السمع والتخاطب الصرع والتشنج الشلل الدماغي العوق الفكري التوحد وطيف التوحد متلازمة داون الصلب المشقوق وعيوب العامود الفقري
الاستشارات
الإعاقة دوت نت دليل الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة مقالات مجلات ندوات وؤتمرات المكتبة العلمية

صحة الوليد - الأطفال حديثي
الولادة

صحة الطفل

أمراض الأطفال

المشاكل السلوكية

مشاكل النوم

الـربـو

الحساسية

أمراض الدم

التدخل المبـكـــر

الشفة الارنبية وشق الحنك

السكري لدى الأطفال

فرط الحركة وقلة النشاط

التبول الليلي اللاإرادي

صعوبات التعلم

العوق الحركي- الاعاقة الحركية

العوق البصري - الإعاقة البصرية

الدمج التربوي

المتلازمات

الإرشاد الأسري ونقل الخبر

امراض الروماتيزم

أمراض الغدد



اشتراك انسحاب


108640721 زائر
من 1 محرم 1425 هـ

البحث في الموقع
 

المكتبة العلمية
الاستشارات
اتصل بنا

سجل الزوار
>>  ذوي الاحتياجات  <<

موقف الفلاسفة من ذوى الاحتياجات الخاصة (المعاقين)

الكاتب : د/ مصطفى النشار

القراء : 5402

موقف الفلاسفة من ذوى الاحتياجات الخاصة (المعاقين)


د/ مصطفى النشار
 
من المعروف أن الفلاسفة منذ فجر تاريخ الفلسفة احتفوا بالإنسان أيما احتفاء، فنظروا إليه باعتباره ظل الله على الأرض؛ لأنه أقدر الكائنات على فهم الوجود وإدراك ماهيته بما فيه ماهية الوجود الإلهي ذاته.
ومنذ ظهور الفلسفة الإنسانية فى الفلسفة اليونانية والتي يؤرخ لها عادة بظهور فلاسفة الحركة السوفسطائية وسقراط فى القرن الخامس قبل الميلاد؛ فإن الفلاسفة قد اهتموا بدراسة الإنسان: ما هو؟ وما هى حاجاته المعنوية والمادية؟ وعلى أي صورة تكون سعادته كفرد وكفرد فى جماعة وما هى علاقته بالوجود الخارجى وبما ورائه؟ 00 إلخ 0 لقد ظهرت من خلال هذه التساؤلات كما هو معلوم فلسفات الأخلاق والسياسة والتاريخ، والفلسفات الاجتماعية والجمالية؟ وكلها تدور حول الإنسان وفاعليته  فى الوجود والحياة 0 وباختصار فقد أصبح الإنسان هو محور الاهتمام الأول بعد أن كانت الطبيعة وتفسيرها هى الشغل الشاغل لفلاسفة ما قبل القرن الخامس قبل الميلاد 0
وبالطبع فقد نجح الفلاسفة وخاصة الكبار منهم أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو فى التوصل إلى إدراك ماهية الوجود الإنساني، ونجحوا فى تعريف الإنسان باعتباره ذلك الكائن الحي العاقل. ودارت فلسفاتهم حول الإنسان من هذا المنظور أي الإنسان باعتباره ذلك الكائن العاقل الذى ميزه الله بالعقل وبالتفكير عن سائر الكائنات الحية الأخرى، وكان من الطبيعي أن يبنوا فلسفاتهم فى الأخلاق والتربية والسياسة والجمال على هذا الأساس؛ فكلما أعمَّل الإنسان عقله بالتأمل في جنبات الوجود كلما زادت سعادته، وكان هذا دليلاً على حسن تربيته، وقدرته على أن يمارس حياته السياسية والاجتماعية بصورة تمكنه من تكوين المجتمع المثالي.

ولكن الغريب أنه فى غمرة بحث هؤلاء الفلاسفة عن "المثال" فى كل شئ بما فيه الإنسان، تناسوا أنه يمكن أن يولد الإنسان مشوهًا أو ضعيفًا جسمانيًا أو أن هذا النقص أو التشوه ليس ضد " المثال" إذا ما اعتبرنا أن " المثال " فى الإنسان هو كونه عاقلاً قادرًا على التفكير والتأمل كما يقولون !
لقد وقع معظم الفلاسفة فى فخ التناقض حينما اعتبروا أن ماهية الإنسان هى فى كونه الكائن العاقل، وفى ذات الوقت ميزوا بين البشر: بين اليونان والبرابرة، بين الأحرار والعبيد، بين الإنسان القوى والإنسان الضعيف، بين ذوى الأصل  العريق، وذوى الأصل الوضيع 00إلخ هذه التمييزات التى تعنى أنهم لم يؤمنوا حق الإيمان بما أعلنوه من ماهية ثابتة للإنسان بما هو كذلك!!

ولعل أبلغ صور هذا التناقض تتضح إذا ما تساءلنا عن موقفهم من أولئك البشر الذين ولدوا وبهم أي نوع من النقص سواء أكان عيبًا جسمانيًا أو خلقيًا. إن موقفهم هنا يتبدى فيه ذلك التناقض الصارخ حيث نجد معظمهم سواء فى تاريخ الفلسفة القديمة أو الحديثة  يهملون إهمالاً تامًا هذا الإنسان المشوه أو الذى يحتاج لمعونة من أى نوع. بل يهاجمونه ويعتبرونه زائدًا عن الحاجة ولا يصح الاهتمام به أو رعايته 0 بل يطالب بعضهم بالتخلص منه و إعدامه !! وقد احتاجت البشرية لأكثر من خمسة وعشرين قرنا من الزمان لتصل إلى الوعي بأهمية رعاية هؤلاء المعاقين والحث على أن يكون لهم حقوقا مرعية فى ظل اتفاقيات دولية ملزمة فى إطار الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

والسؤال الآن: لماذا كان هذا الموقف المخزى من الفلاسفة عبر تاريخ الفلسفة من هؤلاء البشر ناقصى التركيب أو مشوهي الخلقة؟ وما هى مبررات هذا الموقف؟ ومن جانب آخر ما الذى حدث فجعل مفكرى ومصلحي القرن العشرين يهتمون بهؤلاء البشر ويسنون القوانين ويعقدون الاتفاقيات التى تنص على حقوقهم وتلزم الأفراد والدول فى كافة أنحاء العالم بمراعاة هذه الحقوق ورعاية المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة ؟!

إن الإجابة عن هذا التساؤل الأول تقتضى التوقف عند بعض الأمثلة من تاريخ الفلسفة القديمة والحديثة 0 ولعل أبرز هذه الأمثلة فى الفلسفة القديمة هو موقف أفلاطون وتلميذه أرسطو باعتبارهما أكثر من اهتم من الفلاسفة القدامى بتقديم نظريات فى التربية سواء فى فلسفتهما الأخلاقية أو السياسية. أما أبرزهم من الفلاسفة المحدثين فكان نيتشه الذى حارب الضعف الإنساني بكافة صوره رغم أنه هو نفسه كان مثالاً على الإنسان الضعيف المريض.
أما الإجابة عن التساؤل الثانى فتبدو من خلال نمو الوعي الإنساني شيئًا فشيئا بأهمية الاهتمام بالإنسان كإنسان بصرف النظر عن شكله أو لونه أو عيوب جسمه، ذلك الوعى الذى تمخضت عنه فى النهاية الاتفاقيات الدولية حول حقوق الإنسان عمومًا وحقوق الإنسان المعاق على وجه الخصوص.
ولعل فى النظر فى هذه الاتفاقيات ما يوضح سمو الموقف الإنساني فى العصر الحاضر وقدرة الإنسان المعاصر على الالتزام بالإطار النظري المعروف منذ الزمن القديم لمعنى الإنسان وماهيته وحقوقه.

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  سياسة الخصوصية | منتدى أطفال الخليج (جديد) | الصفحة الرئيسية ]

خدمة الخلاصات تاريخ آخر تحديث: 1/4/2022

أطفال الخليج ذوي الإحتياجات الخاصة

جميع الحقوق محفوظة