم هذه الخدمة نتيجة لطبيعة دورها ومهامها 0
o قلة الاختبارات والمقاييس التي تعطي رؤية شاملة للأداء الأسري الموجه له الخدمة 0 
o الموصلات والمعوقات البيئية تقف حائلاً دون استفادة الأسر وأطفالها من الخدمات 0
o تحكم المهنيين بالقرارات 0
 
وبعد عرض تلك المعوقات .....ماذا يجب أن تفعل؟
        يجب توعية أولياء الأمور بحيث يصبحون قادرين علي القيام بعدة أدوار منها  :-
1- دورهم كآباء وأمهات 0
2- دورهم كمدربين لأطفالهم0
3- دورهم كموجهين لأسر أخري لم تحصل علي خدمة الإرشاد 0
4- دورهم كمطالبين بحقوق أطفالهم 0
 وبعد نظرة عميقة للأدوار السابقة يتضح أن معظم الأسر تلعب الدور الأول التقليدي والذي يحتم عليهم في ضوء الثقافة العربية الالتزام بمتطلبات الأبوة والأمومة من حيث حقوق الزوج والزوجة إلي حد ما من أجل المعيشية والاستقرار ، ولكن بالنظر إلي الدور الثاني يتضح أن غالبية الأسر تعاني بل تفتقرإلي دورهما كمدربين بل وحتى عند قيامهم بهذا الدور يكون في حدود قدراتهم وإمكاناتهم ، وبالتالي لايمكن تفعيل الدور الثالث أو الرابع حيث أن معظم أسر المعوقين سمعياً  ليس لديها  ثقافة أو وعي خاص بالمعوق ومشاكله وحقوقه ودور المجتمع والمؤسسات تجاه الإعاقة .... الأمر الذي يتطلب ثورة إعلامية لإعادة هيكلة منظومة الوعي لدى الأسرة 0
                 ولذا يري الباحث أنه للتغلب علي معوقات الإرشاد الأسري،  وجعل أسرة المعوق سمعياً محور العملية الإرشادية والتربوية للمعوق سمعياً ، لابد من تنمية إعلام عربي موجة ، حيث يعتبر الأعلام أداة فعالة علي المستوي الثقافي العربي ، وخاصة أذا أعتمد علي أسس منهجية للتعريف بالمشكلات والقضايا من حيث طبيعتها ، متغيراتها  والعوامل المؤثرة فيها .... والوقاية منها وتحصين أي والدين من مصادرها (بقدر الإمكان ) حتى قبل الزواج ، وفحص الراغبين في الزواج ، ورعاية الأم الحامل ، وقصر الرعاية الصحية علي الأطباء المختصين في متابعة الحمل والولادة ورعاية الطفل حديث الولادة لذا ، يؤكد فاروق صادق ( 1999 ) علي أنه من أهم التوجهات المعاصرة في التربية الخاصة أن الأعلام المنهجي يجب أن يوج إلي المواطن العربي ليدرك  بأن الإعاقة لها مصادرها كأخطاء غير مقصودة ولكن قد تسيطر عليها بالوعي والعلم ، سواء كانت هذه الأخطاء في الاختيار في الزواج ، أو عدم الاستعانة برأي الطبيب المختص عن الحمل في وقت معين أو أثناء الولادة أو ما بعدها وبالتالي يمكن أن يقدم الأعلام برامجه علي مستويات متعددة منها البرامج المتخصصة ، والبرامج العامة والبرامج الصحية،  والتربوية  والنفسية ، والأسرية ولكل نوع من البرامج أهتماماتة ومدخلاتة ومخرجاته 0

في النهاية يقدم الباحث مجموعة من التوصيات التربوية لتفعيل الإرشاد الأسري ودوره الوقائي في مجال الإعاقة السمعية :- 
o أهمية النظر إلي الإرشاد الأسري علي أنه جزء لايتجزأ من حياة الأسر ودورتها 0
o العمل علي تفصيل الإرشاد ألزواجي للراغبين في  الزواج وتوعيتهم بأهمية اختيار الشريك والفحوصات الطبية اللازمة لتجنب احتمال إعاقة الأطفال0
o تفعيل دور مراكز الأمومة والطفولة والرعاية الصحية في التوعية بكيفية تجنب حدوث الإعاقة السمعية واكتشافها مبكرة في حالة حدوثها 0
o إعداد الكوادر البشرية المؤهلة للتوعية بالإعاقة في كل قطاعات الدولة 0
o أهمية أعداد دورات تثقيفية للأمهات قبل وأثناء الحمل وبعد الولادة حول الرعاية الصحية والنفسية لأطفالهم وكيفية تجنب أسباب الإعاقة السمعية0
o تفعيل التواصل المشترك بين الأسرة والمعهد/البرنامج وكافة الجهات المعنية التي تقدم خدمات للمعوقين سمعياً 0
o عقد دورات تدريبه للآباء عن الإعاقة السمعية ومشاكل الأصم أو ضعيف السمع وكيفية التعامل معها 0
o تبصير الأسرة بأن ما يعانيه الأصم أو ضعيف السمع من المشكلات هو نتاج لتفاعل الأسري أكثر من كونة راجع للإعاقة 0 
o تدريب أعضاء الاسرة على طرق التواصل للمعوقين سمعيا وأكسابهم مهارات وأسس وقواعد تلك الطرق0

                                                       والسلام عليكم
المراجع
" إبراهيم القريوتى (1998) : أهمية التدخل المبكر في الإعاقة السمعية، اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعاقين (النشرة الدورية)، العدد    (54، ص 26-30)0
" إيهاب الببلاوى (1995) : "العلاقة بين أساليب المعاملة الو الدية والسلوك العدواني لدى ذوى الإعاقة السمعية، رسالة ماجستير، كلية التربية - جامعة الزقازيق0
" جمال الخطيب ، غانم البسطامي ، أمينة راشد ، مني عبد الكريم ( 1992 ) الرعاية الأسرية للطفل المعاق ، سلسلة الدراسات الاجتماعية والعمالية، المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربى0
" جمال الخطيب، منى الحديدي (1996): الخصائص السيكولوجية للأطفال المعوقين سمعياً في الأردن، دراسة استطلاعية، حولية كلية التربية، جامعة قطر، العدد 13، ص403-416.
" جمال الخطيب (2001) : أولياء أمور الأطفال المعاقين " استراتيجيات العمل معهم وتدريبهم ودعمهم " سلسلة إصدارات أكاديمية التربية الخاصة، الرياض، المملكة العربية السعودية0
" جميل محمود الصمادي (1999) :الإرشاد النفسي للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، ندوة الإرشاد النفسي والمهني من أجل نوعية افضل لحياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ( 19- 21 أبريل ) ، جامعة الخليج العربي 0
" حامد زهران (1980) : التوجيه والإرشاد النفسي، عالم الكتب، ط2، القاهـــرة
" رشاد عبد العزيز موسى (1993): السلوكيات اللاتوافقية للأطفال المعوقين (دراسة مقارنة)، مجلة الأبحاث التربوية، جامعة الأزهر، العدد 31، ص3-80.
" زيدان السرطاوى (1991) : أثر الإعاقة السمعية للطفل على الوالدين وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات، مجلة جامعة الملك سعود، العلوم التربوية، المجلد الثالث، ص 305-335
" زيدان السرطاوى، عبد العزيز الشخص (1998) : بطارية قياس الضغوط النفسية وأساليب المواجهة والاحتياجات لأولياء أمور المعاقين، دار الكتاب الجامعي، العين، الإمارات0
" شاكر قنديل (1995) : سيكولوجية الطفل الأصم ومتطلبات إرشاده، المؤتمر الدولي الثاني لمركز الإرشاد النفسي "الإرشاد النفسي للأطفال ذوى الحاجات الخاصة"، جامعة عين شمس، ( ص ص 1- 12)0
" شاكر قنديل (1996) : الاستجابات الانفعالية السلبية لآباء الأطفال المعاقين عقلياً ومسئولية المرشد النفسي "دراسة تحليلية"، المؤتمر الدولي الثاني لمركز الإرشاد النفسي، "الإرشاد النفسي في عالم متغير"، جامعة عين شمس، (ص 625- 642)0
" شاكر قنديل (1998) : "الإعاقة كظاهرة اجتماعية"، بحوث ودراسات، المؤتمر القومي  السابع لاتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعاقين "ذوو الاحتياجات الخاصة والقرن الحادي والعشرين في الوطن العربي"، المجلد الثاني،(ص 52 - 54)0
" طارش الشمري (2000) : معومات مشاركة الأسر في تقديم الخدمات التربوية لأطفالهم المعاقين، مجلة مركز البحوث التربوية، العدد (157)، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض0
" طارش الشمرى (2003):الاسباب المساهمة فى حدوث الأعاقة السمعية فى المملكة العربية السعودية ،مجلة الأرشاد النفسى ، جامعة عين شمس ،العدد 17 ،ص ص 97_154 0
" عبدالعزيز السرطاوى (  1415):أنماط الاتصال المستخدمة مع أسر المعوقين من قبل مغلمى التربية الخاصة ،مجلة جامعة الملك سعود ،م7،العلوم التربوية و الدراسات الاسلامية (1) ص79-104
" -عبد العزيز السيد الشخص (1992): دراسة لكل من السلوك التكيفي والنشاط الزائد لدى عينة من الأطفال المعوقين سمعياً وعلاقتهما بأسلوب رعاية هؤلاء الأطفال، المؤتمر السنوي الخامس للطفل المصري "رعاية الطفولة في عقد حماية الطفل المصري"، 28-30 إبريل، جامعة عين شمس، ص1023-1046.
" عبد العزيز الشخص، زيدان السرطاوى (1998) : "دراسة احتياجات أولياء أمور الأطفال المعاقين لمواجهة الضغوط النفسية"، بحوث المؤتمر القومي  السابع لاتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة"، " ذوو الاحتياجات الخاصة والقرن الحادي والعشرين في الوطن العربي"، (مجـ2، ص ص 55-81)
" عبد المطلب القريطي (2000): سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم، دار الفكر العربي، القاهرة.
" علاء الدين كقافي (1999) : "الإرشاد والعلاج النفسي الأسرى" المنظور النسقي الاتصالي، دار الفكر العربي، القاهرة0
" علي عبد النبي حنفي (2002) مشكلات المعاقين سمعياً كما يدرسها معلمو المرحلة الابتدائية في ضوء بعض المتغيرات ، مجلة التربية ببنها ، العدد (20)
" فاروق صادق (1995) : الإعاقة العقلية في مجال الأسرة، مراحل الصدمة والأدوار المتوقعة للوالدين، المؤتمر القومي الأول للتربية الخاصة، بحوث ودراسات في التربية الخاصة، المجموعة الثانية،( ص ص 216- 224)0
" فاروق صادق (1998) : الإعاقة العقلية في مجال الأسرة، مراحل الصدمة والأدوار المتوقعة للوالدين، اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعاقين، (النشرة الدورية)، (العدد 55، ص ص 14-23)0
" فاروق صادق (2000) : التوجهات المعاصرة في التربية الخاصة : مشروع حقيبة إرشادية لرعاية الطفل ذو الإعاقة السمعية، اتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعاقين، (النشرة الدورية)، العدد (61)، (ص ص 13-33)0
" محمد فتحي عبد الحي (1994) : مدى فعالية برنامج مقترح لتحسين مهارات التواصل لدى الأطفال ذوى الإعاقة السمعية، رسالة دكتوراه، كلية التربية - جامعة الزقازيق0
" منى الحديدي وجمال الخطيب (1996) : أثر إعاقة الطفل على الأسرة، مجلة كلية التربية، جامعة المنصورة، (العدد 31، ص 1- 23)
" يوسف القريوتي، عبد العزيز السرطاوي، جميل الصمادي (2000): المدخل إلى التربية الخاصة، دار القلم، دبي.
" المراجع الأحنبية:-
" Adams, J. & Tidwall, R. (1987 : (An instructional guide for reducing the stress of hearing parents of hearing impaired children"; Am. An. De., Vol. 12, pp. 333-338.
" Ayes, F. & Herol, F. (1996 : (Turkish families with deaf and hard of hearing children : A systems approach in assessing family functioning, Am. An. De., Vol. 141 (3) pp. 231-235.
" Bissell, P. (1990 : ( A study of effects of a home/school communication model on improving parents involvement"; Dis. Ab. Int., Vol. 50 (9), P. 2869.
" cantor, E. (1998 : (The socialization of emotion understanding in deaf children : the role of the family"; Dis. Abs. Int., Vol. 57 (3), pp. 2172-2173.
" Corey, G. (1996 : (Theory and practice of counseling and psychotherapy"; An International Thomson Publishing Company, Washington.
" Corsini, R. (1996 : (Encyclopedia of psychology; Second Edition, Singspore, New York.
" Desselle, D. (1994 : (Self - esteem, family climate and communication patterns in relation to deafness"; Am. An. De., Vol. 139 (3), pp. 322-328.
" Duvall, E. (1977 : (Marriage and family development; Fifth edition, J.B. lippincott Co.
" Eldik, T. V. (1994). Behavior Problems with Deaf Dutch Boys. American Anuals of the Deaf, Vo., 159, (4), pp. 394-398.
" -Gladding, S. (1988 : ( Counseling a comprehensive profession"; Columbus, Toronto, London.
" Grary, B. (1980 : ( Psychological adjustment of deaf children of hearing parents"; Dis. Abs. Int., Vol. 41 (5), p. 1136.
" Greenberg, M. (1983) : "Family stress and child competence : the effects of early intervention for families with deaf infants"; Am. An. De., June, pp. 407-416.
" Harvey, M. (1984 : (Family therapy with deaf persons : The systemic utilization of an interpreter"; Family process, Vol. 23, pp. 205-213.
" Hallahan, D. R. & Kauffman, I. M. (1992): Exceptional Children, Introduction to Special Education (6th ed.) Needham, MA. Allyn and Bocon.
" Inden, M. (1992 : (Social/Emotional adjustment in hearing-impaired children as a function of their communication competence; Dis. Abs. Int. Vol. 53 (1), p. 104.
" Israelit, N. (1986 : (Hearing - impaired children and the psychological functioning of their normal - hearing siblings; The Volta Review, Vol. 88 (1), pp. 47-54.
" Johnson , Mary (2003) : Guiding Eamilies from Identification to Intervention in Rhode Island . ASHA leader , vol 8 . pp.16-19 .                                                                                                              
" Jachson Carla wood & Twnbull Ann (2004):Impact OF deafness on  family life : Areview af the literature . Topics in Early childhood  special  Education ,     vol 24 (1) pp. 15-30
" Kashyap, L. 1986) : "The family's adjustment to their hearing impaired child"; The Indian Journal of Social Work, Vol. 47 (1), pp. 31-37.
" Leonard, D. (1998 : (An integrated family therapy approach to a hearing impaired family (Behavioral
" problems)"; Dis. Abs. Int., Vol. 55 (12), p. 5553
" Linda, Masino and Robert, Hodapp (1996). Parental Educational Expectations for Adolescents with Disabilities. Exceptional Children, Vol. 62 (6), pp. 515-523.
" Michael, D.Y. (1985 : (The relationship between deaf students self-esteem and dimensions of their interfamilial communication"; Dis. Abs. Int. Vol. 46 (5), p. 1704.
" Minuchian, S. (1974 : (Families and family therapy; Cambridge, MA : Harvard University Press.
" Muro, J. & Kottman, T. (1995 : (Gudance and counseling in the elementary and middle schools; Modison, Wisconrin, London. .
" Reber, A. (1985 : (The penguin dictionary of psychology", Penguin Books, Englan
" Satir, V. & Bitter, J. (1991 : (The therepist and family therapy : Satirs human validation process model. In Horne, A. & passmore, J. (Eds), Family counseling and therapy (2nd Ed.) (pp. 13-45), Palo Atto, C.A.
" Sautherland, S. (1996 : (The international dictionary of psychology"; Second Edition, Crossroad, New York.
" Schoenwold, O.B. (1984 : "A communication program for enhancing interaction in families with a hearing - impaired child", Am. An. Dc. September, pp. 362-369
" Shapiro, R. & Harris, R. (1976 : (Family therapy in treatment of the deaf : A case report"; Family Process, Vol. 15, pp. 83-96.
" Sloman, L.; Perry, A. & Frankenburg, F. (1987 : (Family therapy with deaf member families"; The American Journal of Family Therapy, Vol. 15 (2), pp. 242-252.
" Warren, C. & Hasentab, S. (1986 : (Self - concept of severely to profoundly hearing - impaired children"; the volta review, Vol. 88 (6), pp. 289-295.
" Wolman, B. (1977 : (Dictionary of behavioral science; Published by the Macmillan Press, LTD. Van Nortrand, Reinhold Company.
" Waynned, W. (1994): Psychotherapy with the Deaf Children, Dis. Abs. Int., Vol. 54  (11), pp. 4034-4035 (A).
 
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة